فتيات عربيات : نعشق النجوم الأتراك لأنهم يعاملون النساء باحترام وحب

كانت البداية الحقيقة لنجاح المسلسلات التركية هو مسلسل" نور" التركي أو ما يعرف باسم "نور ومهند"، وتم عرض هذا المسلسل عام 2008، ولاقى نجاحاً وإقبالاً كبيراً، وهو الأمر الذي لم يتوقعه المنتجون وطاقم العمل بأكمله.
ومن المعروف أن بطل المسلسل مهند أو الممثل التركي "كيفانتش تاتليتوغ" هو عارض أزياء والمسلسل كان أول تجربة له فى عالم التمثيل، وكان الحظ بجانبه لأنه أول عمل له يحقق نجاح ليس فى تركيا فقط بل فى العالم عربي أيضا، لتصل معجباته إلى ملايين النساء العربيات. 
ومن هنا توالى عرض المسلسلات التركية الناجحة مثل حريم السلطان، الأوراق المتساقطة، سنوات الضياع ، العشق الممنوع، ميرنا وخليل، نساء حائرات، فاطمة، عاصى، ومعظمها لاقى نجاحا لدى المشاهدات العربيات.
فى البداية نتحدث عن المسلسلات العربية سواء كانت مصرية أو سورية أو خليجية، فهى تصيبنا بالإحباط الشديد، فإما تتحدث عن مشاكل المجتمع العربي الخطيرة مثل البطالة والعنوسة والمخدرات وقضايا الفساد والرشوة والفقر، أو تتحدث عن أحداث وشخصيات بعيدة كل البعد عن واقعنا الاجتماعي والعربي، فيشعر المشاهد بالملل الشديد.
وبينما تفتقد الأسرة العربية المسلسلات الرومانسية الاجتماعية، ظهرت المسلسلات التركية فى الأفق، التى غالبا ما تدور حول قصة حب فى الأساس مليئة بالصراعات والتى تنتهي غالبا بتغلب الحبيبين عليها واستمرار قصة حبهما.
وهذا ما جعل النساء العربيات يتابعن المسلسلات التركية بشغف، فالمسلسل التركي يقدم رومانسية رقيقة تدور فى المدن التركية الجميلة، وليس هذا فقط بل يقدم المسلسل التركي وجوها جميلة وملابس رائعة لأبطال المسلسل حتى إن كانوا فقراء.
ويمتاز الممثلون الأتراك بالوسامة الشديدة والنساء أيضا منهم على قدر كبير من الجمال، ففي الأصل تعشق النساء العربيات أبطال المسلسلات التركية لأنهن يعاملون المرأة باحترام وحب، فعلى الرغم من أن بطل مسلسل فاطمة "كريم" لا يمتلك ملامح مهند الغربية، إلا أن شهامته وحبه الشديد لفاطمة بطلة المسلسل هو ما جعل النساء العربيات تحبه.
ويعكس ذلك شدة افتقاد المرأة العربية للحب والحنان والاحترام المتبادل بين الزوجين، وهو ما تجده فى مشاهدتها للمسلسلات التركية التى تجعلها تنتقل إلى عالم آخر تتشابه فيه تقاليدنا العربية وتحفظات المجتمع إلى حد كبير ولكن مع شخصيات راقية وجميلة وتحب مثل الروايات الخيالية. 
وقد ارتفعت نسبة الطلاق فى الوطن العربي بعد مشاهدة تلك المسلسلات، لأن النساء العربيات قارن بين حياتهن وحياة بطلة المسلسل، كما يفعل الرجل العربي حين يقارن زوجته بإحدى النجمات، وهى المقارنة التى تخسر فيها الزوجة باستمرار.
ومن جانب آخر، كانت المسلسلات التركية بمثابة تحول كبير لدى المنتجين الأتراك، حيث أظهرت الإحصائيات أن 74% من سكان الشرق الأوسط فى 16 دولة مختلفة شاهدوا مسلسلا تركيا واحدا على الأقل بل ويستطيعون ذكر أسماء بعض أبطاله.
لقد استطاع مسلسل "نور التركي" أن يحصد نسبة مشاهدة عالية جدا تصل إلى 85 مليون عربي، وهذا ما أنعش سوق الإنتاج التركية، ويتوقع البعض أن تتحول الدراما التركية بشكل عام.
كما ارتفعت أجور الممثلين الأتراك بعد وصول معجبيهم إلى الملايين خارج نطاق تركيا، كما ازدهرت السياحة التركية كثيرا، فأصبح هناك الآلاف من العرب يتوافدون على المدن التركية المختلفة لقضاء شهر العسل أو التنزه ورؤية الأماكن التى صور فيها أبطال المسلسلات المفضلين لهم.
كما أن الأزياء التركية أصبحت مألوفة أكثر فى الوطن العربي، لنجد فى تلك السنوات القليلة العديد من المصصمين الأتراك الذين ضموا الشرق الأوسط كسوق أخرى ضمن أسواق التسوق المرغوبة.