من بدائل الجراحة التجميلية.. البوتوكس والسيليكون لجمال متألق بلمح البصر!

التجاعيد هى العلامات الأولى التى تكشف مدى التقدم فى السن، فتخون صاحبتها من النظرة الأولى
التجاعيد هى العلامات الأولى التى تكشف مدى التقدم فى السن، فتخون صاحبتها من النظرة الأولى

تحلم كل سيدة بأن تزيد من جمالها وتلفت الأنظار نحوها إثر إعتنائها الدائم بشكلها وسعيها إلى تطوير مفاتنها وتحسين طلتها وزيادة " جرعة " الرونق والنضارة. إذ تبغى المرأة ان تكون فاتنة ويانعة وتتمتع بقوام ممشوق وإشراقة الصبا وصفاء الشباب. وما العمر سوى عدو تتعب جهدها لمحاربة مفاعيلة عليها..


فالتجاعيد هى العلامات الأولى التى تكشف مدى التقدم فى السن، فتخون صاحبتها من النظرة الأولى. كما أن التعب يبدو جلياً على الوجه بشكل خاص عندما تبدأ خطوط متعرجة بالظهور فى الجبين وحول الأنف والفم، لتكون فراغات تصعب تغطيتها.

منذ بدأ التطور، هرعت السيدات إلى الخضوع لعمليات جراحية تجميلية مؤلمة، فى محاولة للتستر على قدوم الشيخوخة، أو لإخفاء عيوب معينة أو شوائب فى الوجه والجسم.

بيد أن الأمر يقتضى الخضوع للجراحة!. أما الآن، وبفضل الاختراعات الحديثة، بات من السهل التغاضى عن العملية والاستعانة عنها بحقن بسيطة أو تقنيات سهلة، يتخللها " البوتوكس" و" الكولاجين" وسواهما من المواد التى من شأنها أن تؤخر موعد الجراحة أو تكمل النتيجة وتحسنها إذا أجريت الجراحة.

عالم التجميل واسع جداً ويستقطب تقنيات من كل حدب وصوب ليكون بخدمة المرأة وجمالها وطلتها البهية. أصبح بالإمكان اللجوء إلى " تعديلات" فى الشكل لتتماشى مع مطلب السيدة وترفع نسبة أنوثتها. يمكن تمويه العيوب عبر ملء الفراغات فى الوجه مثلاً، التى لطالما كانت تماثل الحفر فى الطرقات! كما يمكن تكبير الشفاه لإعطائها مظهراً أكثر جاذبية، إضافة إلى الوجنتين والخدين، إذ يمكن ملؤها  وإبراز مفاتنها أكثر فأكثر.

هذا فى الوجه، كما أن للجسم حصته أيضا. إذ يمكن تعديل شكل الصدر وحجمه لتلبية رغبة المرأة كما يمكن إعطاء المؤخرة شكلاً جديداً أكثر شباباً.

هذه " التحولات" كلها ممكنة بفضل مواد تحقن فى المكان المطلوب لإبراز الشكل والحجم حسب الطلب والرغبة. يلجأ أطباء التجميل إلى العديد من التقنيات المؤقتة أو الدائمة، لنحت الوجه أو الجسم وقولبة المعالم لتأخذ المنحنى الصحيح. الجمال تعطى فكرة مبسطة عن المواد المستعملة فى الحقن والتقنيات الحديثة التى أضحت تشكل بدائل من العمليات الجراحية التجميلية فى بعض الحالات.

مواد الحقن
هناك نوعان من المواد التى يحقنها الطبيب، وهى تعبىء الفراغ ( filling material) فى الوجه وتعطى الشكل المطلوب". وهذه المواد التى يتم حقنها تنقسم إلى نوعين:

• نوع يذوب فى الجسم (biodegradable) بعد فترة ثلاثة أشهر إلى تسعة أشهر، وقد يستمر مفعوله حتى السنة. وهذه المواد تحقن فى الموقع المطلوب، وهى تكون مؤلفة إما من مادة " الكولاجين " (collagen ) وإما من مادة أخرى هى " أسيد إيالورونيك" (acide hyaluronique).

