باحثون يكشفون وجود علاقة بين البدانة وعقم الرجال

ذكرت دراسة طبية جديدة أن الرجال الذين لديهم ارتفاع في "مؤشر كتلة الجسم" هم أكثر عرضة لعدم الإنجاب من أولئك الذين يتمتعون بأوزان طبيعية.


 ويستخدم "مؤشر كتلة الجسم" بشكل عام في تقييم وزن الشخص بالنسبة لطوله وحالته الصحية، ويحسب بقسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالأمتار. ويعتبر وزن الشخص طبيعيا وصحته جيدة، إذا تراوحت قيمة المؤشر بين 18.5 و24.9.

 أجرى الدراسة فريق بحث من المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية التابع لمعاهد الصحة القومية الأميركية التي أصدرت خلاصة للدراسة. ونشرت الدراسة بعدد هذا الشهر من مجلة "علم الأوبئة".

 مركو سولمين المؤلف الرئيس للدراسة قال إن معطياتها تشير إلى أن زيادة 9 كغم في وزن رجل تزيد احتمال إصابته بالعقم بنسبة 10%.

 درس الباحثون حالات أشخاص مشاركين في "دراسة الصحة الزراعية" وهو مشروع كبير بدأ منذ  العام 1993، لدراسة العوامل المؤثرة في صحة المزارعين وأسرهم في المجتمعات الزراعية.

 وتشير الدكتورة دونا بيرد خبيرة الأوبئة في معهد علوم الصحة البيئية، إلى أن النساء البدينات أو زائدات الوزن يجدن صعوبة أكبر في حدوث الحمل مقارنة بالنساء ذوات الوزن الطبيعي. ولكن دور البدانة أو زيادة الوزن في عقم الرجال لم يتم دراسته من قبل.

 "وجد الباحثون "مؤشر كتلة الجسم" عاملا مستقلا-غير معتمد على عوامل أخرى- في زيادة مخاطر العقم لدى الرجال"

استبيانات ومعلومات
حصل الباحثون على البيانات الخاصة بالعقم ومؤشر كتلة الجسم من 1468 مزارعا وزوجاتهم، حيث أجاب الرجال على أسئلة استبيانات لدى انضمامهم لمشروع "دراسة الصحة الزراعية"، بينما أجابت الزوجات على استبيانات حول صحة الأسرة، وضمت معلومات حول التاريخ الإنجابي لكل زوج وزوجة.

 وفيما قدم الرجال معلومات حول أوزانهم وأطوالهم في إجابات الاستبيان عن صحتهم, اقتصر التحليل على الأزواج والزوجات الذين حاولوا تحقيق الحمل خلال السنوات الأربع السابقة على المشاركة في مشروع الدراسة، وبحيث لا يزيد سن الزوجات على 40 عاما.

 قسم الباحثون الأزواج والزوجات إلى مجموعتين عقيمة وخصبة، الأولى مكونة من الأزواج والزوجات الذين حاولوا وفشلوا في تحقيق حمل خلال أكثر من سنة، والثانية مكونة من الأزواج والزوجات الذين حاولوا ونجحوا في تحقيق الحمل خلال سنة واحدة.

 كانت أعمار معظم الأزواج والزوجات أكثر من 30 سنة. وقد شهدت نسبة 28% من الأزواج والزوجات حالات عقم أو إخفاق في حدوث الحمل.

عامل الوزن
وجد الباحثون "مؤشر كتلة الجسم" عاملا مستقلا -غير معتمد على عوامل أخرى- في زيادة مخاطر العقم لدى الرجال. وقد احتسب الباحثون في تقييم هذه المخاطر دور العوامل الأخرى المؤثرة في خصوبة الزوجين كمؤشر كتلة جسم الزوجة والسن والتدخين واستهلاك الكحول والتعرض لكيمياويات المنظفات والمبيدات الحشرية.

 "هناك زيادة في مخاطر عقم الرجال تتناسب مع الزيادة في مؤشر كتلة الجسم"

   عوامل أخرى
بعد اعتبار هذه العوامل الإضافية، وجد الباحثون أن هناك زيادة في مخاطر عقم الرجال تتناسب مع الزيادة في مؤشر كتلة الجسم، وتصل المخاطر إلى الضعف لدى الرجال البدناء.

 وعندما صنف الباحثون عينة الرجال المشاركين إلى مجموعتين متساويتي العدد، ولكن وفقا للسن، وجدوا أن مؤشر كتلة الجسم هو أيضا عامل في زيادة مخاطر حدوث العقم في كلتا المجموعتين الأكبر سنا والأحدث سنا.


بيد أن الباحثين لم يحصلوا على بيانات حول معدلات حدوث المعاشرة الزوجية، إذ من الممكن أن تكون بدانة أو زيادة وزن الرجال سببا في تقليل حدوث المعاشرة مقارنة بالرجال ذوي الوزن الطبيعي، ما قد يؤثر على الخصوبة.

 وكانت دراسة أخرى أجريت مؤخرا قد نظرت في خصائص السائل المنوي بحيث تظهر انخفاض نوعيته لدى الرجال البدناء وزائدي الأوزان كما تظهر الفروقات الهرمونية.

 يؤمل من هذه الدراسة أن تزيد مستوى الوعي بمشكلة البدانة وزيادة الوزن لدى الرجال ومكافحتها للوصول إلى حالة صحية جيدة عموما، وصحة إنجابية طبيعية.