بالصور .. التحولات الرهيبة التي تعرض له مريض خضع لعملية زرع وجه

بعد 15 عام من العيش منعزلا بسبب شكل وجهه،يستطيع الآن ريتشارد نوريس أن يعيش حياته بشكل طبيعي. فقد خضع ريتشارد، الذي أصيب في وجهه خلال حادث إطلاق نار، لعملية زراعه وجه تعتبر العملية الأكثر شمولا حتي وقتنا هذا، وقد إستغرقت العملية 36 ساعه. 
 
وخلال الـ 15 عام التي قضاها ريتشارد من وقت الحادث الذي دمر النصف السفلي من وجهه وحتي خضوعه لعملية زراعة الوجه، عاني ريتشارد من قسوة الغرباء، وحارب الإدمان وفكر في الإنتحار.
 
وحتي إذا إستطاع ريتشارد الرجوع بالزمن، فهو ليس متأكد من أنه يمكنه مسح الحادث الذي تركه مشوه بشدة. وقال ريتشارد مؤخراً لـ The Associated Press، وهي واحدة من وكالتين الأنباء التي ضمنت الحصول علي لقاء مع ريتشارد منذ عملية زرع الوجه العام الماضي: "تلك السنوات العشره التي عشتها كانت كالجحيم، ولكنها اعطتني معرفة كبيرة، وعرفت من خلالها أفضل الأشخاص في حياتي."
 
وريتشارد الآن في 38 من العمر، وقد بدء في إنشاء حياة جديدة له حيث بدء في أخذ دروس عبر الإنترنت سعيا للحصول علي درجة في نظم المعلومات والتفكير في أساس للمساعدة في تحمل نفقات العلاج اليومية لمرضي زرع الوجه مستقبلاً خلال فترة العلاج.
 
كما عمل ريتشارد مع مصور صحفي قام بإكمال كتاب حول رحلة ريتشارد، بعنوان "The Two Faces of Richard". ويأمل ريتشارد أن ترسل قصته رسالة أمل إلي الأشخاص الذين يعانون مما عاني منه وأن يشجع وجود التعاطف في الآخرين؛ فقد سمع ريتشارد أنواع كثيرة من التعليقات حوله وكان الكثير منها بشع للغاية قبل العملية.
 
وبعد الحادث الذي تعرض له ريتشارد في منزله عام 1997، لم يكن لديه أسنان، ولم يكن لديه أنف، وتبقي له جزء فقط من لسانه. وكان قادرا علي تذوق الطعام ولكنه لم يكن قادرا علي شم الروائح. وكان عندما يخرج في العلن، كان يفعل ذلك ليلاً، وكان يخفي وجهه بقبعة وبقناع.
 
وقد خضع ريتشارد للعشرات من العمليات الجراحية لإصلاح وجهه، ولكنه في النهاية وصل إلي حدود ما يمكن أن تفعله الجراحة التقليدية له، وذلك ما قاله الطبيب إدواردو رودريغيز، الذي قام بعمل بعض من تلك العمليات لريتشارد وبعد ذلك قام بقيادة فريق الجراحين الذين قاموا بعمليه زرع الوجه للمصاب.
 
وبعد إسبوع من أخبار طبيب أخر لريتشارد بأن هناك أشياء قليلة أخري يمكن عملها له، قدم له الطبيب رودريغيز خيار أخر وهو زرع الوجه. وقد كان الطبيب، وهو رئيس قسم جراحات التجميل بمركز أدامز كاولي للصدمات بمركز جامعة ميريلاند الطبي، يتابع التطورات التي تحدث في مجال زراعة الوجه منذ سنوات.
 
وقد أتاح مكتب البحوث البحرية، بغرض مساعدة المحاربين الجرحي، الإمكانية للطبيب ولفريقه لإجراء أول محاولة لهم لإجراء عمليه زرع وجه، وهي عملية قام بها مركزين طبيين فقط من قبل في الولايات المتحدة.
 
وكانت أول عملية زرع وجه في العالم قد أجريت لإمرأة شوه وجهها من قبل كلبها في فرنسا في 2005. ومن ال27 مريض الذين أجري لهم عملية زراعه الوجه بعد ذلك، توفي أربعه منهم، أما الناجيين فقد واجهوا تناول عقاقير تكبت المناعة مدي الحياة، مما يمكن أن تؤثر علي صحتهم.
 
وقد أخبر الفريق الطبي ريتشارد بكل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها وأخبروه بأن فرصه نجاته من العملية 50% فقط، ولكنه أصر علي الإستمرار. وقد شكر ريتشارد عائلة جوشوا أفيرسانو، والذي كان قد صدم بسيارة أثناء عبوره الشارع وتوفي وقامت عائلته بالتبرع بأعضاءه.
 
وخلال الـ 15 شهر الماضية، تعلم ريتشارد كيفية تناول الطعام والتحدث مجدداً والتأقلم وفي كل مرة كان وجهه يشعر بالمزيد من الأحاسيس. ومازال يتابع العلاج، ويسافر إلي بالتيمور من منزله بهيلزفيل، لرؤية الأطباء، ومازال يأخذ الأدوية الخاصة بالألم والمثبطة للمناعة. ويقول ريتشارد أن إيمانه بالله هو الذي جعله يتحمل كل ذلك، وأنه قد حافظ علي روح الدعابة ومازال نفس الشخص من الداخل.
 
كما أنه يتفق مع الأطباء، الذين رفضوا الإعتقاد الشائع بأن مرضي زراعة الوجه من المرجح أن يواجهوا أزمة هوية.