كيف تتعاملين مع أصحاب النقد اللاذع؟

لا يحب أحد أن يكون في مهب نافذة من النقد المستمر، لكن مع الأسف لا يمكن تجنب ذلك، فهناك ميل من جانب الناس دائما لنقد غيرهم من كل الجوانب ولنفس الأسباب التي ننقضهم من أجلها، حيث يشعرون بالسوء عند توجيه النقد لهم وبالتالي يردون لنا نفس الشيء، وقد يكون لديهم مفهوم خاطيء عن النقد ويوجهونه لنا معتقدين أنهم بذلك يقدمون لنا المساعدة ويحاولون جعلنا أفضل، أو لأن لدينا عادة معينة أو تصرفًا يزعجهم مما يضطرهم للتحدث عن هذا التصرف بطريقة ناقدة، أو أنهم معتقدين أن ذلك سيؤثر على العلاقة بيننا وبينهم.


وفيما يلي بعض النقاط الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار عندما يوجه أحدهم لك نقدا لاذعا لا تستطيعين تحمله وكيفية التعامل معه بطريقة إيجابية.

1- إدراك ما لديك من قوة دفاعية
نتحول دائما إلى حالة من الدفاعية عند تعرضنا للنقد، وعند إدراك هذا الجانب قد نخفف قليلا من حدة انعكاسه علينا، فالأمر يحدث عندما نستمع لكلمات نحن غير موافقين عليها وبالتالي نستمع إلى من يوجهها بطريقة دفاعية، وبالطبع يجب علينا أن نملك أنفسنا عندما يوجه لنا أحدهم نقدا يتعلق بالأخطاء أو المشكلات ويبالغ في ذلك.

2- تنفس
تبدأ الحالة الدفاعية بالجسم وتجعلنا في حالة من التوتر وعلى أهبة الاستعداد غير قادرين على تقبل ما يوجه لنا من نقد، وفي هذه الحالة كل ما يجب علي الشخص فعله لتهدئة نفسه أن يأخذ نفسًا بطيئًا وعميقًا.

3- الاستماع من أجل الفهم فقط
عليك الاستماع للنقد، ولا تقاطع من يوجه لك النقد وتجادله مع عدم محاولة التقليل منه أو تصحيح ما يقوله من حقائق أو توجيه نقد وعتاب في المقابل، وإذا كان ما تود قوله منطقيًا فالأفضل أن تحتفظ به لحوار آخر مختلف، ولكن المهم أن تركز على الحوار في حد ذاته وليس على استراتيجية الدفاع عن نفسك.

4- اطرح أسئلة للاستفسار عن كل ما لا تفهمه
عند توجيه نقد غامض مثلما يقول لك أحدهم "أشعر أنك لا تحترمني"، عليك أن تسأله عن السبب أو أن يذكر لك مثالًا لموقف قللت فيه من شأنه، فهذا سوف يوضح الأمور بالنسبة لك ويعطي انطباعًا للآخر أنك مهتم بفهم ما يقوله، مع ملاحظة أن يكون سؤالك عن رغبة في الفهم وتوضيح الأمور وليس لمجرد الإجابة السطحية عن سؤال، وتحاول التصرف كمحامي حتى لو كنت محاميًا بالفعل.

5- إيجاد نقطة اتفاق بينكما
ربما تتفق بنسبة 7% مع ما يقوله الشخص الناقد لك، ومع ذلك حاول إيجاد نقطة توافق بينكما، وإن لم تجد نقطة الاتفاق، اشكره على صراحته وقل له أنك ستفكر فيما قاله لك.

6- الاعتذار من جانبك
بهذا الاعتذار أنت تؤكد قدرتك على تحمل المسئولية بدلا من التهرب منها، حتى يتحول النقد من صورة معركة إلى تعاون واحتفظ بأفكارك لوقت آخر.

7- اجعل الناقد يشعر بأنك تهتم بالاستماع لما يقوله وأنك ستفكر فيما يقول
حتى لو لم تجد اتفاقًا أو حلًا للمشكلة، أخبر الطرف الآخر أن رسالته قد وصلت لك، وخذ وقتك لتفهم وجهة نظره.

8- اشكر الشخص الناقد على الإفصاح عن مشاعره
تتطلب العلاقات بين الناس أن نأخذ مثل هذه المبادرة مأخذ الاهتمام والتعبير عن امتناننا في حين يتوقع الشخص الآخر أنك قد تحاول الدفاع عن نفسك، وبهذه الطريقة أنت تثبت للطرف الآخر التزامك ومحافظتك على العلاقة بينكما.

9- بادر بطرح الحوار مرة أخرى
وضح للشخص الناقد لك أنك مستمر في التفكير في وجهة نظره وأنك على استعداد لإعادة طرح المشكلة مرة أخرى؛ كأن تقول له أنك كنت تفكر في محادثتك معه الأسبوع الماضي وأنك مسرور حقا أنه دار بينكما مثل هذا الحوار وتتسائل لو كان هناك المزيد لتعرفه.

10- لا تسمح  بالإهانات
مهما تحملت النقد فلا تسمح لدخول الإساءة أو الإهانة في علاقتك بمن ينتقدك، وتجنبا لصدور خطأ من جانب أحدكما يمكنك اقتراح أن يتوقف الحوار مع إمكانية التحدث في وقت آخر.

11- لا تستمع عندما لا يكون لديك استعداد للاستماع
من الجيد أن تخبر الطرف الآخر أنك على استعداد للاستماع له وأنك تدرك أهمية الحوار، لكنك غير مستعد حاليا لذلك، وإذا رغبت في إنهاء المحادثة اقترح عليه وقتا آخر لاستكمالها فيه كأن تقول له أنك ترغب في استكمال الحوار غدا من أجل الانتباه أكثر لما يقوله.

12- حدد اختلافاتك
عليك أن تخبر من يوجه لك النقد الاختلاف بينكما في رؤية الأشياء بدلا من المبالغة في إظهار استيعابك لما يقوله بطريقة سلمية والاعتذار لمجرد أنك تتجنب الصراع، حتى لو لم يتمكن الشخص الآخر من تفهم وجهة نظرك، فأنت بحاجة للاستماع إلى صوتك الخاص وتقول ما تؤمن به، وبما أن التوقيت أمر هام فعليك الاحتفاظ بوجهة نظرك لحوار آخر عندما تسنح لك الفرصة الأفضل ليتم الاستماع لما تقوله.

وأخيرا، بدلا من التهور عند التعرض لنقد ما والاستمرار الدائم في الدفاع عن وجهة نظرك، عليك التفكير والاستماع للآخر بطريقة مختلفة، وطرح الأسئلة وتوضيح نقاط الخلاف فيما بينكما بأسلوب راق يبين أن كلا منكما يهتم بالصالح ويبذل جهده من أجل تحقيقه على طريقته الخاصة.