• نوع دائم (permanent) مكون من 95% من الماء و 50% من مادة " بولى أكريناميد " (polyacrylamide) وهو متعارف عليه باللغة العربية بالماء والملح، لكنه ليس كذلك فى الواقع. ويمكن إعتماد النوعين وذلك حسب طلب الشخص، فالبعض يعمدون إلى استعمال المواد التى يتلاشى مفعولها لاحقاً وتذوب فى الجسم بعد فترة ليختبروا إذا ما راق لهم المظهر أولاً.

وليعتادوا عليه تدريجياً، وكى يتقبلهم المجتمع، ومن ثم يعودون ويستعملون المواد الدائمة لاحقاً. ويؤكد أنه تم اختبار هذه المواد عبر تجارب عديدة، وقد تبين أنها غير مؤذية البتة وأنها لا تسبب أية مضاعفات، لكن يبقى هاجس الخوف مسيطراً على البعض.

هذه المواد تحقن تحت الجلد لتعبئة الفراغات فى الجبين أو بمحاذاة الأنف والفم، أو لتكبير الشفاه والذقن. وهى تعطى شكلاً مميزاً وتبرز المفاتن.

وأما عن السلبيات فأنه عادة لا سلبيات لهذه الطريقة إذا ما أحسن الطبيب استعمالها. لكن قد تظهر تدرنات موضعية تزول بالمساج أى التدليك، أو ببضع حقن كورتيزون بنسب ضئيلة جداً.

السيليكون
أن مادة السيليكون هى كيميائية تركب فى المختبر. وهى تدخل فى الشق التجميلى للجراحة. أن مادة السيليكون المستعملة لتكبير الصدر تأتى على شكل جل متماسك ( cohesive gel)، ويكون موضوعاً فى غلاف مصنع خصيصاً ليأخذ مكانه فى الجسم، هو الـ prosthesis، وبالتالى لا تكون مادة السيليكون على احتكاك مباشر مع الجسم، وفى حال ثقب الغلاف إثر حادث قوى أو طعنة يغير بكل سهولة ولا يشكل خطراً، إذ هو لا يتحرك فى الجسم.

كما أن هناك السيليكون الصلب (solid ) المستعمل لتكبير الذقن والوجنتين وهو يوضع بين العضل والعظم لإعطاء الشكل المطلوب ولا يتسبب بأمراض أو مضاعفات. وقد حصلت بلبلة فى بداية التسعينات فى أوروبا والولايات المتحدة، تتعلق باستعمال السيليكون. إذ ظن الخبراء أن استعمال هذه المادة يسبب أمراضاً كالأوجاع فى المفاصل، فعمدوا إلى منع استعمالها. لكن أجريت دراسات على مئة ألف امرأة خضعن إلى عمليات يستخدم فيها السيليكون، ومئة ألف امرأة لم يتعرضن لمادة السيليكون، وتبين أن نسبة الوجع فى المفاصل مماثلة عند الفريقين فأباحوا استعماله مجدداً.

والدليل القاطع على أن هذه المادة لا تسبب أمراضاً سرطانية هى أن الأطباء يلجأون إلى استعمال السيليكون لإعادة تعمير الثدى بعد استئصاله إثر إصابته بالسرطان، مما يعنى ان هذه المادة لا تشكل خطراً على الصحة.

يمكن للجميع أن يستعملوا السيليكون. كما يمكن للمرأة الخاضعة لعملية فى ثديها أن ترضع طبيعياً لاحقاً، وأن تخضع لكافة صور الثدى والفحوص لأن مادة السيليكون معزولة عن الجسم وشفافة، فيمكن أن تخترقها الأشعة فى الصور. يبقى أن هناك نوعاً من السيليكون هو السيليكون المحقون ( injected silicone) محظر استعماله، إذ يشكل تدرنات كثيرة ولا يمكن سحب الفائض من الجسم.

