حقن الـ «فيلرز» .. القليل منها يكفي والكثير يفضح

كانت كاميرون دياز حديث باريس خلال أسبوع الموضة الراقية لربيع وصيف 2012.
فقد كانت تتنقل بين العروض مثل الفراشة بأناقة لا غبار عليها، وحيوية تعكس سنواتها الـ 39 وشغفها بالتمارين الرياضية.
الحديث لم ينصب على نشاطها وحده ولا عدم وضوح ولائها لأي من بيوت الأزياء الكثيرة التي حضرت عروضها، بقدر ما انصب على وجهها ونضارته غير الطبيعية.
صحيح أن الجينات الوراثية حبتها بخدود عالية أساسا، إلا أنها بدت في هذا الأسبوع أكثر وضوحا عدا أن بشرتها كانت مشدودة أكثر من العادة، مما جعل الكل، يتهامس أنها استعانت بحقن تعبئة «فيلرز» في منطقة الخدود فضلا عن «بوتوكس» في منطقة الجبين. 
لم يكن المظهر جميلا بالضرورة، إذ أن المتعارف عليه بالنسبة لأي امرأة تقوم بمثل هذه الإجراءات أنها تطمح إلى نتيجة طبيعية، تظهر فيها معافاة وأصغر من عمرها الحقيقي بعشر سنوات، من دون أن يعرف أحد أنها خضعت لمبضع أو حقن جراح، وهو الأمر الممكن إذا تمت العملية على يد خبير وبجرعات خفيفة ومتوازنة.
المشكلة في حالة كاميرون دياز، حسب رأي بعض المجربات والخبراء، أنها قامت بالعملية منذ مدة قصيرة فقط، ولم تعط نفسها فترة نقاهة طويلة تهدأ فيها بشرتها وتتخلص من انتفاخها.
فتعبئة التجاعيد أو الخطوط الغائرة في الوجه بالـ «فيلرز» لا تبدو نتيجته مرضية إلا بعد مرور أسابيع، بينما تبدو البشرة في الفترة التي تلي الإجراء منتفخة، بل وتوحي بأن صاحبتها أكبر سنا مما هي عليه في الحقيقة. 
الجراحون والخبراء أيضا يوافقون هذا الرأي ويضيفون أن «القليل كثير» عندما يتعلق الأمر بأي عملية أو إجراء تجميلي، بما في ذلك البوتوكس أو الفيلرز.
فالـ «بوتوكس» مثلا هو لوقف تكون التجاعيد والتخفيف من ظهورها وليس لتجميد ملامح وتعابير الوجه، كذلك الأمر بالنسبة للـ«فيلرز» فهي تعمل على رفع الوجه إلى أعلى بإعادة الامتلاء إلى الخدود والذقن، وليس على تغيير شكله تماما. وهذا ما أكده الدكتور روبرتو فيل، الذي توجد له عيادة في هارلي ستريت، ويقضي وقته بينها وبين عيادته في دبي.
يقول: «من خلال صور كاميرون دياز، يمكن أن أؤكد أنها تبدو غير طبيعية، ويعود الأمر في رأيي ليس فقط إلى أن حقن الفيلرز تمت بكميات مبالغ فيها بل أيضا إلى أن الأماكن التي تم حقنها بها خاطئة.
فحتى تظهر المرأة أصغر من سنها، يجب أن نخلق بعض الامتلاء في الوجه، لكن عندما يزيد الأمر عن حده وفي الأماكن الخطأ، فإن النتيجة تكون غير طبيعية وسيئة.. لكني أعود وأقول: إنها عندما تستعمل بطريقة جيدة وفي النقاط التي تتطلبها، فإنها تعطي إطلالة جذابة وتكون سلاحا قويا ضد زحف الزمن».
والمتابع لعالم الجمال وإيقاعه المتسارع، لا بد أن يلاحظ أن تقنية الـ«فيلرز» باتت موضة شائعة في هوليوود بعد البوتوكس. العارضة السوبر، سيندي كروفود، مثلا، ظهرت مؤخرا بوجه ممتلئ وخدود عالية أكثر من المعتاد، مما جعل الكل يقول بأنها قامت بهذا الإجراء، علما بأنها لم تخف يوما أنها قد تستعين بجراح لإيقاف زحف الزمن.
