ممارسي اليوجا .. هدف جديد لمصممي الموضة

عارضة التسعينات «السوبر» كيرستي تورلينغتون هي أشهر من بدأ هذه الموجة، عندما اعتزلت منصات الأزياء وركزت على تصميم وترويج ماركتها الخاصة بملابس اليوغا
عارضة التسعينات «السوبر» كيرستي تورلينغتون هي أشهر من بدأ هذه الموجة، عندما اعتزلت منصات الأزياء وركزت على تصميم وترويج ماركتها الخاصة بملابس اليوغا

من منا لم يتعرض يوما لضغوط في حياته اليومية، إما بسبب ظروف العمل أو بسبب تشابك العلاقات أو السعي المستمر لتلبية احتياجاته الشخصية والأسرية ؟ ومن منا لم ينشد في خضم إيقاع الحياة المتسارع والمستنزف للطاقة، قدرا من السلام والهدوء ؟.


في رأي لوتس هيرتل، وهو إخصائي نفساني بالرابطة الألمانية لسلامة الصحة بمدينة ديسلدورف، ان ممارسة اليوغا يمكن ان تحقق كل هذه الأمور وخلال دقائق معدودة إذا طبقت بشكل جيد وصحيح. ليس هذا فحسب، بل يؤكد أن مفعولها إيجابي ومضاد ناجع للمتاعب عموما، حسبما صرح به لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب. أ»: «إننا نرى قيمة إضافية كبيرة في اليوغا بشكل يفوق التدليك، مثلا، لأنك عند ممارستها تصبح نشطا أكثر، كما تحصل على نتائج تدوم مدة اطول».

هذا وأشارت الدراسات التي أجرتها الرابطة الألمانية لأطباء الأمراض الباطنية بمدينة فيسبادن إلى أن التأمل المصحوب بأساليب التنفس الصحيحة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على ضغط الدم المنخفض والمرتفع. كما أنه، وبالإضافة إلى الفوائد البدنية، يمكن أن يؤثر أيضا على التوازن الروحي للإنسان. ويقول جيرهارد تايمير من الجمعية الألمانية للطب البديل في هانوفر إن التأمل يعني حرفيا اتخاذ خطوات لتكييف النفس وفقا للظروف والأوضاع الواقعية. بعبارة اخرى، ما يناسب كل شخص وأسلوب حياته وشخصياته، ومن هنا علينا أن نتساءل عن أفضل شيء نحب القيام به لضمان المداومة عليه، لا سيما ان هناك طرقا متنوعة تتناسب مع احتياجات وقدرات كل واحد.

فالتأمل الذهني والصوتي، مثلا، يعملان عن طريق استخدام الصوت والكلام، أما الكيجونج، وهو فن صيني للعلاج وتحسين الصحة، فيمزج بين ضبط التنفس والحركة والتأمل إلى جانب أساليب معينة من اليوغا، وبالتالي يناسب الأشخاص الذين يحبون الحركة. وتوضح أنكي ريبتجي، من الرابطة الألمانية لمعلمي اليوغا بمدينة جوتنجن، أن اليوغا ليست معنية فقط بتحريك الجسم ولكنها أيضا من أشكال التعرف على الذات الذي يحدث تكاملا بين التنفس والوعي الجسدي بالذهن أو روح الجسد، وهي مناسبة لكل الأشخاص. تشرح: «في اليوغا نقوم بتدريب الحالة البدنية استعدادا لمرحلة التأمل، وذلك من خلال الجلوس الساكن لبعض الوقت. فالتأمل هنا هو التحرر، بينما تعد اليوغا طريقة لاستكشاف الذات، وفي النهاية نجعل الأمور تسير بشكل طبيعي».

