الوقوع في الحب (قرار) ولكن كيف ذلك؟

لأكثر من عشرين عاماً عكف عالم النفس آرثر آرون للعمل في مختبره على خلق حالة حب ناضجة بين اثنين من الغرباء، وقد نجح بالفعل في التوصل لتلك النتيجة، وفور علم بعض المهتمات بنجاح تلك التجارب ذهبت لآرثر لتطلب منه أن يجري عليها اختباره وها هي تحكي عن نفسها قائلة: "في الصيف الماضي توجهت لآرثر طالبة منه أن يجري تجاربه علي وفي النهاية وجدتني وبعد منتصف الليل واقفة على جسر محدقة في عيني رجل لمدة أربع دقائق كاملة!".
 
تقول تلك المرأة: "في وقت سابق وذات مساء ذكر لي هذا العالم أنه من الممكن جداً أن يحول شخصين غريبين لمتحابين، هذا إذا كان بينهما حتى ولو عدد قليل من القواسم المشتركة، وكانت تلك التجربة ترتكز على أن يدخل رجل وامرأة مختبر آرثر من أبواب مختلفة ثم يجلسان وجهاً لوجه ليبدءا الإجابة على أسئلة عامة ثم أقرب إلى الشخصية وتدرجاً حتى الوصول للأسئلة الشخصية الأكثر تفصيلاً ولابد أن تتضمن تلك الأسئلة واحداً أساسياً وهو (اذكر لي 3 أشياء مشتركة بينكما) فإذا كانت واحدة من الإجابات (أعتقد وجود اهتمام متبادل بيننا) فهذا يعد مؤشر جيد على نجاح العلاقة".
 
 وأيضاً من الأسئلة المهمة لجعلهم يعتادون على بعضهم البعض والتي تعمل على كسر التحرج هو هذا السؤال (إكشف لي عن سمة إيجابية تراها في شريكك بمنتهى الصدق) والمقصود بهذا السؤال هو أن يخرج كل طرف مافي جعبته بل ويسهب في الحديث عن الآخر من أجل كسر الحواجز لأنه من الطبيعي أن يتحرج الواحد من الاعتراف لشخص قابله لتوه بشئ جيد فيه.
 
 وفور الإنتهاء من طرح الأسئلة والإجابة عليها يبدأ كل منهما التحديق بصمت في عيني الآخر لمدة أربع دقائق وهناك تفاصيل أخرى محيرة ولكن يظل الحال هكذا حتى تمام مدة التجربة وهي ستة أشهر كاملة وبعد مضي تلك المدة حدث بالفعل وأن تزوج شخصان (فقد نجحت التجربة ووقعا في الحب) ودعي المختبر بأكمله لحفل الزفاف.
 
يقول العالم آرثر: "حتى الوصول للنجاح في خلق حب بين طرفين مررت بالطبع بعدة تجارب فاشلة كقيامي بعمل المقابلة في حانة وليس في المختبر أو حتى بمقهى، أو كدعوتي لرجل وامرأة لهم سابق معرفة ببعضهم فلم يكونوا غرباءً تماما أو كجعل موضوع بحثي وتجربتي على شخصين بينهما طرف لا يرغب من الأصل بإنشاء أية علاقة عاطفية أو رومانسية مع أيٍ من كان فليس لديه أدنى استعداد للإرتباط، ويواصل آرثر حديثه قائلاً: في خضم التجربة الناجحة قد أجد أحد الشريكين يأتيني وحده أو يتصل بي على غير ميعاد ليبكي لي بكاءً شديداً ويخبرني أنه غارق في حب الآخر ولا يحتمل عدم مصارحته ولا يستطيع الانتظار لانتهاء مدة التجربة فيبكي لي هذا الشخص وكأنني أمه التي يستريح لها.
 
بعض النصائح الموجهة من د/آرثر للوقوع في الحب:
- قررا الحب، نعم قرراه فالحب قرار مصيري يتخذه الطرفان لربط قلوبهما معاً.
 
- احرصي على خلق تقارب بينك وبين من تودين الوقوع في حبه (إذا كان لديه استعداد) بالإطراء عليه بالقدر المعقول كقولك له حين يتحدث "أحب نبرة صوتك فهي تعجب أذناي"، "طريقة تناولك المشروب رائعة" بينما يمكنكِ ذكر أحد الصفات أو السمات الحقيقية الموجودة بشخصيته.
 
- حاولي دائماً النظر لعيني شريكك عند مخاطبته فالعين هي نافذة الروح.
 
- قد يكون واقعياً وصحيحاً أنه وللأسف لا يمكنك انتقاء شخص ما وجعله يحبك فقط لأنك تريدين ذلك، فلا يمكن خلق مشاعر رومانسية عن طريق الراحة المتبادلة فقط ولكن على الأقل تنجح التجربة إلى حد كبير في جعلك تحبين من يحبك أو على الأقل ينتبه لك، وربما الشخص الذي يبحث عن الحب لأنه يحتاجه فوقتها ستجدان طريقكما للقياه.
 
- لا تتخذي التجربة السابقة على أنها منهج دراسي ولكن حاولي التعامل مع الحب بمرونة وليس بآلية فالحب عاطفة ومشاعر والهرمونات تلعب من أجله الكثير فحاولي خلق الألفة والثقة لأن مشاعر الحب تحتاج لأن تزدهر.
 
ويختم د آرثر قائلاً: "الحب لا يحدث لنا ولا يأتينا من تلقاء نفسه، ولكنه يزورنا حين نطلبه ونوفر له مناخه المناسب، فنحن من نقرر ذلك، فقط إعزما على حب بعضكما البعض، وسيتحقق".