البوتوكس
أن " البوتوكس ليس مادة لتعبئة الفراغات على غرار السيليكون والمواد التى قد تذوب بعد فترة أو تلك الدائمة. بل هو مادة من السم (botulique toxine) تشل العضل وتحقن فى الأمكنة حيث تظهر التجاعيد مثل الجبين وبين الحاجبين وحول العينين. وللبوتوكس مفعول رائع إذ يخفى ما بين 70% إلى 90% من التجاعيد ويستمر بين خمسة وستة أشهر.

وكلما أعدنا الكرة يستمر المفعول لفترة أطول. ذلك أن العضل يضعف شيئاً فشيئاً مع تكرار الحقن. وقد توصل التطور إلى استعمال البوتوكس فى مراهم (كريم) خارجية لدهنها فى موضع الحقنة، ليدوم مفعولها أكثر". إن هذه المادة وإن كانت من السموم، فهى مستعملة بكميات ضئيلة جداً فى الحقنة وبالتالى لا تسبب مضاعفات، إذا يجب حقن المنطقة ما يزيد عن ألف مرة مثلاً لأحتمال حصول مضاعفات.

يضيف أن هناك بعض الحالات التى لا يمكن أن تستعمل البوتوكس، وهم الأشخاص الذين يعانون أمراضاً فى العضل، إذ أن هذه المادة تزيد الترهل والضعف فى العضل.

الدهون الطبيعية
يمكن أيضا الأستعانة بدهن طبيعى من جسم الإنسان لحقنه فى مكان آخر من الجسم. يستخرج الدهن من الأوراك أو من البطن، تحت تأثير بنج موضعى، ويسحب الدهن بحقنة خاصة، ثم يتم تصفيته من الدم والمصل وفصله، ليعاد حقنه صافياً تحت البشرة لتكبير منطقة معينة".

ينصح باستعماله فى الأمكنة حيث لا حركة كثيرة كالخدود والوجنات مثلاً، لأنه يذوب فى الأمكنة الكثيرة الحركة، كالشفاه وحول الأنف. تذوب نسب من الدهون ما بين 20% إلى 40% وتتطلب بضع جلسات لتصبح نهائية ودائمة.

وهذه التقنية هى عبر تغيير موضع الدهن فى الجسم نفسه، وتتم حسب طلب الشخص، وتعطى المفعول نفسه كالمواد المحقونة لتكبير منطقة ما فى الوجه.

التجميل
إن هذه التقنيات المستعملة كلها هى لزيادة الجمال فى معظم الأحيان، أو لإضفاء رونق إضافى على الطلة. وتعمد النساء إلى الاهتمام بشكلهن أكثر من الرجال عامة، بيد أن ذلك لا يمنع أن يلجأ الرجال إلى حقن البوتوكس لإزالة التجاعيد من على الجبين.

هناك طريقة إضافية لتكبير الخدود أو الذقن، وهى مادة " الجورتكس" (gore-tex ) التى تماثل السيليكون فى الـ prosthesis، إذ تأتى بقياسات مختلفة وأحجام عديدة، صغيرة، متوسطة، وكبيرة، لإبراز الوجنات الصغيرة أو لإظهار الذقن الذى يكاد يختفى.

وهى مادة شبه إسفنجية ويمكن التحكم بها وتطويعها لإعطاء الشكل المطلوب. يجب التأكد دوماً من أن الشخص المخول استخدام هذه التقنيات هو طبيب مختص وملم بأصول هذه العمليات، للحؤول دون حصول مضاعفات والتهابات.

