حذارٍ من شرب الماء بإفراط

"الماء هو الحياة"، هذا ما اعتدنا قوله، وهو قول صحيح، إذ أن الماء يشكل أكثر من 70 في المئة من أجسادنا، حيث ينصح الأطباء عادة بشرب ما بين  ستة وثمانية أكواب من الماء يومياً لزيادة القدرة على التركيز ومنح الجسم الطاقة الكافية للقيام بمختلف النشاطات اليومية، والتخلص من السموم، لكن، ماذا لو تجاوز المرء الحد المسموح به في شرب الماء؟، الإجابة ربما تكون صادمة للبعض.

نعم، الإفراط في شرب الماء يؤدي إلى"تسمم الماء"، فتناول كميات كبيرة منه خلال مدة زمنية قصيرة، يسبب عجزاً في عمل الكليتين، بحيث لا تستطيع تصفية كل الكمية أو التخلص من الماء الزائد عن الحاجة، ما يتسبب في انخفاض معدل الأملاح في الدم، وبعدها يحدث تورم في الدماغ.

مشكلات صحية
ومن المشكلات الصحية التي يكون الإفراط في شرب الماء سبباً فيها، ذكر المصدر نفسه أن أهمها "كثرة التعرق"، إذ توجد علاقة وطيدة بين استهلاك كميات كبيرة من الماء وفرط التعرق، حيث يضطر الجسم إلى إخراج هذه الكميات من المياه عبر التعرق، ومع بعض الأشخاص تتعقد الأمور ويضطرون لإجراء عمليات جراحية قصد إزالة غدد العرق.


ومن سلبيات الإفراط في شرب الماء الشعور بالأرق، فتناول الكثير من الماء، بخاصة في الفترات المسائية، يسبب اضطرابات في دورة النوم.
ولهذا الأمر تفسير علمي، فقبل النوم يفرز الدماغ هرموناً يبطئ عمل الكليتين لتقليل الحاجة إلى التبول، لكن شرب الكثير من الماء يبطل عمل هذا الهرمون، فتعمل الكليتان بكامل طاقتهما، وتمتلئ المثانة ويستيقظ الفرد مرات عدة، ولأجل ذلك، على المصابين بالأرق التوقف عن تناول الماء لمدة ثلاث ساعات قبل موعد النوم.

لا تتجاوز هذه الكمية
وإذا كانت الكمية المنصوح بها لتران تقريباً للشخص البالغ، فما الكمية التي لا يجب تجاوزها حتى لا يصاب الإنسان بتسمم الماء؟

هذا السؤال أجاب عنه تقرير نشره موقع شبكة "آر تي إل" الألمانية، حيث أشار إلى أن تناول من أربعة إلى خمسة ليترات من الماء يومياً يؤدي لمخاطر صحية، وأن تناول أكثر من سبعة لترات يمكن أن يؤدي إلى "التسمم المائي"، وعليه لا يجب المبالغة في شرب الماء حتى في أيام الحر الشديد، لأن الإفراط في تناول الماء يؤدي إلى التخفيف الحاد لتركيز الدم وتراجع معدل الصوديوم في الجسم.

في هذا الشأن، تنصح الجمعية الألمانية للتغذية بشرب ليتر ونصف من الماء في اليوم، مع إمكانية مضاعفة الكمية إلى ثلاثة ليترات بالنسبة للأشخاص الذي يمارسون أعمالاً بدنية مجهدة، أو في أيام الحر الشديد.

وتجدر الإشارة إلى أن السوائل الموجودة في الخضراوات والفواكه تغطي جزءاً مهماً من حاجة الجسم للماء، فالإكثار من تناول الخضر والفاكهة يغطي نحو ليتر من الاحتياجات اليومية من الماء، وفقاً للتقرير نفسه.

الماء البارد
تناول الماء البارد أيضاً له سلبيات على الجسم، حيث يسبب اضطرابات في حرارة الجسم الداخلية. ومن أجل إعادة درجة الحرارة إلى وضعها الطبيعي، يلجأ الجسم إلى العناصر الغذائية المخزنة، ما يسبب الإرهاق والتعب، كما أن شرب الماء البارد مع وجبات الطعام يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم، ويزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب الحلق ونزلات البرد، وبعض الأمراض التنفسية.