ركوب الدراجات الهوائية يؤدي الى تهتكات وإصابات ويسبب ضعف الأنتصاب

ما يلجأ إليه الباحثون عن الصحة عبر ممارسة الرياضة البدنية اليومية بركوب الدراجات الهوائية أو الدراجة الثابتة، يجب أن يتم وفق ضوابط تحول دون إصابتهم بضعف الانتصاب. ورغم ان ركوب الدراجات هذه، سواءً متحركة أو ثابتة صحيح، أمر صحي يستفيد منه المرء في تخفيف احتمالات إصابته بأمراض شرايين القلب أو السمنة أو غيرها من عواقب عدم ممارسة الرياضة البدنية، إلا أن من الضروري التنبه إلى أن ثمة أحاديث ودراسات طبية تتناول التأثيرات المحتملة لذلك في القدرات الجنسية.


الشبان والشابات
وكانت نتائج دراسة الباحثين من جامعة يال بالولايات المتحدة حول التأثيرات السلبية لركوب الفتيات والشابات للدراجات الهوائية، والتي كان من ضمنها تسببها بتدني قدراتهم على الاستمتاع حال ممارسة العملية الجنسية. وأضاف الباحثون من قسم النساء والتوليد في كلية يال للطب وكلية ألبرت إنشتاين للطب بأن على المشاركات في السباقات الطويلة لقيادة الدراجات الهوائية التنبه أن ذلك يُمكن أن يتسبب في تقليل مدى الشعور بالإحساس في منطقة الأعضاء التناسلية، ويزيد أيضاً من الشعور بالألم فيها.

وتمت الملاحظة العلمية هذه عند مقارنة قائدات الدراجات الهوائية بالعداءات الرياضيات. وقالت الدكتورة غيس: إن دراستها هي الأولى التي يتم إجراؤها حول التأثيرات العصبية في منطقة الأعضاء التناسلية لدى النساء نتيجة القيادة الطويلة للدراجات الهوائية، والتأثيرات لذلك على الأداء الجنسي لديهن. وأضافت ان الجلوس على مقعد الدراجة الهوائية يضع ضغطاً على الأعصاب والشرايين المغذية للأعضاء التناسلية الخارجية للمرأة، ما يُؤدي إلى نوع من التلف فيهما. كما أن الدراسات الصادرة عن المؤسسة القومية للسلامة والصحة الوظيفية بالولايات المتحدة، قد أشارت إلى أن ثمة علاقة بين قيادة الرجال للدراجات الهوائية وبين حالات ضعف الانتصاب، وحالات ضعف الإحساس في منطقة الأعضاء التناسلية لدى الرجال.

مقعد الدراجة الهوائية
وما يدور البحث العلمي حوله هو أن البقاء لساعات طويلة أو لفترات متكررة على مقعد الدراجة الهوائية بالذات يتسبب في الضغط على منطقة الأعضاء التناسلية، خاصة الأوعية الدموية والأعصاب المغذية للعضو الذكري. وهو ما يرى الباحثون أنه قد يكون سبباً في ألم وتخدير يطول العضو وحالات متفاوتة من ضعف الانتصاب.

والواقع أن الرجل حينما يجلس على مقعد الدراجة الهوائية المكون من جزء مسطح صغير وذي "أنف" ممتد للأمام، فإن ثقل الجسم كله يرتكز على منطقة العجان perineum. أي المنطقة في أسفل الحوض الممتدة ما بين أسفل الخصية إلى فتحة الشرج. وهذه المنطقة هي التي تمر فيها الشرايين والأعصاب المغذية للعضو. ولذا فإن ضغط ثقل الجسم عليها مع الجلوس على مقعد صغير وضيق، كما هو العادة في الدراجات الهوائية، يُمكن أن يتسبب بتهتكات أو إصابات في تلك الأوعية الدموية والأعصاب. خاصة مع الاهتزاز أثناء السير بها على أسطح غير مستوية وغيرها.

ويرى بعض الخبراء في طب الجنس أن أولى العلامات هو الشعور بالتخدير أو الوخز في منطقة العجان. وهو ما يُؤكد الدكتور إروين غولدستين، مدير مركز سان دييغو لطب الجنس، أنه قد يطال الشباب، ما قد يتأثر الانتصاب لديهم من جرّائه.

