شيخ الأزهر عقد قران جمال مبارك وحفل الزفاف في شرم الشيخ يوم ميلاد مبارك

بدت ضاحية مصر الجديدة الهادئة الأنيقة شرق القاهرة أنظف مما هي عليه عادة، كما بدا واضحًا ذلك الحضور الأمني في كافة الشوارع والطرقات المؤدية إلى "دار القوات الجوية"، التي تقع قبالة منزل الرئيس المصري حسني مبارك، والتي شهدت مساء السبت مراسم عقد قران أشهر أعزب في مصر، وهو نجل الرئيس المصري جمال مبارك، البالغ من العمر أربعة وأربعين عامًا، على الآنسة خديجة الجمال، ذات الأربعة والعشرين ربيعًا.
 
مراسم عقد الزواج تولاها ـ بالطبع ـ الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، وبطبيعة الحال غابت ـ أو بتعبير أدق ـ منعت كافة وسائل الإعلام من التطفل على هذا الحفل الرئاسي، الذي وصف رسميًا بأنه عائلي على عادة العائلات المصرية المحافظة، وقد اقتصر الحضور فيه على عائلتي العروسين فقط. غير أن شخصيات رسمية حضرت الحفل، أبرزهم الوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، وهو من أكثر المقربين للرئيس مبارك، حتى أن أول حفيدين لمبارك أطلق عليهما ابنه علاء اسمي محمد (تيمنا باسم جده الرئيس محمد حسني مبارك)، وعمر، على اسم الرجل القوي الذي لم يكن يظهر مطلقًا عبر وسائل الإعلام، لولا اضطره إلى ذلك حضوره المستمر على الساحة الفلسطينية، وزياراته في هذا السياق إلى إسرائيل، ومن هنا عرف المصريون اسمه وشاهدوا صورته ربما للمرة الأولى.
 
عريس الدولة
وحتى كتابة هذه السطور لم تتوافر معلومات كافية عن وقائع الحفل وما جرى خلاله، غير أن ما تسرب من أنباء خلال الأيام الماضية، أشار إلى أن عقد القران يستبق حفل الزفاف المقرر أن يجرى في منتجع شرم الشيخ الأثير لدى الرئيس المصري يوم الرابع من أيار (مايو) المقبل، بعد أن تنفض إجتماعات العراق وهو اليوم الذي يوافق أيضًا إحتفال الرئيس مبارك بعيد ميلاده التاسع والسبعين.
 
وخلافًا لحفل عقد القران الرسمي، فإن حفل الزفاف المرتقب مطلع الشهر المقبل لن يكون هكذا ـ كما أكدت ذلك عدة مصادر مقربة من الأسرتين ـ فقد تحدثت أوساط صحافية عن إصرار والد العروس المهندس محمود الجمال على أن يكون حفل زفاف ابنته الوحيدة خديجة، كبيرًا يليق بفرحتها ومكانة عريسها، الأمر الذي وافق معه أشهر عريس في مصر على حضور بعض الأصدقاء المقربين للعائلتين، فضلاً عن عدد من أبناء الملوك والأمراء والرؤساء العرب والأجانب، ومن المزمع أيضًا أن يحيي الحفل فنانون مصريون منهم عمرو دياب وهاني شاكر.
 
ويرى مراقبون في القاهرة أن هذا "الزواج الرئاسي"، هو خطوة على طريق ترتيبات تفضي إلى تأهيله لشغل أكبر منصب في البلاد وهو الرئاسة التي يتولاها والده منذ أكثر من ربع قرن مضى، وذلك على الرغم من النفي المتكرر لهذا الأمر من قبل الرئيس مبارك ونجله، لكن الصعود المستمر والإلحاح الإعلامي في ظهور جمال مبارك وإبراز أنشطته عبر موقعه الرفيع داخل الحزب الوطني (الحاكم) تجعل معظم المصريين يعتقدون أنه قادم صوب عرش مصر لا محالة.
 
أما العروس التي ينظر إليها أنها ربما تكون سيدة مصر الأولى القادمة، فهي الآنسة خديجة محمود الجمّال (24 عامًا)، وهي حاصلة على درجة جامعية في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في القاهرة، وتعرف عليها جمال أثناء مشاركتها في مؤتمر عقدته الجامعة الأميركية العام الماضي، وتكررت لقاءاتهما في إطار العائلة والأصدقاء، حيث أن اثنين من أقاربها يرتبطان بصداقة قديمة مع جمال مبارك، وقد لقيت استحسان السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري، وفق معلومات متداولة في الأوساط السياسية والصحافية في مصر.