سابقة في تاريخ العلم .. زراعة للكبد تؤدي إلى تغير فئة الدم

حالة ديمي لي، الفتاة ذات الـ15 ربيعًا تشكّل سابقة بيولوجيَّة أذهلت المعجتمع العلمي في أستراليا والعالم. فحين كانت في العاشرة من عمرها، خضعت لعمليّة زرع كبد ناجحة، وكانت فئة دمها أو.سلبي (-O) إلا أنَّ ما طرأ من تغير على فئة دمها إلى أو.إيجابي (+O) منذ تلقيها الكبد الجديد أثار دهشة لم يتمكّن الطبيب مايكل ستورمون من مستشفى (ويستميد) للأطفال في سيدني من إخفائها وهو يعلن أمام جمع من الصحافيين الأمر المثير والمربك بأن الخلايا الجذعيّة لكبد الفتاة الجديد "تسللت" إلى نخاعها العظميّ، الأمر الذي أدّى إلى "عمليّة زرع للنخاع العظمي عندها" وبالتالي إلى تغيّر فئة دمها إلى فئة دم الواهب.


وأوضح ستورمون ان الواهب كان فتى في الـ12 من عمره، تعرض لاضطراب دماغي أدى إلى وفاته، وكانت فئة دمه (أو.إيجابي). وقال الطبيب إن مجمعًا طبيًا خاصًا تم تشكيله بعد التأكد من تحول فئة دم الفتاة، قام بمراجعات واستشارات واسعة النطاق شملت مستشفيات العالم وراجع التاريخ الطبي البشري فلم يعثر على حالة مماثلة وتوصل الى الجزم بأنها السابقة الاولى في تاريخ الجنس البشري. واعترف الدكتور ستورمون بأن لا أحد يملك تفسيرًا لهذا التحول إلا أن هناك ورشة عمل انطلقت في محاولة اكتشاف أسباب ما حصل.

وكانت الفتاة برينان قد توقفت عن تناول الأدوية المكافحة لرفض العضو الجديد بعد أشهر قليلة على عملية زرع كبدها الجديد الذي يعمل بشكل طبيعي ولا تظهر على جهاز المناعة لديها أي علامات او مؤشرات سلبية.

وسابقًا تمكن فريق علمي من جامعة كوبنهاغن من تطوير تقنية تمكن من تغيير فصيلة دم الى أخرى، حسبما نشرت مجلة "نيتشر يبو-تكنولوجي". ويمكن هذا الاكتشاف من تغير فصيلة الدم من A و B وAB إلى الفصيلة O التي يمكن حقنها الى أي شخص دون مشاكل. وتمكن هذه التقنية التي تعتمد على بعض الانزيمات التي اكتشفت مؤخرًا من التغلب على النقص في دم الحقن.

ومن المعلوم أن استخدام حقن دم من فصيلة غير مناسبة في جسم شخص قد يودي بحياته. وذلك لأن خلايا الدم عند الأشخاص من فصيلتي A وB تحوي جزيئتي بروتين مختلفتين تعرف بالانتيجينات، وهي التي تجعل الجسم يرفض دما من فصيلة غير مناسبة. والجسم يرفض الدم المحقون إليه والمحتوي على انتجين لا يتعرف إليه. والانزيمات الجديدة التي تعتمد عليها هذه التقنية هي انزيمات بكتيرية تزيل جزيئات البروتين المذكورة من على سطح الخلايا الدموية.

وبعد اجراء تجارب على حوالى 2500 بكتيريا وفطري، اكتشف العلماء الدانماركيون بكتيريتين تستطيعان إفراز انزيمات تزيل الانتيجينات من خلايا الدم. لكنهم يقولون إن عليهم إجراء تجارب على الإنسان قبل استخدام هذه التقنية في المستشفيات.