تطور علمي كبير .. إصلاح إصابات الحبل الشوكي بخلايا الأنف

يعتبر النسيج العصبي الشمي الموجود في الأنف نوع نسيجي فريد من نوعه لأنه المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يحدث فيه عملية استبدال دائمة للخلايا العصبية طوال الحياة
يعتبر النسيج العصبي الشمي الموجود في الأنف نوع نسيجي فريد من نوعه لأنه المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يحدث فيه عملية استبدال دائمة للخلايا العصبية طوال الحياة

في واحدة من أكثر الدراسات البحثية تقدمًا على الصعيدين العلمي والطبي ، ليس فقط لحجم الإنجاز الكشفي الذي تم التوصل إليه، إنما للأمل الكبير والكبير جدًا  الذي ستقدمه نتائج هذه الدراسة لهؤلاء المرضى الذين فقدوا الحركة والقدرة على التنقل وظلوا مقعدي الفراش نتيجة لإصابتهم بالشلل بسبب تعرضهم للإصابة في منطقة الحبل الشوكي، كشف باحثون من نيوزيلاندا عن أنهم توصلوا لطريقة علاجية جديدة سوف تمكنهم من إصلاح إصابات الحبل الشوكي باستخدام خلايا من أنف المرضى المصابين.


وذكرت تقارير صحافية أن اللجنة الأخلاقية بوزارة الصحة النيوزيلندية صادقت على التطبيق العلاجي الجديد الذي تقدمت به جمعية الحبل الشوكي، وهو التطبيق الذي سيفتح الباب أمام إخضاعه لتجربة سريرية تشتمل على 12 مريض.

وأكدت نويلا فاليز، رئيس الجمعية، أنه لا يوجد أي نقص في عدد المتطوعين المستعدين للاشتراك في هذه التجربة، وأضافت :" سافر بعض المصابين بالفعل خارج بلادهم وهم محبطون من أنه لن يتمكنوا من الخضوع لهذه التجربة العلاجية هنا ".

هذا وقد قام مدير الأبحاث "جيم فائد" ، الذي يترأس معمل جمعية الحبل الشوكي بجامعة أوتاغو النيوزيلندية بالتعاون مع سائر زملائه من الباحثين بالتركيز على نوعين واعدين من الخلايا: احدهما نوع للخلايا الجذعية البالغة التي يتم استخلاصها من نخاع العظام الخاص بالمريض. ومع هذا، فالباحثون على وشك بدء التجارب باستخدام الخلايا العصبية الشمية من أنف المريض، ومن ثم حقنهم في الحبل الشوكي التالف.

وقال دكتور فائد :" يعتبر النسيج العصبي الشمي الموجود في الأنف نوع نسيجي فريد من نوعه لأنه المكان الوحيد في جسم الإنسان الذي يحدث فيه عملية استبدال دائمة للخلايا العصبية طوال الحياة. وهناك رأي طبي متنامي القوة يفيد بأن هذه الخلايا يمكنها أن تساعد في التغلب علي الحواجز التي تمنع الخلايا العصبية التي تتجدد بعد إصابة الحبل الشوكي بأتلاف ".  وأشارت الدراسة إلى أن النسيج الأنفي يقوم بدور " الخلايا الممرضة " ، حيث تقوم بتوفير هرمون عامل النمو للخلايا العصبية، وتمكينها من صنع وصلات مفيدة.

وبرغم تطبيق تلك الدراسة من الناحية العملية على مجموعة من حيوانات التجارب، إلا أنها لم تطبق علي العنصر البشري سوى مرة واحدة في البرتغال ، ما جعل الباحثين في نيوزيلندا يقدمون على الاتصال بالباحثين الذين قاموا بإجراء الدراسة في البرتغال ، وكان الحديث مع باحث الأمراض العصبية كارلوس ليما، الرائد في هذه التجربة المثيرة. أما عن نتائج التجارب التي أجريت، فقال دكتور فائد أن بعض المرضي أصيبوا ببعض الآثار الجانبية لكن عددهم كان قليل ويمكن التحكم فيها كما لم تتسبب تلك التجربة في وفاة أي منهم.