عرض أزياء في دبي .. والعارضات ناجيات من سرطان الثدي

لم تتخيل الإنجليزية ريتشل يوما ما نجاة جنينها من الجرعات الكيميائية التي أجبرت على تلقيها أثناء حملها بعد اكتشاف أصابتها بسرطان الثدي، ريتشل وقفت أمس مع طفلها «المعجزة» ذو العام والنصف بمنتهى السعادة وبعد رحلة شاقة مع المرض الخبيث لتشارك زميلاتها من الناجيات ضمن عرض أزياء فريد لمجموعة ألبسة «كاجوال» شتوية برعاية حملة «صحة وعافية» احتضنها مركز برجمان في دبي.


 واختالت ست عشرة عارضة بكل أنوثة وثقة عززها الشعور بالسعادة التي توجهت في أعينهن وهن يواجهن الناس دون خجل أو تردد، وبعدما تردد إلى أسماعي قصة ريتشل حرصت على أن تكون أول من ألتقيه بعد انتهاء العرض وفي ذهني مائة سؤال وسؤال، إلا أن ريتشل لخصت كل الإجابات في قولها: «كل ما كان يشغل بالي هو ألا يصاب جنيني خلال فترة العلاج الكيميائي بأي تشوه، ففكرة التخلص منه كانت في منتهى البشاعة بالنسبة لي، أشكر الله على نجاتي وطفلي من هذا المرض».

أما الأسترالية شارون التي اكتشفت اصابتها بالمرض قبل ست سنوات وتحديدا في العام 2002، فشددت على أهمية وقوف العائلة إلى جانب المريض، وتحكي قصتها باقتضاب قائلة: «صدمت بخبر إصابتي بالمرض مع أنني أحرص دوما على الفحص الطبي وخصوصا فحص الميموغراف، ما ساعد على الكشف المبكر عن المرض وسرعة تلقي العلاج، لا أخفيك شعرت في لحظات كثيرة بالخوف إلى درجة الموت، لكن وجود أمي وشقيقتي بجانبي بث فيّ دوما روحا إيجابية ساعدتني على مقاومة المرض».

وتهدف الحملة كما توضح سانيتا خندواني مديرة العلاقات العامة بمكتب برجمان إلى الوقاية من مرض سرطان الثدي من خلال التوعية بضرورة إجراء الفحوصات المبكرة لتشخيص المرض، وقد بلغت الإصابات بحسب أحدث التقارير الصادرة عن وزارة الصحة الإماراتية داخل الدولة إلى وجود أكثر من مائة وأربعين حالة إصابة بمرض سرطان الثدي داخل الدولة، ما يجعله الأكثر انتشارا بين الأمراض المعروفة.

وكان الأسترالي بيتر ميلر ذو الستين عاما الرجل الوحيد الذي تجرأ على المشاركة في العرض، ميلر أصيب بالمرض منذ عشرين عاما شفي خلالها بعد رحلة طويلة مع العلاج، ويعلق ميلر حول ضرورة قيام الرجل كما المرأة بالكشف الدوري على الثدي قائلا «يجب أن يعي الرجال احتمال إصابتهم بالمرض، وقد يكون من المفارقات أن الشعور بالورم أسهل عند الرجال إلا أن اكتشافه لا يأتي سوى في مراحل متأخرة».

ولم يكن من السهل على ميلر أن يشارك ضمن هذه الحملة إلا أن تشجيع القائمين في هذه الأخيرة وتخصيص عائدات هذا العرض لدعم الحملات الصحية للكشف المبكر عن المرض عند الرجال والنساء دفعه للمشاركة بكل ثقة وأريحية دون أي شعور بالخجل من الوقوف على المسرح أمام هذا الجمع الغفير من الجمهور.

وترعى حملة «بصحة وعافية» خلال الشهر الجاري عدد من الفعاليات التي تناسب كافة الأعمار تتضمن فعالية «الموكب الوردي» وفعالية «تحدي دراجات» فيتنس فيرست، أضافة إلى فعالية «البازار الوردي» وفعالية «الكاروكي» و«المفاجأة الوردية»، وفعالية ورشة الأعمال الفنية «الحرفة الوردية» في مختلف الأماكن بمركز برجمان.

جدير بالذكر أن سرطان الثدي من أنواع السرطانات المشهورة عند المرأة بعد سن الخامسة والثلاثين عادة، وعلى الرغم من أنه يصيب كلاًّ من النساء والرجال فإن حدوثه عند النساء يكون بنسبة أكبر، واكتشاف مراحله المبكرة يضمن فعالية العلاج عند الجنسين.