الحمل بعد سن الـ 35 له مخاطره .. ولكن !!

المشاكل الصحية أثناء الحمل ومنها (ارتفاع ضغط الدم والسكري اثناء الحمل...) هي أكثر شيوعا مع التقدم في السن ويكون الشعور بالتعب أكثر وكذلك مخاطر حدوث الولادة المبكرة والإجهاض أعلى أيضا
المشاكل الصحية أثناء الحمل ومنها (ارتفاع ضغط الدم والسكري اثناء الحمل...) هي أكثر شيوعا مع التقدم في السن ويكون الشعور بالتعب أكثر وكذلك مخاطر حدوث الولادة المبكرة والإجهاض أعلى أيضا

حين تقترب المرأة من سن الأربعين وتنخرط في الحمل سواء في طفلها الأول أو من أجل توسيع نطاق الأسرة، غالبا ما تشعر بالذنب حيال ردود الفعل وآراء المحيطين بها، وبالرغم من ذلك، فالحمل في سن متأخر أصبح أكثر عددا، وحين تتم متابعته بشكل صحيح  فإنه يسير على نحو جيد.


وتعد مرحلة الحمل مهمة جداً بالنسبة للسيدة، لولادة طفل سليم، وحمل السيدة فى سن متقدمة، يترتب عليه العديد من الأمور المتعلقة بصحتها وصحة جنينها، حيثُ يتبع تقدم العمر ضعف فى الأداء الوظيفى لأجهزة الجسم المختلفة، ومنها القدرة الإنجابية، وقدرة الجسم على التكيف مع الحمل، وبالتالى تصبح عرضة للمضاعفات بشكل أكبر إذا ما قُورنت بصغيرات السن، إلا أنه وفى ظل التطور العلمى، والخدمات الصحية، وازدياد الوعى الصحى، فإن فرص الحمل والولادة الآمنة، مازالت أعلى من فرص حدوث المضاعفات.

تزايد الحمل في سن متأخر
حياة المرأة اليوم لم تعد هي نفسها كما كانت قبل 20 عاما، مع وجود الرغبة في الأزدهار المهني كما أن مدة التعليم صارت طويلة الأمد، وحين تدخل المرأة في معترك الحياة العملية، فإنها ترغب أيضا في بناء مستقبلها الوظيفي، وتبدأ في إنجاب الأطفال في وقت  متأخر!

الارتفاع المطرد لأسعار العقارات هو أيضا عامل من عوامل تأخير الوقت المناسب لانجاب طفلا، والأسعار الباهظة تتطلب معدل دخل مرتفع.

لذا فإن إنجاب طفل بعد 35 عاما أصبح أمرا شائعا جدا، غير أن إنجاب الأطفال في وقت متاخر أيضا له مزايا، حيث يشعر الزوجان أنهما أكثر نضجا وأنه الموارد المالية أصبحت أفضل حيث تكون الأمور اكثر يسرا.

صحة السيدة الحامل فى سن متقدمة
هناك بعض الأسباب التى تجعل السيدة فى عمر متقدم ترغب فى الإنجاب، منها رغبة الزوج أو رغبتها هى نفسها، لشعورها بالفراغ بعد أن كبر أبناؤها، أو لحاجة نفسية لدى السيدة، مثل هروبها من الشعور بأنها شارفت على سن اليأس، ومن الأسباب أيضاً، زواج الفتاة فى سن متأخرة، وهو أمر شائع فى معظم المجتمعات، وقد تواجه السيدة بعض المخاطر على صحتها وصحة جنينها فى حال حملها بعمر متقدم.

الحمل أول مرة
إذا كانت السيدة قد تجاوزت الـ 35 وترغب فى الحمل، لأول مرة، فعادة ما تستشير الأطباء عن وسائل تساعد على حدوث الحمل، وتكون زياراتها للأطباء عقب الزواج بوقت قصير جداً، لإدراكها أنها قد تكون بحاجة إلى تنشيط الخصوبة، وما يتبع ذلك من مراحل علاجية لازمة، وعلمياً تضعف الأباضة بشكل سريع بعد سن الـ 35، وفرص نجاح وسائل الإخصاب المساعدة تكون أقل، كلما زاد عمر الأم.