إعتبارات خاصة
هناك أشخاص ذوو بشرة حساسة بإفراط، قد تتسبب بمضاعفات بعد كل الجراحات، فينصح بتوخى الحذر. كما أن الحوامل لا يمكنهن إستعمال البوتوكس، لأن هذه المادة قد تصل إلى الجنين كونها محقونة تحت الجلد. كما أنه من غير المستحب أن تخضع الحامل للسيليكون أيضا وخصوصاً فى الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

إن عمليات التجميل هى لكل الأعمار، وقد تستعمل فى سن يانعة، كسن السادسة عشرة مثلاً، لمحو آثار الندبات. يمكن معرفة ان العملية لم تنجح إذا لم تأخذ الشكل المطلوب. لذا لا يتم حقن الكمية الكاملة من لمواد من المرة الأولى، بل يعاود الطبيب الكرة بعد نحو شهر، لأن زيادة الكمية أفضل من سحب الفائض لاحقاً.

إن الوقاية ضرورية فى الساعات الثمانى والأربعين اللاحقة بعد العملية، إذ يجب توخى إستعمال الماء الساخن على الوجه، بل يجب إستعمال الماء البارد. كما يمنع التعرض للشمس القوية والحركة المفرطة، لتأخذ المواد مكانها الصحيح، ويزول الورم بعد اليوم الأول من العملية.

صحيح..
• تلجأ النساء إلى اختبار كل التقنيات التى من شأنها أن تضمن لهن زيادة فى الرونق والجمال والجاذبية.

• " من له يعطى له ويزاد" هكذا يعمد الجميع إلى البحث عن سبل جديدة، سهلة وفعالة للحصول على مبتغاهم.

• إن التطور قد حمل معالم حديثة تعطى الشكل المطلوب فى غضون دقائق، ويمكن التحكم لاحقاً بالنتيجة، فإما الإضافة من جديد، وإما السحب للكمية الزائدة.

• إن مواد التعبئة والبوتوكس قد أحدثت ثورة فى استعمالها، كونها تحقق النتيجة المطلوبة كما الجراحة التجميلية وخاصة فى منطقة الوجه والثدى.

• لكن يجب الانتباه إلى عدم الإفراط فى التصنع، لأن كل ما زاد عن حده، نقص! لأن الجمال الطبيعى الذى يتمتع به كل مخلوق فريد من نوعه، وليس مستحباً أن تكون كل النساء من قالب واحد!.

• التميز عن الآخر والتفرد فى الشكل امران جوهران لتكوين الفرد فى المجتمع. يجب مراعاة ما يليق بالمرأة وعدم الإنجرار فى محاولات التحسين المستمرة، لأنها قد تبدل الشكل قطعياً وتؤدى إلى صنع مخلوق لا يتعرف عليه أحد!.
 
ماذا أفضل ؟
• إن كل التقنيات المستعملة هى جيدة وذات فعالية. فيمكن للشخص أن يختار ما يريد وما يناسبه ليزيد جماله!. استعمال البوتوكس قد اعطى نتائج جيدة فى الثلث الأعلى من الوجه، أى عند الجبين وبين الحاجبين وحول العينين.

وقد أغنى عن عمليات الشد الجراحية، إذ إن النتيجة سريعة ومضمونة وفعالة، وإن كانت لا تدوم سوى لبضعة أشهر. مع تكرار الحقن، واستعمال الكريمات الخارجية، تطول فترة مفعول الحقن ويستعيض الشخص بها عن العملية الجراحية.

• أما بالنسبة إلى تكبير الصدر، فيمكن استعمال مادة السيليكون المتماسك التى تعطى شكلاً طبيعياً وملمساً طبيعياً، كما يمكن تعبئة ماء وملح فى غلاف ونفخه فى داخل الثدى. لكن هذه التقنية الأخيرة لا تعطى الملمس الطبيعى. كما أن هناك إحتمال أن تنفس بنسبة 50% كل سنة، ويمكن أن تثقب وتحدث تموجات.

• يبقى أن كل المراهم والكريمات والمستحضرات التى يتم الترويج لها، والتى تدهن خارجياً، من شأنها ان تكبر المكان حيث يتم وضعها لبضع ساعات فقط! وهى غير فعالة وتزول. فإن كانت ناجحة، لكان الجميع قد استعملها وتخلى عن الجراحة وعن التقنيات الحديثة!.