علاجات قديمة ومجنوعة كانت تستخدم لمحاربة الأنفلونزا

للقدماء عادات نراها غريبة جدا ومفزعة في بعض الأحيان لعلاج الكثير من الأمراض، وهنا سنتعرف على بعض العلاجات الغريبة والتي يمكن أن نطلق عليها المجنونة أيضا لعلاج مرض من أهم أمراض الشتاء وهو الأنفلونزا.


- الفلفل الأحمر الحار
بظهور وباء الأنفلونزا الأسباني عام 1918 ظهرت معه العديد من العلاجات الطبية، فقد كانت الأنفلونزا مرضًا مخيفًا ولم يكن له مصل فيما مضى، وعلى الأقل كانت الوصفات المنزلية في المجتمع الأمريكي على سبيل المثال تمنح المرضى بعض التحكم والتوازن عند ظهور المرض، ففي شيكاغو كانت الأسر تغلق جميع النوافذ والأبواب وتغلي الفلفل الأحمر الحار للسيطرة على الفيروس.

وفي ولاية لويزيانا أوصى مستشاري أحد المستشفيات باستخدام لحاف مصنوع من الشيح ومخيط بين طبقات من الفانيلا ثم يغمر في الخل الساخن.

ومن أكثر طرق الوقاية المثيرة للتساؤل والجدل هي ارتداء اللون الأحمر حيث قال بعض القداماء أن فيروس الأنفلونزا لا يحبه، حتى أن بعض الأمريكان أخبر خبراء الخدمات الصحية أن لف شريط أحمر حول الصدر يحمي من الأنفلونزا؛ لأنها مثل الشيطان والشيطان لايمكنه العمل مع وجود اللون الأحمر.

شرائح البصل
عندما كان يصاب أحد أفراد الأسرة بالأنفلونزا تنتقل العدوى إلى باقي الأفراد في وقت قصير أيضا، ولمحاولة منع ذلك، كانت تقوم بعض الأسر بتقطيع البصل شرائح ووضعها حول المنزل، فقد كانوا يعتقدون أن البصل سيمتص الفيروس ويحمي الآخرين من الإصابة به، ولسوء الحظ نعلم جيدا أنها ليست الطريقة التي يعمل بها فيروس الأنفلونزا، وقد ذكرت مؤسسة البصل المحلية أن هذه الطريقة كانت تستخدم كوسيلة لقياس مرض الطاعون فيما مضى، لكنها غير مناسبة لعصرنا الحالي.

إراقة الدم
لأكثر من 2.000 عام مضى كانت إراقة الدم تستخدم لمعالجة سلسلة من الأمراض بدءًا بالأنفلونزا وحتى أمراض القلق والطاقة السلبية والشياطين، وعند الرغبة في معالجة الأنفلونزا كانت النظرية بسيطة وهي: بتصفية الدم من الجسم تخرج منه السموم وبالتالي يخرج معها المرض ويستطيع الأطباء علاج المريض مما يؤلمه، ولم تؤد هذه الطريقة الغرض بل إنها في واقع الأمر تسببت في قتل العديد من الناس من بينهم أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطن، ومع ذلك ظل البعض من كبار السن يستخدمها حتى عام 1920 وفترة العشرينات كلها.

العلاجات الملينة للأمعاء
لو كانت إراقة الدماء وسيلة لإخراج المرض والسموم من الجسم، فقد كانت الملينات الشيء التالي الأفضل والأسهل، ويكون بشرب بعض الملين على الريق كل صباح ليساعد على التخلص من برد الشتاء والأنفلونزا، ولسوء الحظ  كانت العديد من الملينات خلال تلك الفترة مصنوعة من مكونات سامة تسبب الإصابة بالسرطان وهي الفينول فثالين والزئبق السام.

