قشرة الشعر .. بين الأسباب الطبيعية والمرضية

 يؤدي تمشيط الشعر بعنف وحك فروة الرأس بالمشط إلى زيادة القشور وبالتالي حدوث هذا الالتهاب.
يؤدي تمشيط الشعر بعنف وحك فروة الرأس بالمشط إلى زيادة القشور وبالتالي حدوث هذا الالتهاب.

على الرغم من أن قشرة الشعر تعد من المشاكل الصحية البسيطة الطبيعية السهلة العلاج، إلا أنها تسبب لصاحبها الكثير من القلق خاصة عند ارتداء الملابس الداكنة اللون، فتتناثر تلك القشيرات ببساطة على الكتفين وأعلى الظهر مسببة له الإحراج والتوتر والمحاولات المتكررة لـ «نفض هذا القلق» عن كتفيه! وقشرة الرأس، بشكل عام هي عملية طبيعية غير ضارة ولا تحمل أي درجة من الخطورة، وهي حالة شائعة جداً تصيب جميع الناس.


تنمو الخلايا على سطح فروة الرأس باستمرار كغيرها من الخلايا في الجسم، ويتم التخلص من الخلايا الميتة على شكل قشور ميتة جافة صغيرة بيضاء اللون تسبب حكة في فروة الرأس، فتتساقط هذه القشور على الشعر والأكتاف.

قشرة مرضية
وعلى الرغم من كون هذه الحالة تعد من الحالات الطبيعية، إلا أنها قد تكون بسبب مشكلة مرضية وليس فقط بسبب تسارع نمو وتكاثر الخلايا.

فقد أثبتت الأبحاث الطبية أن نمو بعض الخمائر (yeasts)، والفطريات على فروة الرأس قد يسبب ظهور القشرة.

وقد تظهر القشرة أيضاً بسبب حدوث التهاب يعرف بالالتهاب الجلدي السيلاني الزهمي (seborrhoeic dermatitis) الذي يعد أهم أسباب ظهور قشرة الرأس المرضية.

ويتميز هذا الالتهاب بظهور قشور حرشفية تميل إلى اللون الأصفر فوق بقع حمراء اللون في الجلد فتظهر على فروة الرأس على شكل قشور.

غير أنه قد يصيب أيضاً الحواجب والجفون والأذن وثنيات الفم والأنف، مسببا بقعا متقشرة حمراء اللون تشعر المصاب بها بالحرقة والرغبة في حكها.

وقد يؤدي تمشيط الشعر بعنف وحك فروة الرأس بالمشط إلى زيادة القشور وبالتالي حدوث هذا الالتهاب.

وغالباً ما يصاب الرضع في الأسابيع الأولى من عمرهم بنوع من السيلان الدهني الزهمي يعرف بقلنسوة المهد الذي لا يعرف حتى الآن سبب لحصوله، ولا يسبب أي إزعاج للطفل ويزول من تلقاء نفسه خلال شهور قليلة.

وكذلك يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض الصدفية إلى ظهور هذه القشرة والتي تظهر بشكل أكثر سماكة على فروة الرأس، وتتسم بأنها غير معدية ولا يوجد خوف منها.

أهم العوامل التي تزيد من ظهور القشرة:
- العوامل المناخية:
يشكو الكثيرون من زيادة القشرة خلال فصل الشتاء، حيث الطقس شديد البرودة.

ويعود ذلك لقلة غسل الشعر بسبب البرد، وبالتالي تقل نظافة الرأس، الأمر الذي يساعد على نمو الخمائر والتي بدورها تساعد على ظهور القشرة.

وكما تتأثر فروة الرأس بالبرودة فهي تتأثر بالطقس الحار والجاف مثلها مثل أيٍّ من أجزاء الجلد الأخرى، فتصبح أكثر عرضة للحكة والقشرة.

- إهمال النظافة والحساسية:
إن إهمال نظافة الشعر وفروة الرأس يؤدي إلى ظهور القشرة، فتراكم الأوساخ على فروة الرأس يثير إفراز الغدد الدهنية وبالتالي يقود إلى ظهور المشكلة.

كما أن المصابين بالحساسية ضد بعض أنواع الشامبو تجعلهم يحجمون عن تنظيف شعرهم بالشكل المطلوب مما يؤدي أيضاً إلى نفس المشكلة.

- تصفيف الشعر:
ان استخدام مجفف الشعر (السشوار) وتعرض فروة الرأس إلى الحرارة الشديدة بصورة مستمرة أو مبالغ فيها، يؤذيها مما يسبب ظهور القشرة.

