صالونات التجميل في السعودية تعاني من كثرتها ومن سياسة التخفيضات .. و 70 % متعثرة

ازدادت صالونات التجميل في السعودية خصوصا ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا بشكل جعل المنافسة شرسة والبقاء دائمًا للأقوى والأكثر تطورا
ازدادت صالونات التجميل في السعودية خصوصا ومنطقة الشرق الأوسط عمومًا بشكل جعل المنافسة شرسة والبقاء دائمًا للأقوى والأكثر تطورا

تشير أحدث تقديرات البنك الدولي إلى أن حجم الاستثمارات التي تمتلكها سيدات أعمال في دول الخليج، يبلغ نحو 300 مليار دولار، في حين بلغ عدد السجلات التجارية لأولئك السيدات نحو 36.2 ألف سجل.


في السعودية وحدها، بلغ حجم الاستثمارات المملوكة لنساء في المجال التجاري نحو 800 مليون دولار، فيما تمثل الشركات النسائية نحو 4 في المائة من إجمالي عدد شركات القطاع الخاص في البلاد.

كثير من هذه الاستثمارات تصب في مجال التجميل، وتحديدا الصالونات النسائية. فقد اكتشفت المرأة السعودية أنها لا تحتاج إلى جهد كبير مقارنة بالأعمال الاستثمارية الأخرى، كما أنها مضمونة النجاح في حال توفرت فيها العناصر التي تطمح إليها المرأة. 

المشكلة التي برزت مؤخرا أن عدد الصالونات تزداد بشكل كبير ما أثر على نسبة الأرباح لدى البعض، خصوصا وأنها لجأت للتخفيضات لجذب الزبونات.

فهناك تقديرات تشير إلى تعثر نحو 70 في المائة من استثمارات مشروعات قطاع التجميل النسائي في السعودية، بسبب وقوع هذه المشروعات في مصيدة «التخفيضات».

جاء هذا الإعلان في لقاء عقدته غرفة الشرقية، مؤخرا، بمدينة الخبر، بعنوان «أهم أسباب الإخفاق والنجاح في الصالونات النسائية».

وأفصح عبد الله الغدوني، مدرب متخصص في مجال التسويق الإلكتروني والشبكات الاجتماعية، أن أحدث الدراسات المتعلقة بقطاع الصالونات، أظهرت «أن ما يُصرف على خدمات التجميل في السعودية، يقدر بأكثر من 800 مليون ريال (213.3 مليون دولار) شهريًا» مضيفًا «من أهم أسباب الخروج المبكر للصالونات النسائية من السوق، اعتمادها على عروض التخفيضات في الترويج لخدماتها».

يأتي ذلك في وقت تعد فيه صالونات التجميل من أكثر الاستثمارات جذبا للمستثمرة السعودية، حيث يبلغ عدد مراكز وصالونات التجميل في السعودية أكثر من 70 ألفا، باستثمارات تتجاوز ملياري ريال (533.3 مليون دولار)، بحسب تقديرات حديثة غير رسمية.

وأوضحت شعاع الدحيلان، رئيسة لجنة الشواغل النسائية في غرفة الشرقية، أن «قطاع التجميل من أهم الاستثمارات على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وحجم سوقه يتجاوز ملياري ريال (533.3 مليون دولار) في السعودية، باعتبارها أكبر سوق للتجميل بمنطقة الشرق الأوسط».

وأضافت الدحيلان «نتطلع إلى الجودة العالمية في الوقت الحالي لما تتطلبه الفترة الراهنة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا عبر منظومة متكاملة من التدريب والتأهيل، لنضاهي المستويات العالمية في هذا المجال. ففي الآونة الأخيرة زاد الإقبال على التجميل، خصوصا مع انتشار مراكز وصالونات التجميل بشكل كبير، والخريجات أصبحن يمارسن التجميل كمهنة بثقة عالية وعن دراسة».

من جانب آخر، أفاد الغدوني الذي حل ضيفا على اللقاء الذي ضم جمعا كبيرا من المستثمرات، بأن «أغلب الصالونات النسائية تغفل جانب الاهتمام بالعميلات والأخذ برأيهن ومقترحاتهن في ما يتعلق بمجموعة الخدمات المقدمة»، وأردف «كذلك من أهم أسباب الفشل عدم وجود رغبة لدى المستثمرات في أن يكون للصالون علامته التجارية التي تميزه عن الصالونات الأخرى في القطاع».

وتابع الغدوني «يضاف إلى ذلك عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي يشكل العنصر النسائي فيها وجودا كبيرا في التسويق»، مشيرا إلى أن السيدات السعوديات يمتلكن نحو 20 مليون خط للهاتف المحمول، قائلا: «الهواتف المحمولة هي أكبر منصة تسويقية للسيدات». 

كما أشار الغدوني إلى دراسة حديثة تبين أن نحو 70 في المائة من الصالونات تعتمد على عروض التخفيضات لجذب العميلات، وهو ما أصبح بمثابة إشكالية لأنه لا يتسبب في خسائر فحسب، بل يتسبب أيضا في فقدان الثقة لدى العميلات.

ففي حال استمرت التخفيضات لفترة طويلة، أو تكررت في عدة مناسبات، فإنها تعطي انطباعا سلبيا خصوصا وأن بعض النساء يُقيمن أهمية الصالون وجودته من خلال أسعاره.

فإذا كانت رخيصة أو مخفضة فإنهن يعتقدن بأنه لن يقدم لهن الخدمة التي يطمحن إليها.

ولم يُنكر المؤتمر بأن قطاع التجميل في السعودية، ممثلا في الصالونات، يتميز بجاذبية استثمارية من ناحية فرص الربح فيه والنجاح، إضافة إلى أنه لا يحتاج إلى لجهد كبير مقارنة بقطاعات أخرى.

ومع ذلك أشار الخبراء في المؤتمر إلى مكامن الخطر فيه، في حال لم تنتبه صاحبات الصالونات إلى أهمية التجديد ومواكبة التطورات العالمية حتى يتميزن ويبقين في الواجهة. فالاختلاف ليس وحده ما يحقق لهن النجاح في ظل المنافسة وازدياد أعداد الصالونات المتشابهة، بل التميز وتقديم خدمات متطورة تحافظ على ولاء الزبونات واحترامهن.