أبنة الشيخ عمر بكري تعترف " أبي ليس وحشاً وهذه هي قصتي مع الرقص "

في حوار مثير مع صحيفة "ميل أون صنداي "البريطانية الشهيرة، لم تخفي ياسمين فستق، إبنة الداعية الإسلامي ذو الجذور السورية عمر بكري محمد، حقيقة مشاعرها المضطربة والمختلطة التي مرت بها في أعقاب التقارير التي نشرتها الصحف البريطانية والتي زعمت فيها أنها عملت كراقصة تعر في بارات وحانات العاصمة لندن من أجل كسب المال، وأكدت ياسمين، المنفصلة الآن عن زوجها والأم لثلاثة أطفال، في مجمل حديثها على أن عقيدتها الإسلامية وآراء والدها لا زالت تشكل محورًا مهماً بالنسبة لها. 


وقالت الصحيفة أيضا أنه في الوقت الذي إعترفت فيه ياسمين،27عاماً، بتمردها على أسلوب التربية الحاد الذي نشأت عليه ، إلا أنها أنكرت في الوقت ذاته ما أثير عن عملها كراقصة تعر وتجردها من ملابسها من اجل الحصول على المال، مشيرة  في الوقت ذاته إلى أن هذه الادعاءات كان لها بالغ الأثر في نفسها لدرجة أنها فكرت في الإقدام على الانتحار.

وأضافت ياسمين في حوارها : " منذ عدة أسابيع وأن أقرأ الأكذوبة تلو الأخرى عن نفسي ولعبت تلك التجربة دور كبير في تحطيم معنوياتي وحياتي، وقد وصل بي تفكيري في لحظة من اللحظات بأن أقدم على التخلص من حياتي، لكني أشعر بالعزيمة والقوة الآن ".

وواصلت فستق حديثها قائلة :" عندما كنت صغيرة، كنت أرقص في الملاهي الليلية، لكني لم أتجرد من ملابسي كما أنني لم يسبق لي وأن عملت كراقصة تعر لكي أجتذب الرجال تجاهي.

لذا فقد صدق كثير من الأشخاص ومن بينهم أقربائي وأعضاء من أسرتي ما سمعوه وحاسبوني، لكنهم لم يكونوا يعرفون شيئاً عن الحقيقة.

أنا دائما مسلمة مؤدية – ولا زالت أصلي كل يوم وأصوم رمضان وأحاول أن أعيش حياتي وفقا لتعاليم القرآن الكريم، وهناك بعض الأشياء التي لا يمكنني أن أقدم على فعلها مثل رقص التعر هذا، كل ما فعلته هو أنني كنت أمتع نفسي بنفس الطريقة التي يلجأ إليها كثير من الشباب في بريطانيا، والآن ٌأعاقب على ذلك".

وقالت الصحيفة أنه وعلى الرغم من تنشئتها في صغرها على نظام حياتي صارم يتسم بالعديد من الأجواء المشحونة والمتوترة عند الأطفال الذين يتمزقون في التربية ما بين ثقافتين مختلفتين، إلا أنها عندما تطرقت للحديث عن والدها، لم تصفه بالمتشدد بل على العكس قالت عنه أنه شخصية تتسم بالطيبة والحنية وروح الدعابة أيضا ً، وقالت أنه ببساطة يحاول أن يحمي أولاده من التأثيرات السلبية، شأنه شأن أي أب قلق على أولاده.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأكثر خطفا للأنظار في قصة ياسمين هو أنها لا زالت تحب وتحترم والدها، لدرجة جعلتها تصل لاعتقاد ساذج – على حد قول الصحيفة – بأن التصريحات المتشددة التي تنسب إليه لابد وأنها تنقل عن طريق الخطأ. 
 
وأضافت :" عندما كنت طفلة كنت أدرك أن والدي يمثل قيمة ذات أهمية للمجتمع الإسلامي، لكني لم أكن أعرف ماذا يفعل بالتحديد، وكان حريصاً على ألا يحضر أي أعمال معه إلي المنزل، كما لم يكن يناقشنا فيها. 

كما كانت تصله مكالمات هاتفية بإستمرار لكنه كان يرد عليها في مكان مغلق، وأستطيع أن أجزم على أن هناك شيئا واحدا كنت أعرفه دائما هو انه مؤمن بشدة في الدين، والإسلام كان كل شيء بالنسبة له، وعندما كنا صغارا ً كان كل شيء بالنسبة لنا أيضا.

وواصلت :" لقد كان كذلك أبا حنونا يجعلنا نضحك من خلال الروايات التي كان يسردها لنا عن طفولته ، كما كان يصر على أن تناول وجبات الإفطار والغذاء والعشاء سويا طالما كنا جميعا في المنزل، وكنا نتحدث دائما عن أمور عادية مثل مدارسنا وما نخطط لفعله في حياتنا اليومية، كما يؤكد علينا قبل أي شيء أن نكون مسلمين صالحين، كما لم يسبق له وأن أشركنا في وجهات نظره السياسية – أعتقد أنه كان يريدنا أن نكونها من تلقاء أنفسنا، كما أنه لم يكن يضربنا أو يوبخنا عند ارتكابنا لأي خطأ. ولم أكن أخاف منه ".

ثم انتقلت في حديثها لتلقي بالضوء بعض الشيء على قصة زوجها من معلم فنون القتال ذوي الأصول التركية – القبرصية لتؤكد على أنها تعرفت عليه من خلال شقيقها ، حيث كان صديقا له ومن ثم تطورت العلاقة بينهما حتي تزوجا لأنها كما تقول كانا على علاقة حب، ثم أنجبت منه وولد وبنت وهي لا تزال في عامها الثامن عشر واعترفت بأن عدم التزام زوجها دينيا كان سببا في تحررها تدريجيا، حيث بدأت تشتري الملابس الضيقة المسايرة لأحدث خطوط الموضة كما بدأت تضع الماكياج، ثم بدأت تعمل لبعض الوقت بأحد صالات الجيم كمدربة لياقة.

واعترفت في الوقت ذاته بأنه لم يسبق لها وأن تناولت مواد كحولية لكنها لم تخفي أيضا ولعها بالرقص وقالت :" كنت أشعر بالذنب عند ذهابي للملاهي الليلة في البداية لأني أعرف أن مثل هذه الأماكن من الأماكن التي يكرها والدي كثيرا ً، لكني كنت أشعر بأني لم أعش مرحلة المراهقة بشكل طبيعي لذا كنت أحاول أن أعوضها، ولا أنكر أني وضعت أراء أبي وأمي خلفي وحاولت أن أسعد نفسي، بعدها بدأت أمارس الرقص في الملاهي الليلية في لندن لبضعة ساعات قليلة ليلة واحدة كل أسبوع، وسبق لي أن رقصت في ملاهي كبيرة مثل "اكوينوكس" و "هيبودروم" في ميدان ليسيستر، حيث كنت أقف على منصة أو مسرح، ومع هذا فلم أتجرد من ملابسي وقد كنت أرقص في الملاهي الليلية التقليدية وليست تلك المخصصة للنبلاء ".