لماذا لا نسمع الا القليل عن سرطان الأمعاء الدقيقة ?

كثيرا ما نسمع عن سرطان القولون، وفي بعض الاحيان عن سرطان المعدة. الا اننا لا نسمع الا القليل عن سرطان الأمعاء الدقيقة. لماذا؟ هل لأنه نادر الحدوث؟


ـ المعدة تمتد على طول 10 بوصات (البوصة 2.5 سم تقريبا) فقط، اما القولون فيمتد على خمسة أقدام تقريبا (القدم 30 سم تقريبا)، والأمعاء الدقيقة التي تربط في ما بينهما، تمتد نحو 20 قدما. إلا انك محق في ان سرطان الأمعاء الدقيقة نادر الحدوث نسبيا. ووفقا لتقديرات جمعية السرطان الاميركية فإن 5 آلاف حالة جديدة منه تشخص سنويا في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 110 آلاف حالة من سرطان القولون - او 150 ألف حالة إن جمعت سرطاني القولون والمستقيم معاً. اما سرطان المعدة فهو أقل شيوعا مما كان في السابق، ومع ذلك فلا تزال هناك 21 ألف حالة تشخص سنويا.

ومع هذا العدد الصغير من الحالات، فإن الخطر ليس كبيرا جدا، إلا ان بعض الحالات تزيد من احتمال ظهور سرطان الامعاء الدقيقة - مثل الالتهاب المزمن في الامعاء الدقيقة الناجم عن الاصابة بمرض كرون. والاشخاص المصابون بمرض التجويف البطني celiac disease، وهي حالة الحساسية للغلوتين glutin الغذائي، هم اكثر عرضة مقارنة بالآخرين للاصابة بالأورام اللمفاوية في الامعاء الدقيقة.

ولا نعلم لمَ يحدث هذا، إلا ان نوعا نادرا من السرطان يسمى الورم السرطاوي carcinoid الذي يتطور وينمو على خلايا الغدد الصماء العصبية المفرزة للهرمونات، يظهر في الامعاء الدقيقة، خصوصا في الجزء الاخير منها الذي يسمى الجزء اللفائفي ileum.

وسرطانا القولون والمستقيم ينشآن عادة من الاورام في الاغشية المخاطية polyps ، وهي الزوائد التي تمثل النمو ما قبل السرطاني، التي تظهر لدى نصف السكان عند وصولهم سن التقاعد. الا ان هذه الزوائد لا تظهر في الامعاء الدقيقة، وهذا الامر هو الذي قد يفسر الندرة النسبية لحدوث سرطان الامعاء الدقيقة. ولكن، لماذا لا تظهر لدينا هذه الزوائد في الامعاء الدقيقة؟ ذلك ما يظل موضع حدسنا جميعا!