عطور الأطفال والمواليد الجدد .. حبل سري آخر بين الطفل والأم

العطارون يستغلون حاسة الشم لربط علاقة أبدية بين الطفل والأم
العطارون يستغلون حاسة الشم لربط علاقة أبدية بين الطفل والأم

من الأقوال التي ترددها الأمهات غالبا بفخر، أن لأطفالهن رائحة خاصة وكأنها «رائحة الجنة». قد تخالفهن غير الأمهات الرأي لما في الوصف من مبالغة، إلا أنهن لا يملن لمجادلتهن. فهن يعرفن أنها مبالغة نابعة من عاطفة، كما أنها تأخذهن إلى ذكرى بعيدة تُذكرهن بطفولة تعبق برائحة التلك والخزامى وما شابهها. روائح تبث في النفس إحساسا بالسعادة والحنين.


لكن جولة في المحلات الكبيرة تشير إلى أن الأمر لم يعد يقتصر على التلك والخزامى وغيرها من الزيوت والأعشاب المعطرة التي كانت تستعملها الأمهات والجدات لتحميم الأطفال أو لمساعدة الرضع على النوم العميق، وامتدت إلى ابتكار عطور خاصة بالأطفال من ابتكار عطارين كبار.

العملية بدأت منذ سنوات ولقيت تجاوبا من قبل الأمهات اللواتي رحبن بخلاصاتها المنعشة التي تتباين بين خلاصات الورد تارة وخلاصات التفاح أو الإجاص أو أزهار الليمون تارة أخرى، إضافة إلى زيوت مقطرة بطرق متطورة يراعون فيها حساسية بشرة الطفل وتجنب تعريضها لأي مكونات كيميائية من شأنها إلحاق الضرر بها. من «بيربري»، «جيفنشي»، «بولجاري»، «بون بوان» وأخيرا وليس آخرا «ثمين» Thameen لصاحبها السعودي باسل بن جابر.

ماركة «ثمين» طرحت هذا الموسم، وحصريا في محلات «سيلفريدجز»، مجموعة، تشمل ثلاثة عطور أطلق على كل واحدة منها اسم حجر كريم، اختزل فيها رائحة الطفولة، بسعر 65 جنيها إسترلينيا لـ100 مل.

قد تختلف مكوناتها لكن الانتعاش والهدوء يبقى القاسم بينها جميعا. عطر «الزفير» مثلا يتكون من باقة من الأزهار الليمون، والمندرين والياسيمن والبنفسج مع لمسة من الفانيلا، بينما يعتمد عطر «روبي» ومعناه الياقوت، على ورد الياسمين واللوز الحلو، والمشمش والبطيخ وخشب الصندل. أما عطر «إميرالد» ومعناه الزمرد، فيتكون من باقة من الورد الأبيض والفريزيا والماغنوليا مع نغمات من التفاح واللوز والفانيلا.

يقول جاسر بن باسل، إنه باستعماله خلاصات الفانيلا والياسمين والورد، التي أثبتت تأثيراتها المهدئة والباعثة على السعادة، لا سيما بجرعات خفيفة جدا، يأمل أن يؤسس لعلاقة أبدية بين الأم وطفلها، يكون فيها العطر بمثابة حبل سري لا ينقطع لمدى الحياة. فالكثير من الدراسات تؤكد أن حاسة الشم تكون أقوى م النظر عند المولود الجديد، وهذا يعني أنه يتعرف على أمه من رائحتها قبل أن يفتح عيونه ويراها.

باسل بن جاسر جسد هذا حتى من خلال تصميم قارورات المجموعة. فعلى العكس من باقي العطارين والشركات ممن اعتمدوا أيضا على تصميم قارورات مبتكرة تأخذ شكل دب صغير وما شابه من رسمات كارتونية تروق للأطفال، حرص من جهته ألا يحصر «ثمين» في الطفل، وطرحها بتصميمها الهندسي البسيط واللون الأزرق المتعارف عليه والذي أصبح لصيقا بها.

وسواء كانت هذه العطور من «ثمين» أو «بولجاري» أو «بون بوان» وغيرها من الشركات، فإن المؤكد هو أن عالم الأطفال سيزيد عبقا بمكونات خالية من الكحول، وما كان سابقا حكرا على طبقات معينة نظرا لغلائه ومحدوديته، أصبح الآن ديمقراطيا ومتاحا للجميع يتوفر في المحلات الكبيرة، لكل من استطاعوا إليها سبيلا.

الجميل أيضا أن أغلبها قابلة للاستعمال من قبل الأمهات، الأمر الذي يبرر أسعارها، إضافة إلى أن أغلب الآباء والأمهات لا يتحاسبون أو يبخلون عموما عندما يتعلق الأمر بأطفالهم، وهذا ما يعرفه صناع الجمال ويحاولون استغلاله إلى أقصى حد.