بالصور .. في ذكرى رحيلها .. الملكة فريدة أصرت على تنفيذ وصية "فاروق" ودفنته في القاهرة بعد موافقة "السادات"

في ذكرى رحيل الملكة فريدة:

الملك فاروق لم يعلن طلاقه من الملكة مباشرة خوفا من الغضب الشعبي

حلت ذكرى رحيل الملكة فريدة، ملكة مصر والزوجة الأولى للملك فاروق، ويطيب لنا أن نتعرض لمشوارها داخل القصر الملكي.. عن حياتها كامرأة.. أفراحها، صفاتها، مواقفها، أوجاعها، فهى سليلة الحسب والنسب، إنسانة بسيطة محتشمة محبوبة الشعب تعشق تراب مصر ونيلها. 
لم يكن هذا السلوك شائعا بين أفراد الأسرة المالكة من أميرات وملكات، كانت لها شخصية مختلفة وأسلوب مغاير تماما.. عند حدوث الطلاق خشى الملك فاروق من إعلانه مباشرة على الشعب والجهر به.. خشى من غضب الشعب عليه لإيمانه الشديد بحب بل عشق شعبه بالملكة، فأراد أن يشغل الشعب عن الحدث؛ بإعلان الخبر مصاحبا بخبر طلاق شقيقته الأميرة فوزية من شاه إيران "محمد رضا بهلوي"، لأن هذا الخبر أيضا كان صادما للشعب، حيث إن الحياة الزوجية للأميرة فوزية لم تستمر أكثر من 3 سنوات.
أصيب الشعب بخيبة أمل، فكان يجد فيها الإنسانة القريبة منهم والمنقذ والخلاص مما يحدث داخل أروقة القصر، وثار على الملك ونظامه، خرجت المظاهرات وطافت شوارع القاهرة معبرة عن صدمتها من هذا الطلاق، وكانت الهتافات تتردد: "خرجت الفضيلة من منزل الرزيلة"، ولكن "سبق السيف العزل"، ولم يعد الشعب في استطاعته فعل أي شيء، وجاء احتجاجه في شكل رفض لكل مواقف الملك وأسلوبه في إدارة شئون البلاد.
نتذكر أيضا كيف وقعت في غرام الملك وهى مازالت في سن السادسة عشرة من عمرها، هامت به وولعت بأناقاته وجاذبيته، فهو بلا شك فارس وفتى أحلام أي فتاة في عمرها، سحرها بهيبته وطلته الوجية.. هداياه التي بهرت فتاة مازالت تحبو وتتحسس طريق الحب والاهتمام والتملك والاستحواذ، لم تبهرها الهدايا فقط بل طالت الأسرة بالكامل. 

أنعم على والدها بـ"الباشوية".. ومنح والدتها الوشاح الأكبر من نيشان الكمال

عندما قبلته عريسا وزوجا، أسرع الملك إلى منزلها بالإسكندرية حاملا معه أثمن وأفخم الهدايا، حيث أهداها خاتما من الماس، وهو الخاتم الذي أعطاه الملك فؤاد للملكة نازلي يوم عرسها، أهداها أيضا سيارة "كابروليه" ومصحفا ثمينا بمثابة تحفة فنية نادرة، وأنعم على والدها صاحب السعادة يوسف بك ذو الفقار ببراءة "الباشوية"، وأنعم على والدتها صاحبة العصمة السيدة زينب هانم ذو الفقار ببراءة الوشاح الأكبر من نيشان الكمال.

شبكتها عقد من الماس النادر.. استغرق صنعه عاما كاملا في باريس

يوم عقد القران قدم الملك لعروسته شبكة عبارة عن "عقد" ذي ثلاثة أفرع من الماس الأبيض وينتهي من الناحيتين بمساكتين ذات ماستين نادرتين -استغرق صنعه في باريس عاما كاملا- وقد بلغ ثمنه عام 1938 "25 ألف جنيه"، وقد اعتبر من مفاخر معرض باريس الدولي، كما أهدتها الملكة نازلي، والدة الملك، "تاج" في وسطه زمردة نادرة وفي أعلاه ماسة برسم القلب وقدرت قيمته في نفس العام بـ 7 آلاف جنيه.
أما عن فستان الزفاف، فقد صنع في أشهر محال الأزياء الفرنسية، وقد حظى محل "ورث" الفرنسي بشرف صنعه، ومحل "شانيل" بصنع أثواب الملكة نازلي، كان ثوب "فريدة" مصنوعا من الدانتيل الفضي الثمين وله أكمام طويلة وذيل قصير، وفوق الثوب ارتدت الملكة "مانتو" من قماش خفيف فضي له ذيل طوله 5 أمتار.

أصرت على أن تحقق وصية زوجها السابق.. وطلبت من "السادات" دفنه بالقاهرة

ووفاء من الملكة لذكرى زوجها السابق بعد وفاته في 18 مارس من عام 1965، وبعد انفصالها عنه ما يقرب من 17 عاما، أصرت على أن يدفن في مصر حسب وصيته، فطلبت ذلك من الرئيس الراحل محمد أنور السادات فوافق، وحققت وصية الملك وأحضرته من روما بإيطاليا مكان وفاته، وأقامت له جنازة بالقاهرة، وحسب رغبته قامت بدفنه بالمقبرة الملكية بمسجد الرفاعي، وسارت خلفه وسمع نحيبها كل من بالجنازة بكاءً على زوجها السابق الملك فاروق آخر ملوك الأسرة العلوية الفعلي.