وتجدر الإشارة إلى أن الوقت، الذي يجب على الممارس ان يستغرقه، تختلف حسب الطاقة، ففي البداية تكفي عشر دقائق يوميا على ان تزيد حسب الرغبة والقدرة. لكن المهم هو تعويد النفس على الأمر بعد البدء فيه، وعدم الضغط عليها بشكل يُنفر منه ويجعله مملا، لأن الفكرة هي ان تستمتع به ولا تشعر بأنك مجبر على ممارسته، وتأكد ان نتائج دقيقتين افضل من ساعتين لا يكون فيهما الشخص مركزا أو سعيدا بما يقوم به. وهذا ما تشير إليه ريبتجي بقولها: «أن الأشخاص الذين لا يغيرون عاداتهم الحياتية اليومية وطريقة تفكيرهم لا تجديهم أي يوغا او تأمل في الحصول على الهدوء الداخلي مهما كان عدد الساعات التي يقضونها في ممارستهما».

ورغم ان الغرض الأساسي من ممارسة اليوغا هو تحقيق التناغم بين الجسم والعقل والروح، غير أن العديد من ممارسيها اليوم باتوا يريدون ان يشمل هذا التناغم مظهرهم ايضا، رافعين شعار الذهن السليم في الجسم السليم. وهذا ما أدركته شركات الملابس الرياضية التي تسابقت على طرح ملابس تلبي رغبات واذواق هذه الشريحة من الناس. فالوقت الذي كانت فيه أي قطعة رياضية تفي بالغرض المطلوب، ما دامت مريحة، قد ولى سواء تعلق الأمر باليوغا او بغيرها من الرياضات.

ولعل عارضة التسعينات «السوبر» كيرستي تورلينغتون، هي أشهر من بدأ هذه الموجة، عندما اعتزلت منصات الأزياء وركزت على تصميم وترويج ماركتها الخاصة بملابس اليوغا.

وما إن نجحت الفكرة حتى تلقفتها الشركات الرياضية المتخصصة، وعلى رأسها «أديداس» التي قدمت لموسم الخريف والشتاء من هذا العام خطوطا جديدة من شأنها ان تدخل أي واحد منا نادي اليوغا. رينبو مارس، مدربة يوغا متمرسة، تؤكد بأن ارتداء الملابس المناسبة يؤثر بالإيجاب على حالة صاحبها الذهنية في ذلك الوقت بالتحديد.

ويذكر ان رينبو اختيرت من قبل «أديداس» لتكون سفيرة مجموعتها النسائية، وعملت معها على تطوير أفكار لمنتجات مبتكرة، تشمل ملابس وأحذية وغيرها. وأهم ما يميز مجموعة «أديداس» الجديدة ألوانها الطبيعية، مع ظلال من الألوان الرمادية المعدنية والأخضر والأزرق، وما شابه من الوان مماثلة تعكس الأجواء التي تتطلبها ممارسة هذا النشاط من هدوء وسكينة. من جهتها، اختارت شركة «بوما» درجات فاتحة وغامقة من اللون الأزرق، بينما فضلت «نايكي» التنويع. فبعض القطع العلوية مثلا غلب عليها الأحمر الغامق ودرجات الأزرق والأخضر المختلفة، فضلا عن القرمزي الناصع الممزوج بالأسود أو الأبيض.

ويشير أمبيكا إيبيانو وهو مدرب لليوجا في مدينة كولونيا لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب. أ» أن الألوان الترابية أصبحت رائجة بشكل خاص، من دون ان تختفي الوان اخرى مثل الأحمر الداكن ولون نبات العليق والأسود.

أما من حيث التصميم، فإن قطع الجزء الأعلى من الجانب تتميز عن غيرها بأن تكون ضيقة إلى حد ما، فيما تكون السراويل فضفاضة بشكل أكبر من تلك التي تستعمل لممارسة الإيروبكس أو المشي السريع. ويضيف إيبيانو إلى أن السراويل ذات الوسط الواسع التي يمكن ثنيها وتتسع عند أسفل الساق تدريجيا هي المفضلة حاليا، إلى جانب تصميمات قصيرة تغطي نصف الساق مع وسط مرتفع.

وتنصح أنكه ريبتيجي، الأشخاص الذين يريدون شراء ملابس لممارسة اليوغا التأكد من أنها ليست ضيقة جدا، وألا تكون السراويل طويلة بشكل يعيق الحركة ويتسبب في السقوط وما شابه من مشكلات. وتشير إلى أن اهم ما في هذه الملابس هي ان تكون مريحة وأن تكون مصنوعة من القطن.