المحترفون والهواة
وأكدت دراسة ماساتشوسس لشيخوخة الرجال أن خطورة نشوء حالة ضعف الانتصاب أعلى حينما يُمارس الرجل ركوب الدراجة الهوائية لمدة تزيد على ثلاث ساعات أسبوعياً، أي حوالي نصف ساعة يومياً. وهو ما يمارسه البعض كبرنامج يومي للبقاء فوق مقعد الدراجة الثابتة للتمرين الرياضي اليومي. ويرى الدكتور غولدتسن وغيره من الأطباء أن على الرجال أن يتحاشوا الجلوس على مقاعد الدراجات الهوائية الضيقة والمعتادة. وبدلاً من ذلك عليهم اختيار أنواع من المقاعد الواسعة التي يتم بموجبها وضع ثقل الجسم وعظام أسفل الحوض والإلية على المقعد مباشرة. وهو ما يضمن تخفيف الضغط على منطقة العجان وما فيها من تراكيب تشريحية مهمة.

لكن الإشكالية ليست مع الهواة، بل هي لدى المحترفين الذين يرون وفق تمرينهم الطويل أن "أنف" مقعد الدراجة الهوائية أساسي في ضبط توازن الجسم أثناء السير السريع، خاصة مع اعتيادهم على وضع غير صحي آخر وهو الانحناء المتقوس للظهر طوال أوقات المنافسات المحمومة. وهؤلاء لن يتمكنوا من استخدام مقاعد صحية. وعليهم آنذاك إما التضحية برياضتهم أو الأخذ على محمل الجد مخاطر احتمالات تأثر قدراتهم الجنسية.

رجال الشرطة والدراجات
وكان الدكتور ستيفن شرادير، من المؤسسة القومية الأميركية للسلامة والصحة الوظيفية، قد أعلن في عام 2002 عن دراسته حول الشرطي المتجول لراكبي الدراجات الهوائية، والتي أظهر فيها أنه كلما طالت مدة بقائهم على مقاعد دراجاتهم الهوائية بالنهار، كلما قلّت نوعية الانتصاب لديهم بالليل.

وتمت عدة تجارب لاحقة على نوعيات منزوعة لجزء الأنف في مقدمة مقعد الدراجة وذات مقعد أوسع سطحاً. لكن لم تظهر نتائج تلك الاختبارات والدراسات. ولعل من أطرفها تلك الدراسة الألمانية التي أثبتت أن تغذية العضو الذكري بأوكسجين الدم تقل بنسبة 80% عند استخدام المقاعد التقليدية للدراجات الهوائية، أي ذات جزء الأنف. بينما النقص في تزويد العضو بأوكسجين الدم لا يتجاوز 20% حال استخدام مقاعد منزوعة الأنف فيها.

تاريخ طويل لركوب الدراجات الهوائية.. وتنبه متأخر لضعف الانتصاب
ما قد يستغربه الكثيرون حقيقية هو أنه بالرغم من التاريخ الطويل، لقرون، منذ بدء استخدام الدراجات الهوائية وانتشار منافسات مسابقاتها الرياضية، إلا أن الحديث العلمي عن الأضرار المحتملة لذلك على القدرات الجنسية للرجال لا يتجاوز عشرة أعوام. لكن دقة الملاحظة كانت هي البداية، وتحديداً في عام 1997 ذكر لأول مرة إيد بافيلاك، رئيس التحرير السابق لمجلة بايسكلينغ Bicycling magazine ، أن قدرات الانتصاب لديه تأثرت جراء ركوبه الدراجات الهوائية! لكن التتبع التاريخي يُظهر أن راكبي الدراجات الهوائية منذ فترة 1890 كانوا يشكون من آن لآخر للأطباء أو غيرهم عن شعورهم بوخز وتخدير في منطقة العجان. وهو ما علق عليه الدكتور شرايدر أن الدعايات كانت تقول لهم ولغيرهم أن مقعد الدراجة الهوائية ذا الأنف والمقعد الضيق هو أفضل ما يُمكن توفيره لراكبيها والوحيد من بين أنواع المقاعد الذي لا يتسبب لهم بالضرر!.

وبالرغم من إثارة الأمر قبل عشر سنوات، وصدور عدة دراسات تتحدث عن أضرار تلك النوعية من المقاعد، إلا أنها حتى اليوم لا تزال هي المهيمنة على السوق ولا يزال راكبو الدراجات الهوائية لا يجدون أفضل منها صحياً. ومع الاعتراف بأن ليس كل راكبي الدراجات الهوائية معرضون لمثل هذه المضاعفات على القدرات الجنسية، إلا ان نقص تروية العضو بالدم بحد ذاته يجب أن يُوجه نحو تهيئة ظروف صحية أفضل لراكبي تلك الدراجات الهوائية، خاصة من يعتمدون عليها من المحترفين في عملهم اليومي ودخلهم المادي. يؤدي الى تهتكات وإصابات في الأوعية الدموية والأعصاب في منطقة الاعضاء التناسلية.