لاحظت في الفترة الأخيرة أنني أشعر بألم في الساق، وخصوصاً بعد الجلوس لفترة طويلة أو الوقوف لفترة طويلة، بمَ تنصح؟

من الضروري معرفة ما إذا كان لديك أي نوع من الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو السكري، ومعرفة مقدار وزنك، وهل حصل لديك في السابق أي نوع من التهابات المفاصل، أو إصابات حوادث، وهل الألم لديك في إحدى الساقين أو كلتيهما.


وأيضاً لاحظي أن هناك فرقاً بين ألم يُصيب إحدى الساقين وألم يُصيب كلتيهما في نفس الوقت وتحت نفس الظروف.

وبالعموم ليس أمراً طبيعياً أن يشعر المرء بألم في الساق دون سبب، وكذا الحال مع الشعور السريع بالتعب والإجهاد في الساقين أو أحدهما مما يضطر المرء إلى التوقف عن المشي أو الحركة، ولكن بالمقابل فإن ممارسة أعمال مجهدة للساقين، كالهرولة أو الوقوف بطريقة غير سليمة، خصوصاً عند عدم التعود على ممارسة الرياضة اليومية، قد يُؤدي عادةً إلى الشعور بالتعب والإعياء وربما قليل من الألم.

ولاحظي أن وصف الشعور بالألم في أي منطقة بالجسم، يتطلب معرفة بعض الجوانب الأخرى عنه، مثل تحديد مكان الألم، ونوعية الألم، وما الذي يتسبب بالشعور به، وما الذي يُساعد على زواله، ومدى انتقال ذلك الألم إلى أي مكان آخر، وهل هناك علامات ظاهرة على منطقة الألم مثل التورم أو الاحمرار أو غيره.

ولذا فإن الشعور بالألم الحديث والمستمر في الساق أو الساقين، يتطلب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب لأن هناك عدة أسباب، منها ما له أهمية لا تحتمل التأخير في المعالجة، لأن في الساقين الأوتار والمفاصل والعضلات والعظام، إضافة إلى شبكة من الأعصاب وشبكة من الشرايين وشبكة من الأوردة وهناك الجلد أيضاً.

وعلى سبيل المثال، ربما يكون ألم الساقين، بعد طول الجلوس أو طول الوقوف، نتيجة لتجمع السوائل في الساقين أو أحدهما، ما يتسبب بالضغط والألم على تراكيب الساقين، وذلك حينما لا تعمل الأوردة بكفاءة لسحب السوائل تلك. وهناك أسباب عدة لاضطرابات عمل الأوردة، مثل خلل في صمامات الأوردة، المنتشرة على طول مسارها، التي تعمل على تسهيل دفع الدم من الساقين في الأسفل إلى القلب في الأعلى. وغالبية من لديهم تجمع السوائل، والتي ليست بالضرورة في حجم كبير بالساقين، يشعرون بالألم من نوعية الحرقة أو التقلصات، وخصوصاً في عضلة خلفية الساق أو في باطن القدمين. وهو ما قد يُفيد فيه ارتداء جوارب ذات ضغط معتدل، وتصل إلى ما دون الركبة أو أعلى من الركبة بشيء يسير.

المهم مراجعة الطبيب لفحص حال الأوردة وجريان الدم في الشرايين وتقييم كفاءة عمل الأعصاب، إضافة إلى المفاصل والأوتار والعضلات والعظام.