عملية جراحية تزرع انفًا في جبهة رجل ليستبدل به الآخر المهشم

طريقة موجودة في الهند منذ العام 600 قبل الميلاد وفي الصورة المريض وبدا الأنف المزروع في جبهته
طريقة موجودة في الهند منذ العام 600 قبل الميلاد وفي الصورة المريض وبدا الأنف المزروع في جبهته

تمكن جرّاحون صينيون من تنمية أنف على جبهة رجل، ليُستبدل به أنفه المهشم إثر إصابة تعرض لها في حادث سير، أعقبها التهاب حاد فتَّت غضروف الأنف، بحيث تعذر على الأطباء ترميم الأنف الأصلي. قرر فريق الجراحين الصينيين زرع أنف جديد بالكامل في جبهة رجل تهشم أنفه في حادث سير مروع، ليستبدلوا به الأنف التالف، كما أفاد موقع هفنغتون بوست. 
واستخدم الجراح الصيني رقعًا من الأنسجة بوضعها تحت جلد الجبهة لمط اللحم الحي، وإيجاد جيب جلدي، ثم وضع غضروفًا من ضلع الرجل تحت اللحم الممطوط لتشكيل أنف جديد يُقطف لاحقًا من الجبهة التي زُرع فيها، ويُثبَّت في مكان الأنف القديم. واستغرقت عملية التنمية بضعة اسابيع، لكن فريق الأطباء لم يحددوا حتى الآن موعد القطاف والزرع.

الأنف الصيني 

كان بمقدور الجراحين أن يأخذوا رقع الجلد من مناطق أخرى في الجسم مثل الذراع أو الساق في عمليات الترميم والتجميل، فإن أنسجة الجبهة هي المفضلة في إعادة بناء الأنف لأسباب منها أن جلد الجبهة هو الأقرب إلى الأنف، وبالتالي الأكثر انسجامًا مع اللحم الموجود في أنف المريض. 
كما يُفضل جلد الجبهة لأن الجلد الذي يؤخذ من مناطق أخرى قد يكون أثخن، وله لون مغاير، وعليه شَعَر. واستخدام جلد الجبهة وإبقاء القطعة التي تربط جسر الأنف والحاجب بلا تغيير لفترة قصيرة، يحافظ على استمرار تدفق الدم في البداية ويقلل من احتمالات حدوث مضاعفات. 
ويستخدم جراحو العمليات الترميمية والتجميلية في الولايات المتحدة طريقة مختلفة بأخذ الغضروف من ضلع المريض وأذنه ليكون الأساس الذي يُبنى عليه الأنف البديل. ثم تُقطع رقعة من جلد الجبهة وتُطوى حول الغضروف لتكوين أنف جديد في مكان الأنف القديم. 
وقال الدكتور روبرت مرفي، رئيس الجمعية الاميركية لجراحة التجميل، إن الأنف الصيني البديل نُحت بيد ماهرة في الجبهة، لكنه يشك في أن تلاقي الطريقة الصينية رواجًا في الولايات المتحدة. أضاف: "أن الاميركيين عمومًا لا يستسيغون منظر الأنف المغروس في الجبهة خلال عملية بنائه". 

الطريقة الهندية

تُستخدم في الغرب رقعة من الجلد تربط جسر الأنف بالحاجب لثلاثة اسابيع تقريبًا، يُزال بعدها لحم التجسير. ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن الدكتور مرفي قوله: "هذه العملية اسهل من وجود جسم يبقى ناتئًا على جبهتك طيلة اسابيع". 
ولكن الدكتور مرفي نوّه بالطريقة الصينية، قائلاً إنها تفتح امكانات مثيرة للمستقبل مع تطور التكنولوجيا واستخدام مواد وراثية مثل الخلايا الجذعية.وقد يكون منظر الأنف الناتئ من الجبهة صادمًا لكثيرين، لكنّ جراحين مختصين بعمليات التجميل يؤكدون أن استخدام نسيج الجبهة في جراحة ترميم الأنف يعود إلى آلاف السنين. 
وقال الدكتور مرفي إن الجراحة التي تستخدم رقعًا من أنسجة الجبهة والوجنة لإعادة بناء أنف مجدوع أو مهشم لسبب ما بدأت في الهند القديمة حيث كان تشويه الوجه شكلًا من أشكال العقاب. واضاف مرفي أن الهنود كانوا متقدمين جدًا في استخدام جلد الجبهة لإعادة تشكيل الأنف. 

ويتحدث نص سنسكريتي عن استخدام أدوات جراحية واعشاب وطرائق في جراحة تجميل الأنف ناصحًا الأطباء بالقول:

"إن الجراحة بيد ثابتة من دون خوف أو شك تكون دائمًا جديرة بالثناء عند الجراح الممارس". ويُنسب النص إلى سوشروتا، وهو طبيب هندي يُعتقد أنه عاش في العام 600 قبل الميلاد.