السيدة صفية عمة الرسول .. أديبة وواعظة .. شاركت في غزوة أحد .. وأول مسلمة تقتل رجلا في سبيل الله

هي صفيه بنت عبد المطلب "عبد الرحمن بن عمرو بن عمر بن موسى بن الفراء"،عمّة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهي أخت حمزة بن عبد المطلب، أمها هالة بنت وهب خالة النبي عليه الصلاة والسلام.
 
أول من تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم مات حارث فتزوجها العوام بن خويلد بن أسد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .أسلم ابنها طليب قبلها في دار الأرقم، كانت دائما تحض بلسانها على نصرة النبي صلى الله عليه وسلم.
 
وقد دعاها الرسول الكريم في بواكير الدعوة إلى الإسلام عندما نزل عليه الوحي بقوله تعالي (وأنذر عشيرتك الأقربين) فقال: "يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بني عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئًا، سلوني من مالي ما شئْتُم", فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه.
 
كانت رضي الله عنها أديبة واعظه فاضلة فرثت الرسول صلي الله عليه وسلم وقالت:
ألا يا رسول الله كنت رجاءنا ... وكنت بنا براً ولم تك جافياً
 
وكان بنا براً رحيماً نبينا ... ليبك عليك اليوم من كان باكياً
 
لعمري ما أبكي النبي لموته ... ولكن لهرج كان بعدك أتيا
 
كأن على قلبي لفقد محمد ... ومن حبه من بعد ذاك المكاويا
 
أفاطم صلى الله رب محمد ... على جدث أمسى بيثرب ثاوياً
 
صبرتَ وبلغت الرسالة صادقاً ... ومت صليب الدين أبلج صافيا
 
فلو أن رب العرش أبقاك بيننا ... سعدنا ولكن أمره كان ماضياً
 
عليك من الله السلام تحية ... وأدخلت جنات من العدن راضيا
 
ورثت  أسد الله حمزة في غزوة أحد فقالت:
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا.. بكاء وحزنًا محضري ومسيري
 
على أسد الله الذي كان مدرها.. يذود عن الإسلام كل كفور
 
 فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي.. لدى أضبع تعتادني ونسور
 
 أقول وقد أعلى النعي عشيرتي.. جزى الله خيرًا من أخ ونصير
 
 
ولم يفرض الإسلام الجهاد على النساء، ولكنه لم يحرمه عند الضرورة، و شاركت صفيه رضي الله عنها في غزوة أحد . وذلك بقتال الأعداء بالرمح. وقد جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتقول: "انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"؟ وكان أخوها حمزة بن عبد المطلب قد قتل ومثل به.
 
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلة قال لابنها الزبير: أرجعها لكي لا ترى أخيها، فذهب إليها الزبير بن العوام وقال: يا أماه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي .
 
وشهدت غزوة أحد الخندق، وكان لصفية – رضي الله عنها- موقف لا مثيل له في تاريخ نساء البشر. فحين خرج الرسول - صلى الله عليه وسلم- في معركة الأحزاب ( الخندق ) ... وقام بوضع الصبيان ونساء المسلمين وأزواجه في ( فارع ) حصن حسان بن ثابت، قالت صفية:" فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) والمسلمون في غور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إن أتانا آت.
 
قالت: فقلت يا حسان، إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم) وأصحابه، فانزل إليه فاقتله.
 
قال: والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، قالت فأخذت عمودا اثم نزلت من الحصن فضربته بالعمود حتى قتلته، ثم رجعت إلى الحصن، وقلت: يا حسان، انزل إليه فاسلبه. فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة.
 
وبذلك كانت أول امرأة مسلمة تقتل رجلا في سبيل الله). 
 
وقد توفيت رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 20 هجرية ، وكان عمرها 73 سنة، ودفنت في البقيع في دار المغيرة بن شعبة.. رضى الله عنها وعن آل بيت رسول الله.