لاكسمي الهندية .. زوجة وهي في الثالثة من عمرها وقفت ضد التيار وحاربت التقاليد البالية

وقع الزوجان راكيش و لاكسمي وثيقة رسمية مشتركة لإلغاء الزواج وكانت كخارطة طريق مستقبلية يمكن أن يسير عليها المتزوجون في سن الطفولة فيما بعد
وقع الزوجان راكيش و لاكسمي وثيقة رسمية مشتركة لإلغاء الزواج وكانت كخارطة طريق مستقبلية يمكن أن يسير عليها المتزوجون في سن الطفولة فيما بعد

بطلتنا اليوم هي الفتاة الطفلة "لاكسمي سارجارا" التي أخذت خطوة تطلبت منها مقداراً لا يمكن تصديقه من الشجاعة، وربما تكون الخطوة الأولى التي سيتبعها العديد من التغيرات في المستقبل.
تفاصيل القصة:
في المرحلة العمرية التي يبدأ معظم الأطفال خلالها في تعلم السير، كانت الفتاة "لاكسمي سارجارا" متزوجة بالفعل، وقد كان زوجها "راكيش" في نفس العمر عندما عقدت الأسرة هذه الصفقة التي كانت قدرا مفروضا على الطفلين، لكن "لاكسمي" كانت الأولى في اتخاذ خطوة للتغيير.
والآن وبعد مرور 17 عاما انتفض الزوجان واتخذا خطوة غير مسبوقة عندما قررا إلغاء عقد الزواج هذا، لكن "لاكسمي" كانت البطلة الحقيقية لهذه القصة، التي تبلغ الآن 18 عاما عندما تقدمت بخطوات شجاعة ضد تيار التقاليد البالية وفتحت الباب أمام العديد من الزوجات في سن الطفولة حتى يسيروا على خطاها.
عمل غير شرعي لكنه يمارس في الهند:
رغم أن هذا النوع من الزيجات من الناحية الفنية غير قانوني في الهند، إلا أن الأسر الفقيرة هناك وخاصة التي تقطن المناطق الريفية غالبا تعتمد عليه باستخدام الأطفال كأدوات لتوفير المزيد من الاستقرار والتربح المالي لأولئك الذين لا يستطيعون إطعام أطفالهم على المدى الطويل.
ونتيجة لذلك تعاني المتزوجات من الأطفال حياة من أصعب ما يكون، حيث يتم انتزاعهم من بيوت والديهم في سن المراهقة ويجبرون على العيش مع زوج تعتبر مجرد طفلة بالنسبة له ولعائلته، والمطلوب من الفتيات أن يقمن بدور الزوجة المطيعة وزوجة الإبن قانونا، وفي بعض الحالات يتعرضن للضرب حتى يستسلمن للخضوع من قبل أفراد أسرهم الجدد.
ما فعلته "لاكسمي":
فقط منذ أيام مضت تم إعلام "لاكسمي" بالتزاماتها الزوجية، التي فرضت عليها قبل عقدين من كبار عائلة "راجاسثاني" وقد تحركت في آخر فرصة لها وكانت في 24 من إبريل.
وقالت "سارجارا" إنها لم تكن سعيدة بهذا الزواج، وأخبرت والديها لكنهما عارضاها ثم سعت من أجل الحصول على مساعدة، حيث تمكنت من الوصول إلى أخصائية اجتماعية في مدينة "جودبور" وكانت من المدافعين عن حقوق الأطفال من خلال منظمة تدعى "Sarathi trust" واتصلت بالزوج الذي كان يتم تحضيره لإقامة الزواج وتأدية الترتيبات الأسرية.
وبعد جهود لإقناع الزوج بالعدول عن قرار الزواج اقتنع وغير رأيه ووافق على إلغاء العقد تحت ضغط الواقع الذي كشف أنه كان سيوقع نفسه في الزواج من امرأة كانت ستخاطر بكل شيء حتى تتجنب العيش معه.
أعلنت "كريتي باهارتي" الأخصائية الاجتماعية التي أشرفت وساهمت في إلغاء هذا الزواج أن هذه التجربة كانت الأولى من نوعها عندما يقدم زوجان تزوجا في الطفولة على إلغاء الزواج، ونتمنى أن يستمر الكفاح ضد هذه التقاليد الظالمة.
ووقع الزوجان "راكيش" و "لاكسمي" وثيقة رسمية مشتركة  لإلغاء الزواج وكانت كخارطة طريق مستقبلية يمكن أن يسير عليها المتزوجون في سن الطفولة فيما بعد.
أضافت لاكسمي: " إنها الآن تشعر بالراحة والاسترخاء العقلي هي وأفراد عائلتها وتم التقاط صورة لها والبسمة على وجهها وهي تحمل الوثيقة، وتخطط أن تكمل تعليمها آملة في الحصول على عمل حتى تتمكن من الحفاظ على استقلاليتها، لكن تحف هذه الحرية الجديدة التي فازت بها لاكسمي بالمخاطر" .
ما الخطر الذي يواجه لاكسمي؟
في الهند حيث يتم تزويج 50% من الفتيات قبل سن الثامنة عشر، يواجه كل المعارضين لهذه التقاليد تهديدات خطيرة تشمل الخطف من جانب بعض العصابات، الضرب والتشويه، ففي نفس اليوم الذي أصبح إنهاء زواج "لاكسمي" رسميا تعرض بعض معارضي زواج شبيه للهجوم والإصابة بواسطة بعض القرويين.
نموذج سابق للقهر:
في عام 2009 رفضت إحدى الفتيات البالغة من العمر 13 عاما تنفيذ أمر الزواج من زوجها المفروض عليها ونتيجة لذلك حرمها والداها من الطعام لمدة أسبوعين وبشكل مدهش حازت الفتاة على اهتمام دولي ودعم لموقفها، وفي هذا الأسبوع حركت "لاكسمي" إبرة الحياة إلى نظرة أكثر بعدا بأول وثيقة تمنع زواج الأطفال حدثت في تاريخ الهند.
 زواج الأطفال ظاهرة دولية بحاجة لنظرة أكثر عمقا:
تعتبر زيجات الأطفال ظاهرة دولية تمارس في العديد من البلدان على مستوى العالم وخاصة في المناطق الريفية التي تعاني من معدلات فقر مرتفعة وتخضع بتشدد للتقاليد القديمة ومنها:
- صحراء جنوب أفريقيا.
- جنوب آسيا.
- الشرق الأوسط.
- الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث يتم إجبار الأطفال تحت السن القانوني على الزواج تلبية لأمر أسرهم، وقد شنت السنوات الأخيرة حملة ضد المسئولين الأمريكيين من الطوائف الأصولية بسبب تعدد الزوجات في ولاية يوتا وتكساس وهناك يتم تزويج فتيات صغار لرجال كبار السن.
ولسوء الحظ لا يوجد قانون حاسم يعاقب من يزوجون بناتهم اللاتي لم يبلغن السن القانوني، ففي اليمن على سبيل المثال نجد نصف المجتمع يزوج الفتاة تحت سن الخامسة عشر، وفي المملكة العربية السعودية لا يوجد حد أدنى لسن الزواج وهذا ما كشفته فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات عندما تجاهلت السعودية طلبها لإلغاء زواجها من رجل كان يبلغ من العمر 58 عاما عام 2009.