كما يؤدي استعمال صبغات الشعر ومثبتات الشعر (سبراي) إلى ظهور قشرة معينة تشبه قشرة الشعر.

- الحمل والرضاعة:
يؤدي الحمل والرضاعة المتكررة إلى ظهور القشرة، كما أن تناول حبوب منع الحمل يؤدي إلى تسارع نمو خلايا الجلد وبالتالي ظهور القشرة.

- زيادة إفراز العرق:
أن ارتداء القبعات الضيقة وأغطية الرأس المحكمة، والتعرض لفترات طويلة لحرارة الشمس يزيدان من إفراز العرق الذي يثير ويهيج الغدد الدهنية في فروة الرأس مما يؤدي إلى ظهور القشرة.

- العمر:
ان أعلى معدلات نشاط الغدد الدهنية لدى الذين تتراوح أعمارهم بين سن العشرين والأربعين، لذا تكثر الإصابة بها في هذه الفترة، كما أن نشاط الغدد الدهنية ولو بمعدل أقل واختلال الهرمونات عند البلوغ يؤديان إلى ظهور القشرة لهذه الشريحة.

ومن النادر ظهور القشرة عند الأطفال لقلة نشاط الغدد الدهنية وعدم إفرازها للدهون. لذلك ان ظهور القشرة عند الأطفال يعني بالضرورة وجود مرض جلدي.

- التغذية:
ان سوء التغذية ونقص فيتامين ايه (A) قد يؤديان إلى ظهور القشرة.

- البشرة الدهنية:
يعد أصحاب البشرة الدهنية الأكثر إصابة بقشرة الشعر، ويعود ذلك بسبب زيادة نشاط الغدد الدهنية، وبالتالي زيادة إفرازها للدهون التي تساعد على تكوين طبقة القشور في فروة الرأس.

- الشعر الطويل والقشرة:
ان ذوات الشعر الطويل يعانين عند غسيل شعرهن الطويل فلا تتم نظافة الشعر بالشكل المثالي، كما أنهن أكثر عرضة للقشرة لأن الشعر الطويل يعوق سقوط الخلايا الميتة الناتجة عن تجدد خلايا فروة الرأس، وبالتالي تأخذ بالتراكم والتجمع على فروة الرأس.

خطوة العلاج الاولى
إن الخطوة الأولى لعلاج مشكلة القشرة، هي تفهم طبيعتها وأنها ليست مرضاً في حد ذاتها. ثم يأتي الدور الأهم الذي يسهم في التخلص من القشرة، وهو نظافة الشعر، فغسل الشعر باستمرار بالماء والشامبو المناسب (ثلاث مرات في الأسبوع في فصل الصيف، وأربع مرات أسبوعياً في فصل الشتاء) مثلاً يساعد على عدم تكون القشرة والتخلص من الحكة التي تؤذي فروة الرأس، والتخلص من الدهون المتراكمة والأوساخ التي تزيد من المشكلة.

ويجب الاهتمام بإزالة جميع آثار الشامبو من الشعر بالشطف الجيد، لأن بقاء الشامبو على فروة الرأس يزيد من المشكلة، حيث ان بقايا الشامبو بعد الجفاف تظهر على شكل قشور رقيقة تثير الحكة تسبب الحساسية لفروة الرأس.

«شامبو» طبي
ان استخدام الشامبو الطبي، لا العادي، يساعد على التخلص من المشكلة بصورة أسرع وأكثر فاعلية، حيث ان الشامبو العادي قد يخلص الشعر من المشكلة ليومين أو أربعة أيام، بينما يتخلص الشامبو الطبي من القشرة لمدة تتراوح بين خمسة إلى سبعة أسابيع.

ان معظم أنواع الشامبو الطبي يحتوي على مواد تعمل على تقليل تسارع نمو وتكاثر خلايا فروة الرأس، مثل مادة السيلينوم وحمض السليسلك، أو مادة «الزنك بيريثون»، فمع المداومة على استخدامها يتم القضاء على القشرة.

علاج القشرة المرضية
وان كان سبب القشرة وجود الالتهاب الزهمي، فينصح باستخدام شامبو يحتوي على مادة (Ketoconazole) مثل شامبو نيزورال، الذي يعمل كمضاد موضعي للفطريات يمكن أن يساعد في القضاء على مشكلة القشرة.

أما إذا كانت الصدفية هي المسببة لزيادة قشرة الرأس فلا بد من استخدام محلول ستيرودي (steroid lotion) على فروة الرأس لمعالجة الصدفية موضعياً، ومن المهم أن يتم العلاج تحت إشراف طبي متخصص.