إيتيكيت الهدايا .. ما يقدم إلى الحبيب لا يقدم إلى الزميل

ما ان يقترب موسم الاعياد حتى يبدأ التفكير في الهدية الواجب تقديمها ليتحول الامر همّا يثقل كاهل صاحبه. ولان ديسمبر هو شهر تبادل الهدايا بامتياز، تصبح «الاجتماعات» بين الاصحاب والزملاء متواترة علّها تنجح في تزويد «المهمومين» أفكارا متعددة وتسهل لهم المهمة. وغالبا ما يلجأ الناس الى الخيار الاسهل وهو العطر وتحديدا العطر الاحدث في الاسواق او ذاك الذي يحمل اسماء مشاهير هوليوود.


لكن ما يجهلونه هو ان هذه الهدية وسواها من الهدايا الحميمة لها قواعد خاصة يجدر اتباعها، منعا لأي سوء تفاهم أو لغط، خصوصا حين يكون المهدى اليه من جنسية او ثقافة مختلفة عن المهدي. فمن الخطأ الشائع، مثلا، تقديم ربطة عنق للرجل وعطر للسيدة من دون الانتباه لطبيعة العلاقة التي تجمع الشخصين. وهذا النوع من الهدايا غالبا ما يقع الاختيار عليه من باب التكاسل والتوفر في المحلات التجارية وعلى اللوائح الاعلانية.

عن قواعد اختيار الهدية تحدثت السيدة ايميه سكر الاختصاصية اللبنانية في اللياقة وحسن التصرف، التي قالت: ليس من الضروري التقيد بقواعد جامدة وصلبة، لكنها أشارت الى وجود حد ادنى من القواعد التي يجدر مراعاتها. فعلى مقدم الهدية ان يعرف هوية الشخص الذي يهديه، اي أن يعرف سنّه واهتماماته واذا امكن مركزه المهني، ووضعه الصحي في بعض الحالات.

كذلك يجب ألا يكون نوع الهدية مسيئا الى مشاعر الآخر واهانة لكرامته، لان الهدية هي عربون محبة وتقدير أو شكر على خدمة معينة. وحتى لا يشعر المهدى اليه بأن صاحب الهدية يحسن اليه أو يشفق عليه، من الافضل ان تكون هناك مناسبة للهدية. كما على المتلقي ان يشكر مقدم الهدية ويعرب له عن امتنانه وسروره حتى وإن لم تعجبه الهدية مراعاة لمشاعر الآخر.

واوضحت انه اذا كانت تجمع الشخصين علاقة زواج، فلا مشكلة ايا كان نوع الهدية. اما اذا كانت الزمالة هي الرابط، فهنا تختلف القاعدة إذ يجب انتقاء هدية من العموميات، أي تجنب كل ما يتصل بالملابس والعطور، كأن يستعاض عنها بكتاب مثلا، وان يكون موضوعه اجتماعيا أو ثقافيا أو أي شأن آخر يكون في صلب اهتمامات الشخص المهدى اليه من دون ان يتضمن اي خصوصية قد تخلق نوعا من الالتباس. مثلا يمكن تقديم كتاب عن فن الطهو لمَن يهوى عالم المطبخ أو كتاب عن قواعد الصيد لمحبي هذه الهواية. كذلك لا نهدي كتابا فرنسيا لصاحب ثقافة انجليزية أو العكس.

وحين يتعلّق الموضوع بتقديم هدية لصاحب العمل أو المدير، تقول سكر ان الاختيار الافضل هو قطعة زينة لمكتبه أي اطار أو مزهرية أو إناء مزين أو مجسم يتعلّق بهواياته او طبيعة عمله. مثلا يمكن تقديم مجسم لآلة موسيقية لعازف أو هاوي موسيقى. ونصحت بألا تعمد سيدة الى تقديم هدية منفردة الى رب عملها لئلا يعتبر ذلك بمثابة رشوة، بل ان تتشارك أسرة العمل في تقديمها.

أما النقود فلا تهدى الا ضمن افراد العائلة أو بين شخصين تربطهما علاقة حميمة ووثيقة على أن يوضع المبلغ في مغلّف، من دون التغاضي عن ارفاقه بكلمة تعبر عن المشاعر والعاطفة. وعلى الرجل ألا يقدم الازهار للسيدة، الا اذا كانت زوجته أو خطيبته.

وإذا كان مدعوا الى عشاء يمكنه تقديم سلة من الازهار للمنزل وليس الى السيدة وحدها، كما يمكنه شراء هدية تصلح للديكور كقطع الفضة أو علب الشوكولا الفاخرة او اي شيء لا يرمز الى الغزل. وإذا كنا نجهل هواية الشخص، قالت سكر إنه يمكن اللجوء الى الاسطوانات أو البطاقات لحضور الحفلات. وللاهل، خصوصا اذا كانوا متقدمين في السن أو متقاعدين، يمكن تقديم تذاكر سفر لتمضية عطلة لبضعة ايام.