احتفظي برأيك لنفسك في هذه المواقف الحياتية

هل تجدين من الصعب عليك أن تحتفظي أحيانا برأيك لنفسك؟ بينما ندعو الجميع إلى التعبير بحرية عن وجهات نظرهم بينما في بعض الأوقات يكون من الأفضل لهم أن يصمتوا فقد يصبح التعبير عن رأيك بمثابة هجوم وإهانة ضد من تتحدثين إليه أو تندفعين وتقولين شيئا لا ينبغي قوله، أو أنك من النوع الذي يتلفظ دائما بالكلمات الخاطئة؟!
 
اعلمي أن في الحياة بعض الأوقات يكون السكوت خلالها من ذهب، وستتعرفين عليها فيما يلي:
 
عندما لا تتقبلي زوج صديقتك
من الصعب الاحتفاظ بمشاعرك سرا خاصة نحو شخص تكرهينه ولا ترضين عنه، والأصعب عندما يكون هذا الشخص هو زوج أقرب صديقة لك أو أحد أقاربك الأعزاء، لكن ليس معنى أنك لا تحبين إنسانا أو لا تتقبلينه أنه شخص سيء أو أن صديقتك قد اختارت الإنسان الخطأ، فمهما كنت تريدين لها الأفضل، ليس من حقك أن تقرري أو تختاري بالنيابة عنها أو أن تعيبي في اختيارها، لأن لكل إنسانة الحق في اختيار شريك حياتها طبقا لوجهة نظرها هي، كما أن من ترينه سيئا قد يكون رائعا ومميزا جدا في نظرها.
 
تكتشفين خيانة شخص ما
أحيانا تقعين في حيرة كبيرة عندما تكتشفين أن زوج أو خطيب صديقتك أو أحد قريب منك يخونها، لأنك لا تدرين حينها ماذا عليك أن تفعلي، هل تخفين عنها الأمر وفي نفس الوقت تقلقين أنها إذا علمت قد تحملك الذنب وتغضب منك وينتج عن هذه الخيانة ألم شديد ومأساة في الحياة بينهما أوتخبريها وتدمرين العلاقة بينهما رغم أن الأمور قد تتحسن فيما بعد ويعود هذا الشخص إلى صوابه ويدرك قيمة زوجته ويتوب عن خيانته؟ إذا كنت في هذا الموقف الصعب من الأفضل لك ولها أن تصمتي وتخرجي نفسك من الأمر برمته وتبقي هادئة، لأنها ستكتشف الأمر آجلا أو عاجلا، وحينها عليها أن تقرر ماذا تريد، بدلا من أن تكوني أنت السبب وتتركين بداخلها ذكرى مؤلمة فيما بعد.
 
يلخص المثل الشعبي المصري هذه الفكرة حين يقول : "يا داخل بين البصلة وقشرتها، ما ينوبك إلا صنتها".
 
إفشاء الأسرار
من الصعب على أي امرأة أن تحتفظ بسر، خاصة إذا كانت خارج الموضوع وأنها علمت بهذا السر دون قصد، حينها يكون لديها رغبة قوية جدا في نقله والتحدث عنه في الحوارات الجانبية مع الأخريات من صديقاتها، لكن تذكري سيدتي قبل أن يلفظ لسانك بهذا الشيء الكريه أن هناك من سيتأذى من وراء ما تخبرين الآخرين به، وتذكري أيضا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة".
 
لذا مهما كان ما علمت عليك أن تحتفظي به لنفسك ولا تضخمي الأمر وتكونين مصدرا لفضح إنسان أو إنسانة واتركي الموضوع لأهله فإذا رغبوا في الإفصاح عنه يوما ما سيفعلون أما إذا أرادوا الاحتفاظ به فلا تكوني أنت من يدمر هذه الرغبة.
 
توبيخ أو تعنيف شخص ما
إذا اضطرك موقف معين إلى التحدث إلى شخص ما بعنف أو توبيخه في العمل مثلا لخطأ ما قد وقع فيه، فلا تفعلي ذلك أمام الآخرين من الزملاء وانتظري حتى تكونا على انفراد، لأن المحادثات الصعبة أو العنيفة لايجب أن تكون أمام الجماهير، لذا سيطري على الموقف بطريقة راقية وبحكمة واطلبي هذا الشخص إلى مكتبك وتحدثي معه.
 
الأطفال
بالطبع لا تستطيع أي إنسانة كتمان فرحتها بحملها عن الآخرين، فعندما تعلم أنها حامل تهرول باندفاع لتخبر أهلها وأصدقائها بهذا الخبر السعيد وهذا من حقها، لكن إذا كانت صديقتك أو أحد أقاربك هي الحامل والخبر يخصها، فليس من حقك أبدا أن تفصحي عنه لأحد، اتركي الأمر لأصحابه لأنه أمر خاص امنحيهم الفرصة ليحتفلوا به فيما بينهم ويقرروا متى يخبروا الآخرين به، لذا اصمتي فالصمت من ذهب عندما يتعلق الأمر بخصوصيات الآخرين.
 
على الإنترنت
كم من مرة تدخلين في جدال لا فائدة منه مع شخص ما على الإنترنت؟ يحدث ذلك كثيرا ونندفع مع الأصدقاء على الإنترنت حتى يصل الأمر إلى حالة من الغضب والإحباط في حوار لن يؤدي إلى أي شيء مجرد مضيعة للوقت، لذا إذا وقعت في هذا الأمر حاولي قدر الإمكان التوقف عن الحوار والصمت أفضل؛ لأنك لن تستطيعي أن تغيري لأحد وجهة نظره أو يغير هو وجهة نظرك فحواركما مجرد حوار افتراضي عبر الإنترنت.
 
أمام العامة
للأسف انتشرت في عصرنا هذا ظاهرة التحدث في الأمور الخاصة أمام الجميع سواء في الشوارع أو وسائل المواصلات أو حتى في أماكن العمل بصوت مرتفع وبدون خجل أو حرص، لكن لا تنسي أن الناس من حولك يستمعون إلى ما تقولين، وعليك بالصمت والانتظار عندما تكون المكالمة خاصة حتى تكوني في مكان هاديء وبمفردك ثم تجيبين علي الهاتف واخبري كل أقاربك وأصدقائك أنك لا تفضلين التحدث في الأماكن العامة حتى لا يشعرون بالغضب عندما لا تستطيعين الرد عليهم في بعض الأحيان، فليس من الطبيعي أن ينشر الإنسان تفاصيل حياته الخاصة أما الغرباء دون خوف أو خجل، وعلينا استعادة قيم الحفاظ على الخصوصية.