هناك أيضا مادونا، التي يقال: إنها استعملت شد الوجه، وتحديدا الخدود، بالخيط بالإضافة إلى البوتوكس والـ «فيلرز»، فضلا عن كارلا بروني ساركوزي، التي ظهرت منذ سنوات بوجه منفوخ جعل عيونها تبدو صغيرة جدا بسبب استعمالها الزائد للـ «بوتوكس»، ففي العشرينات والثلاثينات، قد تلجأ المرأة إلى البوتوكس للتخلص من الخطوط التي ترتسم على الوجه وتبدأ في حفر أخاديد عميقة عليه، لكن في الأربعينات، وعندما يبدأ قانون الجاذبية يتحالف ضدها، فعادة ما تلجأ إلى الـ «فيلرز» لملء خدودها ورفعها، فعادة ما يكون شكل الوجه في فترة الشباب أشبه بالمثلث المقلوب، حيث يستقر ضلعاه على الوجنتين اللتين تكونان ممتلئتين وتستقر الدهون أعلى عظمتيهما، بينما يستقر ضلعه الثالث أسفل الذقن، لكن مع التقدم في العمر تنقلب الموازنة مع فقدان الوجه لنضارته وحيويته بسبب قلة الدهون في الوجنتين وانحسارهما إلى أسفل على جانبي الذقن ما يجعل شكل الوجه أشبه بالمثلث المقلوب قاعدته عند جانبي الذقن ورأسه الثالث عند الجبهة.
الشفاه أيضا تتأثر بسبب فقدانها الكولاجين، مما يجعلها تفقد اكتنازها من الجوانب. كل هذا يحدث بسبب نقص الكولاجين وحمض الهالورنيك والالأيلاسيتن والنسيج الشحمي، وهي المواد التي تشكل ما يسمى في علم الطب بالبنية التحتية أو الداعمة للجلد.
ولأن الطب التجميلي تقدم عما كان عليه منذ عقد أو عقدين، فإن الخبراء أصبحوا يميلون إلى الإجراءات غير الجذرية للتغلب على علامات الزمن عوض العمليات الجراحية، على الأقل عندما تكون المرأة في الأربعينات، مثل سيندي كروفود البالغة من العمر 45 سنة أو كاميرون دياز التي ستحتفل بعامها الـ 40 قريبا. 
والسبب أن هذه الإجراءات أسهل وأقل خطورة كما أن نتائجها معقولة وأكثر إقناعا فيما لو تمت بجرعات معقولة ومن دون مبالغة. أما الشكل الذي يعمل عليه كل جراح خبير فهو الشكل المثلث المقلوب، الذي يعتبر معيار الجمال منذ أن رسم ليوناردو ديفنشي لوحته الشهيرة «الموناليزا». ففيها قسم الوجه إلى 3 أقسام بادئا من أعلى الجبين وصولا إلى الذقن مرورا بجانبي الخدين من خلال خلق خط عرضي افتراضي.
هذا الخط الافتراضي من الأذن إلى الأذن هو ما يراعيه جراح التجميل عند القيام بهذه العملية، آخذا بعين الاعتبار تناسق الذقن مع عرض الخدين وارتفاعهما.
الدكتور روبرتو فيل يؤكد أن المظهر الطبيعي هو الأفضل والأكثر إقناعا، موضحا أن هناك أنواعا من الـ «فيلرز» يمكن القيام بها حسب نوع التجاعيد ومدى عمقها.
إذا كانت التجاعيد صغيرة وغير عميقة، مثلا، يمكن استعمال «فيلرز» اصطناعية، أما إذا كانت غائرة أو كثيرة، فإن الأفضل ملؤها بدهون تؤخذ من الشخص نفسه، من البطن أو الأرداف مثلا. بعد ذلك يتم حقنها في الأجزاء التي تحتاج إلى ملء.
ويشرح: «أفضل عند استعمال الفيلرز استعمال نوعية يمكن للجسم أن يمتصها بسهولة مثل حمض الهالورنيك المعروف بـ (Juvederm) ا لأنه يدوم نحو 10 أشهر، وفي حال حدوث أي خطأ يمكن حقن الوجه بمادة (إنزيما) تذوبه سريعا. لكن على يد خبير فإن الحقن بالدهون المسحوبة من الجسم هي الأفضل وتبقى خياري الأول دائما».