الويسكي
في مايو من عام 1941 نشرت مقالة اقترحت أن الويسكي أحد أرخص وأفضل مسكنات الألم التي عرفها الإنسان، وقد أشار الكاتب أنه بالرغم من فعاليتها فقد توقف الأطباء عن وصفها لاعتبارات أخلاقية ومعنوية، وطبقا لدراسة أجريت في ذلك الوقت وُجد أن استخدام أوقيتان من الكحول الذي يحتوي على 95% من حبوب الكحول في زجاجة من البيرة يمكن أن يرفع بداية الألم بنسبة 45% لمدة ساعتين، وقبل أن تقرر تجربة هذا العلاج بنفسك، تذكر أن الويسكي يسبب اضطراب النوم والنوم من أهم الأشياء التي يحتاجها الجسم خلال فترة المرض، كما أنه لا يجب أيضا مزج الكحوليات مع أي نوع من العلاجات.

استنشاق الدخان
خلال عام 1918 حين كان وباء الأنفلونزا منتشرًا لاحظت مجموعة من القرويين الإنجليز أن العاملين الذين يتعرضون للغازات الضارة تقل لديهم معدلات الإصابة بالأنفلونزا، وبسبب هذا الارتباط كان العديد من الآباء يقومون بأخذ أطفالهم لأقرب منطقة صناعية بدلا من أخذهم للطبيب، وقد قرر أحد المسئولين الصحيين في ذلك الوقت بالتحقيق في هذا الادعاء، ووجد أن المعدلات العامة للأنفلونزا كانت 40%.

وفي مصنع للقصدير المحلي حيث كان العاملون يتعرضون لحمض النتريك  كانت نسبة الإصابة بالنفلونزا 11%، ولو استنشق هؤلاء العاملون البارود تنخفض نسبة الإصابة إلى 5%، لكن أحد الأطباء صرح أن العلاقة بين استنشاق الدخان والأنفلونزا لا يمكن أن تثبت السبب والتأثير وأن استنشاق الأدخنة الكيميائية السامة ليس علاجا لأي شيء.

مادة الكينين القلوية
تصنع هذه المادة من لحاء شجرة الكينا الموجودة في جنوب أفريقيا، ويتم استخدامها منذ قرون بواسطة السكان الأصليين لعلاج الملاريا ومازالت تستخدم حتى الآن، وتم إحضارها لأوروبا في منتصف القرن السابع عشر ومازالت تثبت فاعليتها في تقليل الحمى المرتبطة بالملاريا، وخلال وباء الأنفلونزا الأسبانية عام 1981 حاول الأطباء استخدامها للقضاء على الحمى المرتبطة بالأنفونزا، لكن لسوء الحظ لم تنجح هذه الطريقة، ويرجع السبب في قدرة الكينين على خفض حمى الملاريا أنها تعالج الملاريا فعليا بواسطة مهاجمة الطفيليات المسببة لها لكن هذا العلاج يعتبر عديم الفائدة عند استخدامه للأنفلونزا.

الحقن الشرجية
هذه الطريقة شبيهة بإراقة الدم والملينات حيث كان القدماء يعتقدون أن الحقن الشرجية وسيلة أخرى استخدمها الأطباء لعلاج الأنفلونزا في القرن التاسع عشر، وفي حالة واحدة عام 1936 أجرى 7 حقن شرجية خلال ثلاثة أسابيع وكذلك استخدم نوعين مختلفين من الملينات ومقدار من العلاجات الأخرى.

حساء الدجاج
يرجع استخدام هذا العلاج القديم والمدهش أنه يعمل في عام 1978، حين طلب أخصائيو الجهاز التنفسي من متطوعين اختيار شرب الماء إما ساخنًا أو باردًا أو حساء الدجاج الساخن، ثم قاموا بقياس التغيرات في حالة الاحتقان، ووجد الأطباء أنه بالرغم من أن الماء الساخن ساعد على التخلص من الاحتقان، إلا أن الحساء الساخن عمل بشكل أفضل، ومازلنا حتى الآن لا نعلم السبب، لكن منذ فترة السبعينيات تم تكرار النتائج مرارا وتكرارا.