حقيقة شائعة العدس المسرطن فى الأسواق

حقيقة شائعة العدس المسرطن فى الأسواق
حقيقة شائعة العدس المسرطن فى الأسواق

انتشرت خلال الفترة الماضية شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد انتشار العدس الأصفر المسرطن في الأسواق ونشرت هذه المواقع مجموعة كبيرة من الفيديوهات لتؤكد هذه الشائعة ومن خلالها يتم إجراء اختبار للعدس قبل الطهي عن طريق غلى ملعقة صغيرة من العدس في كمية قليلة من الماء فيخرج منه نبتة صغيرة تشبه الفول النابت وأكدت هذه الفيديوهات أن هذا العدس به دود مسرطن.


وردا على هذه الشائعة يحدثنا الدكتور محمود إبراهيم عبد المحسن رئيس قسم المحاصيل الزراعية والبقوليات بمركز البحوث الزراعية قائلا هذا الكلام عار تماما من الصحة فالعدس محصول بعلى لا يروى إلا مرة واحدة عند زراعته ومحاصيل العدس لا تصاب بالدود بل قد يحدث لها تسوس ناتج عن سوء التخزين وإذا دخلت السوسة حبة العدس تُحدث بها ندبا صغيرا ولا شك أن العدس حينما يدخل النار يتغير لونه إلى اللون الكريمى ومحصول العدس في مصر مستورد وكافة المحاصيل المستوردة لا تدخل البلاد إلا بعد الكشف من الحجر الزراعي في الموانئ والمطارات المختلفة وأي شحنة يتم الشك فيها لا تدخل البلاد.

ويتساءل الدكتور محمود عبد المحسن كيف للعدس أن يصاب بالسرطان فالسرطان عبارة عن فيروس يهاجم الجسم فيسبب انقساما في الخلايا وهذا مستحيل في محصول العدس مما يؤكد كذب هذه الشائعات من الناحية العلمية.

ويرى الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أن خروج هذه النبتة من العدس يعني أن العدس به رطوبة وهذا الإنبات يخرج الفوائد الغذائية من حبة العدس فالبقوليات كالعدس والفول والفاصوليا والحلبة مفيدة جدا للصحة وإذا حدث إنبات لحبة العدس هذا معناه تحول البروتين الموجود بالعدس إلى مواد بسيطة يسهل للجسم الاستفادة منها.

وردا على شائعة العدس المسرطن يرى الدكتور فوزي الشوبكي استحالة إصابة المواد الغذائية بالسرطان لكن لو حدث نوع من سوء التخزين قد ينمو على البقوليات نوع من الفطريات الضارة التي تفرز سموما تسمى بالسموم الفطرية وهذه السموم تسبب الكثير من المشاكل الصحية داخل الجسم وإذا استمر الإنسان في تناول هذه المواد فإنه يحدث نوع من الارتباط بينها وبين الحمض النووي في الجسم فيتغير سلوك الخلية وقد يحدث السرطان ولذلك ينصح الدكتور فوزي الشوبكي عند شراء العدس أو غيره من البقوليات بأنه يجب شراء الحبة السليمة ذات اللون الصافي ونتفحصها جيدا حتى لا تكون مصابة بأي فطريات وإذا وجدنا أي تغير في لون الحبة لا يتم شراؤها.

 وعن طريقة حفظه يقول ويمكن حفظ العدس في حاويات محكمة الغلق بمكان بارد، جاف، ومُظلم، يمكن حفظ العدس بهذه الطريقة حتى 12 شهرًا. 

وتكمل الدكتورة ماجدة أمام أستاذ التغذية بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان  الحوار السابق قائلة العدس من المحاصيل التي قد يحدث لها تسوس وحينما يدخل العدس النار يحدث له نتوء صغير من الجنب ثم يتم تسوية العدس ولذلك ننصح بأن يتم نقع جميع البقوليات في الماء من ساعتين إلى ست ساعات حتى تتخلص من المواد الضارة بها ثم يتم طهي العدس فالعدس من المواد الغذائية المفيدة جدا للجسم حيث ترتفع فيه نسبة البروتين النباتي المفيد لصحة الإنسان خاصة أنه يتم طهيه بإضافة حبة بطاطس مع جزر مع طماطم مع مادة دهنية مما يزيد من قيمته الغذائية.

وتكمل الدكتورة ماجدة أمام أن العدس المجفف يتكون من حوالي 8 ٪ ماء و 26 ٪ بروتين و 63 ٪ من الكربوهيدرات و 42 إلى 47٪ من النشا.  وهو محملة بالمعادن كما أنه مصدر جيد بشكل خاص للماغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والفوسفور. السمة المميزة لحبة العدس أنها عالية في الأحماض الأمينية الأساسية التي تسمى الليثين، والتي تكون الحبوب الأخرى منخفضة في المحتوى ومع ذلك تفتقر إلى حمض تريبتوفان آخر من الأحماض الأمينية الأساسية، لذلك تأكد من الحصول على مصادر من اللحوم أو غيرها من الحبوب فحوالي ربع كوب من العدس المجفف يحتوي على حوالي 180 سعرا حراريا، 11 جراما من البروتين، أقل من 1 جرام من الدهون، 32 جرامًا من الكربوهيدرات الكلية، 1 جرام من السكر و19 جرامًا من الألياف.  مج من الماغنيسيوم، و105  ملجرامات من الفوسفور،  و 480 ملج من البوتاسيوم و 1.5 ملج من الزنك ولهذا فهو غذاء مفيد جدا في الشتاء ولا يجب أن ننظر لهذه الشائعات.