دراسة : الفيسبوك .. هل يمكن أن يشعرك بالسلام الداخلى أو العكس؟!

الكثير منا يدمنون الفيسبوك طوال 24 ساعة وعلى مدار سبعة أيام فى الأسبوع، فالفيسبوك ساعدنا بالطبع على الاتصال بأصدقائنا الذين فقدنا الاتصال معهم منذ فترة طويلة، ولكن الجانب السلبى للفيسبوك أكبر.
 
يمكن للفيسبوك أن يساعد إما على التعافى من مشاكل الصحة العقلية أو جعل أعراضها أكثر سوءا، حيث أظهرت دراسة جديدة مشيرة إلى أن الحل يكمن فى الاستخدام الحذر لتقنيات الشبكات الاجتماعية، فى حين أن بعض المشاركين فى الدراسة وجدوا أن وجود صفحة لهم على موقع الفيسبوك لعب دورا كبيرا فى إعادة بناء هوياتهم بعد مرورهم بأزمة صحية عقلية وكانت حالتهم سيئة.
 
وجد أن البعض من الأشخاص الذين لديهم صفحات خاصة على الفيسبوك والمصابين بجنون العظمة والهوس والاكتئاب يمكن أن تزداد حالتهم سوءا أو يمكن أن تتحسن، كما أشار الباحث الرئيسى كيلين هوارد من جامعة باكينجهامشير والتى تجرى بحوثا على 20 شخصا تتراوح أعمارهم بين 23 – 68 والذين لديهم أعراض أمراض نفسية وعقلية مثل الفصام والاضطراب ثنائى القطب والاكتئاب والقلق. 
 
وجدت الدراسة أن وسائل الإعلام الاجتماعية مثل الفيسبوك يمكن أن توفر مصدرا للدعم الاجتماعى والاتصال والتى تعد هامة جدا لتحقيق الشفاء من هذه الحالات، وتحدث العديد من المشاركين حول ما يمكن للفيسبوك أن يساعدهم عن طريق تعزيز حالتهم المزاجية من خلال مواكبة أصدقائهم، ومن خلال تلقى الدعم الذاتى الإيجابى عندما يضغط الأشخاص الآخرون زر الإعجاب أو حتى يتركون تعليقا على منشوراتهم، ولكن بعض المشاركين قالوا أيضا إن الأمر زاد حالتهم سوءا مما هى عليه بالفعل. 
 
وقال هوارد إن جميع المشاركين الذين عانوا من الذهان وجنون العظمة وجدوا مشكلة فى التعامل مع الفيسبوك عندما لا يكونون بخير، ففى كثير من الأحيان يؤدى الفيسبوك إلى تفاقم أو زيادة مشاعر جنون العظمة مما يؤدى إلى زيادة فى الأوهام أو التفكير الذهانى.
 
أصيب بعض المشاركين بالأسى عندما علق أشخاص آخرون على حالتهم، بينما أصبح آخرون مصابين بجنون العظمة حول كيف سيكون رد فعل الأشخاص الآخرين على حالاتهم. 
 
جميع المشاركين المصابين بالفصام شعروا بأن الفيسبوك كان ضارا لهم عندما شعروا أنهم ليسوا على ما يرام، ومع ذلك ومع مرور الوقت كثير منهم تعلموا كيفية استخدام الفيسبوك بحكمة. 
 
استخدم جميع المشاركين الفيسبوك بطريقة أكثر استراتيجية بعد أن تعلموا مع مرور الوقت ومن خلال خبراتهم المكتسبة لحماية وتعزيز صحتهم العقلية، كما وضع المشاركون مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات مثل جعل حالاتهم مرئية للأصدقاء فقط أو للأصدقاء المقربين منهم والموثوق فيهم، فى حين أخذ البعض الآخر منهم راحة من الفيسبوك من الحين للآخر.