كيف تجلبين الحظ السعيد بنفسك؟

الحظ هو حدث يقع للشخص ويكون خارج حدود ونطاق تصرفه فدائماً ما يأتي ذكر الحظ على الألسن فنذكره إما بامتنان أو بإلقاء اللوم عليه، فقد اعتدنا أن نقول أو نسمع "حظي السعيد حقق لي كذا" أو "لقد أوقعني حظي العاثر في كذا" وإلى آخره من جمل ومقولات تشكر وتندب الحظ.


 ولكن هل يتفق جميع الناس على تعريف الحظ والاعتراف به؟ 
بالطبع لا فوجهات النظر والاعتقادات تختلف باختلاف الثقافات حول تعريفه، فهناك من يعده أمرا مرتبطا بالفرص العشوائية، وهناك من يربطه بتفسيرات أخرى أكثر إيماناً في اتجاهات مختلفة بحسب الاتجاه الإيماني للفرد، فقد اعتقد الرومان قديماً أن الحظ متجسد في الإلهة فورتونا، وهناك من يعده تلبية من رب الكون للشخص الذي تضرع له وطلب منه، وآخرون يعتقدون أن الحظ مجرد "حظ" أي ليس خاصية لفرد أو شئ، ولكن ما اتفق عليه الجميع أن الحظ لا ينسب للمجهول ولكن لابد وأن ينسب لشخص ما في هذا الكون.

هناك من الناس من ينتظر أن يدق الحظ السعيد على بابه فقط بانتظاره المجرد من أي سعي أو عمل ويظل هذا الشخص ينتظر وينتظر وخلالها يرى أناساً من حوله تتحقق مطالبهم وأمانيهم فيعلقها على حظهم السعيد وليس على حسن العمل أو الاختيار ولا يفعل شيئا لنفسه سوى لعن الحظ.

ولكن الآن ومع النصائح البسيطة القادمة يمكنك العمل على صنع حظك السعيد بنفسك، فتعرفي عليها:

1- الاستفادة من الفرص المتاحة
إذا كنتِ تعملين على مشروع كبير بعملك وتتشاركين فيه مع فريق العمل وتشعرين بالإرهاق الشديد والتعب وبأنك غير مستعدة للمواجهة، فلا تعدي ذلك ضرباً من ضروب الحظ السيئ ولا تسمعي أو تنظري لشكوى زملائك وتذمرهم الذي يمكنه أن يثير الطاقة السلبية من حولك ويثبط عزيمتك، بل يمكنك أن تحولي بنفسك النظرة السلبية لإيجابية فتعتبرينها فرصتك التي لابد أن تقتنصيها حتى تتألقي فيما بينهم وتقنعي نفسك أنك قادرة على التحقيق.

2- ارفضي التكرار
كلما امتد بك العمر بمراحله كلما علقت أكثر وأكثر في مكانك لأن التكرار والعادة يقتلان روح المغامرة، فبالفعل هم يريحان الإنسان ولكن بطريقة سلبية فلا يدعونه يفكر أو يجرؤ حتى على التفكير في التغيير.

3- رحبي بالانتقاد
كوني واسعة الصدر والأفق وتقبلي الانتقاد بروح طيبة واستخدميه للعمل على التحسين، ففي حالة انتقاد رئيسك أو مدير عملك لشئ ما قمت به فلا يصيبك الإحباط وتهتز ثقتك بنفسك ولكن اعتبري نفسك محظوظة وانظري لهذا النقد على أنه فرصة طيبة واتتك لتحسين قدراتك ومهاراتك حتى تقومي بتصحيح الأخطاء والعمل في المرات القادمة بشكل أفضل.

4- إبتهجي من أجل المكاسب ولكن بتواضع
عندما تتحقق لكِ بعض المكاسب أو عندما يذكرك أحدهم بكلام طيب ابتهجي من أجل ما تحقق وما قيل وأثني عليه كثيراً ولكن اشعري بداخلك بالتواضع وتعلمي أن تمحي الغرور فالتواضع هو الطريق لإبقاء النفس إيجابية وسعيدة، وللعلم فالمكاسب يمكنها أن تكون أشياء بسيطة للغاية كتحضيرك اليوم للمعكرونة البولونيز أفضل من أي وقت مضى، أو عندما تقومي بالركض وتكسري الرقم القياسي في عدد الأمتار التي اعتدي ركضها في الأيام السابقة، فحينها احتفلي وابتهجي.

5- لا تقارني
احرصي على عدم عقد مقارنة بين نجاحك وما يحققه الآخرون فأنت بهذا الشكل تقللين من شأن نجاحاتك وما توصلت له بل وتجلبين النكد لنفسك.

ماذا لو صفقت أو كافأت نفسك بقطعة حلوى أو شيكولاتة من المفضلة لديك وقولك بعد كل نجاح "نعم، لقد فعلتها فقد حصلت على مكافأة في العمل" وهكذا طبقاً لتغير المناسبات والظروف.

6- إياك والقرارات السريعة
قد نتعرض لبعض المواقف ونتخذ حينها ردود أفعال سريعة مرات بالغضب وأحياناً أخرى بالفرح، وعلى كلٍ ففي جميع الحالات لا يدرك المرء القيمة الحقيقية للموقف وللقرار الذي اتخذه إلا بعد زوال الحالة التي كانت تعتريه من ضيق أو فرح لذا احرصي على عدم اتخاذ أي قرارات سريعة من شأنها أن تؤثر بالسلب على حياتك وقد تتطلب سنوات لإصلاحها.

7- كوني إيجابية وسخية مع الغير
- عندما يقدم لك أحد الأشخاص هدية تقبليها بابتسامة أنثوية هادئة وجميلة واعملي على شكره والامتنان له، ويمكن للشكر أن يمتد طويلاً فمثلاً بمرور الأيام وعند استعمالك للهدية يمكنك الاتصال بالشخص ومحادثته عن أنك قد استخدمت هديته لتوك الآن وأنها بالفعل ذات قيمة لذا رأيت أنه من الضروري الثناء عليه وتوجيه الشكر له.
- لا تنسي تهنئة الآخرين في مناسباتهم المختلفة وكوني سخية في التهنئة.

يمكنك الآن أن تكوني من أكثر الناس حظاً وسعادة وأن تجلبي أنت حظك السعيد لنفسك بنفسك ولا تنتظري قدومه من تلقاء نفسه.