الأزياء الهندية تغزو الاسواق العربية

نيودلهي - تغزو الأزياء الهندية التقليدية بتفاصيلها الكثيرة وتصميماتها الغنية سوق الأزياء والموضة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط حيث يتزايد عدد المصممين من المنطقة الذين يترددون على مشاهدة عروض أزياء أسبوع الموضة الهندية في العاصمة نيودلهي بحثا عن أفكار وتصميمات جديدة.


 ويقول مجلس مصممي الأزياء في الهند ان 60 في المئة من المقبلين على الشراء في عرض الأزياء السنوي من الشرق الاوسط. وغالبيتهم أصحاب متاجر صغيرة يستطيعون تحقيق صفقات جيدة مقارنة بالأسواق الأوروبية الأكثر غلاء.

 وتبهر التنورات الهندية الطويلة والسراويل والقمصان المزركشة أنظار العرب الذين تجذبهم الألوان الزاهية التي تستخدم في الأزياء الهندية مثل الأبيض والفيروزي بالإضافة الى طول الملابس الهندية التي يُطيلها المصممون الهنود لتوافق الذوق العربي.

 وأضفى بعض المصممين الهنود لمسات عصرية على الملابس التقليدية.

 وتقول هبة عتيقي وهي تاجرة شابة من الكويت ان الموضة في بلدها الأم اتبعت لفترة زمنية طويلة بيوت الأزياء في أوروبا. لكن تجار الملابس في العالم العربي باتوا يتطلعون الى أسواق في الشرق.

 وقالت عتيقي "بالمقارنة مع الأزياء الأوروبية الأزياء الهندية خصوصا الدزاينرات (الملابس المصصمة من قبل مصممي أزياء مشهورين) هنا عندهم ألوان زاهية وعندهم تطريزات وعندهم شغل عجيب اللي تضفي الروح وتضفي اللون على اي ملابس."

 ولكن مع توسيع المصممين الهنود لعملهم مع العالم العربي بنسبة المثلين تقريبا فان عددا كبيرا منهم رفعوا أسعارهم الى المثلين أيضا.

 وأصبحت قضية الأسعار مهمة للتجار في الشرق الاوسط والخليج العربي ولكن بعض التجار يقولون انهم لا يُمانعون في دفع مبلغ كبير مقابل تصميم جيد يستحق سعرا مرتفعا.

 وقالت عتيقي "بعضها غالي الثمن ويجب أن يكون غاليا لما فيه من شغل وتصميم جيد وتفاصيل كثيرة. بعضها يجب ان يكون غاليا وأنا أوافق على هذا."

 وأضافت "ولكن البعض..." وهزت رأسها دلالة على ان البعض لا يجب ان يكون مرتفع الثمن مقارنة بجودته.

 ويحرص غالبية المصممين في أسبوع الهند للموضة على عقد الصفقات ويقولون انهم ملتزمون بالمواعيد النهائية ومقاييس الجودة الدولية. ويقول مصممون انهم حريصون أيضا على ضرورة تشغيل فنيين مهرة.

 وقالت بالي ساشديف من مشغل منى بالي للازياء "انه التطريز الهندي فنحن لدينا فنانون بارعون يعملون وينفذون كل هذا العمل الذي لا يجده المرء في باقي أنحاء العالم، لذا فان هذا من عوامل الجذب الكبيرة للتجار، وايضا فيما يتعلق بالتصميم والعناصر الأخرى فان المصممين الهنود بتصاميمهم أصبحوا عالميين ويطعمون تصاميمهم بالاشياء الخاصة بالهند والتطريز الهندي، لذا فان هذا يجتذب الكثير من الاشخاص من انحاء العالم ليأتوا الى الهند."

 وقبل عشر سنوات كان تعبير بيوت تصميم الازياء يكاد يكون غائبا عن قاموس مفردات اللغة الهندية وكانت الموضة متوقفة عند الاطقم القطنية البسيطة المحلية التي يصنعها خياطون من الجيران أو يتم شراؤها من مركز تجاري حكومي.

 وكان غالبية المصممين يقلدون حرفيا نظراءهم الغربيين ولكن هذا انتهى عندما خطت الهند أولى خطواتها التجريبية على ممر العرض في عروض الازياء العالمية مع الاصلاح الاقتصادي في بداية التسعينات.

 وفتحت الهند أبوابها للمؤثرات والاستثمارات الغربية كما أدى انتشار القنوات الفضائية بعد ذلك ببضع سنوات الى إطلاع مئات الملايين من الهنود على العالم الخارجي مما أنعش الطلب على المنتجات الغربية.

 ورغم ان صناعة الموضة قد حققت تفوقا فان عائداتها ما زالت صغيرة جدا مقارنة بالمقاييس الدولية.

 وتوضح أحدث التقديرات ان قيمة هذه الصناعة تبلغ 50 مليون دولار مما يمثل أقل من واحد في المئة من صناعة النسيج في البلاد التي تبلغ قيمتها سبعة مليارات.