كرسي مطور .. قد يحل مشاكل الجلوس طويلا وراء المكتب

في المرة الأولى التي رغبت أن أبتاع مرتبات للفراش، صدمت بسعرها المرتفع. لكن البائع بادرني بالقول:

«إنك ستقضي ثلث عمرك عليها، ألا تستحق مبلغا كهذا؟». وإذا كنت تفكر بطريقة البائع هذه، أفليس من الغريب دفع مبلغ 1000 دولار ثمنا لكرسي مكتب تجلس عليه ثماني ساعات يوميا؟

أوضاع جلوس سيئة

ربما يكون مصطلح «كرسي المكتب» قد بطل استخدامه، وذلك بعد الاستنتاج الذي توصلت إليه شركة «ستيلكايس» التي أجرت دراسة حول طريقة جلوس 2000 شخص من 11 بلدا.
وتقول الشركة إن الأشخاص توقفوا عن الجلوس على كراسيهم بشكل منتصب قائم، وذلك في عصر الهواتف، والأجهزة اللوحية، واللابتوب، إذ أضحوا يميلون في جلستهم إلى الوراء مترهلين أو متكورين على أنفسهم بكل الأوضاع الجديدة.
لذلك أطلقت الشركة أسماء معينة على تسعة أوضاع جديدة ومختلفة. واستنادا إلى «ستيلكايس»، فإنك إذا لم تكن من أصحاب الكرسي الصحيح، فإن كلا من هذه الأوضاع الجديدة المختلفة قد تؤدي بك إلى التعب، والوهن الشديد، والألم، وحتى الأذية والإصابات المتنوعة.
ومثال على ذلك قد يؤدي الانحناء إلى الأمام لرؤية اللابتوب، إلى انضغاط فقرات الظهر، والرقبة، وتوتر الظهر والكتفين وإجهادها. وإذا كانت مساند الساعدين لا تدعمهما أثناء استخدام الماوس لفترة طويلة، فقد تصاب بالتواء غير طبيعي في الرسغين، واليدين، والكوعين، والكتفين.
ومن المهم جدا التحرك في جميع الاتجاهات، لتفادي ساعات من الجلوس في وضع واحد، وإلا فقد تتسبب في تناقص الدورة الدموية في الساقين.

كرسي جديد

وكانت نتيجة كل هذه الأبحاث والدراسات هي كرسي «ستيلكايس جيستشر» Steelcase Gesture chair الجديد، الذي سيتوفر هذا الخريف بسعر 980 دولارا، والذي من المفترض أن يكون كرسي العمل المثالي، ويوفر تجربة جديدة في الجلوس، كما تقول الشركة الصانعة، فالمقعد ومسند الظهر مزودان ببطانات وحشيات سميكة وغالية الثمن، كما يمكن الجلوس عليه والقدمان مرفوعتان ومثنيتان تحتك، أو على شاكلة جزئية من هذه الوضعية.
والكرسي بالتأكيد قابل للتعديل على غرار غالبية كراسي المكتب، بحيث يمكن رفعه عن الأرض وتنزيله لدى الكبس على عتلة موجودة على مسند الساعد في الكرسي. والكرسي دوار أيضا على قائمة بمحمل كريات خماسية. كذلك يمكن تعديل انحناء مسند الظهر نزولا وصعودا أكثر من أي كرسي آخر من دون خطر الانقلاب إلى الوراء. 
 
كذلك يمكن تعديل توتر النوابض مع إقفال مسند الظهر وفقا لخمس زوايا مختلفة، عن طريق تحريك عتلة صغيرة. وجميع ضوابط هذه الحركات موجودة في الجانب الأيمن تحت مستوى المقعد.
وعن طريق إدارة مقبض يمكن تحريك المقعد إلى الأمام والخلف بشكل يناسب مسند الظهر، بغية احتواء السيقان الطويلة والقصيرة.أما مساند الذراعين فهي من معجزات الحركة، فعن طريق الكبس على عتلة تحت كل منهما، يمكن تحريكهما بصورة مستقلة نزولا وصعودا، إلى الداخل والخارج أيضا. ويمكن في كل هذه الأوضاع تدوير مساند الذراعين، ليس بمقدار 360 درجة تقريبا كما ذكرت الشركة، بل ربما بمقدار 45 درجة.
وراعت الشركة أيضا مسألة قرب المقعد هذا من المكتب عن طريق إمكانية تقصير طول مسندي الذراعين أو إطالتهما. كما أن مسند الظهر لا يستطيع الامتداد زيادة عن طول الجذع. كما أن الكرسي لا يقيدك بتاتا متى احتجت إلى الاستدارة لكي تنادي أحد زملائك، أو تستفسر عن أمر ما. 
والكرسي برمته خال من الأطراف الصلبة والحادة، ومغلف ومرزم لكي لا يؤذي جسمك إذا اصطدمت بأي من أجزائه. لكن بعد قيامي بزيارة بعض متاجر بيع مفروشات المكاتب وجدت أن «جيستشر» لا يتميز عن بعض منافسيه إلا قليلا؛ فقد وجدت مثلا كرسي «هيرمان ميلر إيمبودي» Herman Miller Embody chair الذي لم يأت قط بعد دراسة طريقة جلوس 2000 شخص من 11 بلدا، لكنه يمكن تعديله بشكل مشابه تقريبا لـ«جيستشر»، إذ يمكن رفع مقعده وتنزيله، ودفعه إلى الأمام والخلف، مع إمكانية ثني مسند الظهر بمقدار كبير، فضلا عن أن مساند الذراعين ترتفع وتنزل، إلى جانب إمكانية سحبهما إلى الأمام والخلف أيضا. لكن هذا المقعد يكلف أكثر بسعره البالغ 1300 دولار، رغم أنه أقل مرونة من «جيستشر»، كما أن مسندي الذراعين فيه لا يدوران.
علاوة على كل ذلك يبدو «جيستشر» أيضا أكثر عصرية وحداثة من منافسه، لكننا قد نجد بعض العيوب في «جيستشر»، كعدم القدرة مثلا على تغيير زاوية المقاعد، كما أن مسندي الذراعين مصنعان من البلاستيك الصلب من دون أي بطانة عليهما، كما أنه يفتقر إلى مسند للرأس.