ولهذا يكون للطبيب دور فى توضيح مثل هذه الحالات، واحتمالات النجاح أو الفشل، وأيضاً المضاعفات المحتملة فى حال حدوث الحمل والولادة، وعادة ما تتم مناقشة الأمر بين الطبيب والمريضة والزوج، قبل اتخاذ أى قرارات علاجية، وعلى الطبيب أن يوضح للزوجين الخطة العلاجية للفترة التى تلى اللقاء الأول، بما يضمن تفهماً وتعاوناً إيجابياً من الزوجين.

وقبل العلاج، تكون دائماً الخطوة الأولى ، وهى عبارة عن إجراء بعض التحاليل الطبية، منها تحليل هرمونات الزوجة، للتأكد من قيام المبيض بوظيفته، من نمو وإطلاق بويضة شهرياً، ويكون ذلك بفحص هرمون البروجستيرون progesterone فى منتصف الفترة التى تلى الإباضة، وتحسب أيضاً باليوم الذى يسبق الدورة الشهرية التالية بأسبوع، أى فى اليوم الـ 21 أو 22 ويتم معه فحص هرمونى البرولاكتين prolactine، وهرمون تنشيط الغدة الدرقية TSH إذا استدعت الحالة ذلك، وهذا ما يحدّده الطبيب بناء على وصف الزوجة لنظام العادة الشهرية لديها، كما يتم طلب فحص السائل المنوى للزوج، للتأكد من قدرته الإنجابية.

ويترتب على نتائج تلك الفحوصات، إما فحوصات أخرى كمرحلة ثانية، وإما البدء بالعلاج اللازم لأى من الزوجين، حسب الحالة، مع العلم أن العلاجات التنشيطية للمبيض، يجب ألا تؤخذ إلا بإرشادات الطبيب، وذلك لخطورة نتائجها إذا ما استُعملت تلقائياً دون متابعة.

المضاعفات
هناك مضاعفات لها تأثير مباشر على سلامة الأم، ومنها زيادة احتمال الإصابة بمرض السكرى، أو ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل، ما يطلق عليه "تسمم الحمل" خاصة لدى المريضات اللاتى يعانين من ارتفاع ضغط الدم المزمن.

والذى يحدث عند تقدم العمر لدى البعض، حيثُ إن حوالى 6% من النساء فوق سن الـ 35 يعانين من هذه المضاعفات، مقارنة بنسبة 1.3% من النساء فى المراحل العمرية الأقل، وهو ما أكدته بعض الدراسات.

ومن المضاعفات أيضاً، حدوث التجلطات الدموية بالأوردة ومضاعفاتها، أو حدوث نزيف بعد الولادة، نتيجة ارتخاء شديد بعضلة الرحم، وهى تحدث بنسبة أكبر لدى متعددات الولادة، التى تؤدى بالتالى إلى ضعف عضلات الرحم، ما يقلل قوة تقلصها عقب الولادة.

ما هي مخاطر الحمل المتأخر؟
من أكثر مخاطر الحمل في سن متأخر هي الحمل في أطفال يعانون من متلازمة داون، لأن المخاطر تكون أعلى كثيرا حين يتعدي سن المرأة الـ 35 عاما.

ومع ذلك، فالفحص عن طريق البزل والذي يتم وصفه أيضا بشكل روتيني بدءا من 38 عاما، يتيح اكتشاف المرض من الشهر الثالث.

ثانيا، المشاكل الصحية أثناء الحمل ومنها (ارتفاع ضغط الدم والسكري اثناء الحمل...) هي أكثر شيوعا مع التقدم في السن ويكون الشعور بالتعب أكثر.

مخاطر حدوث الولادة المبكرة والإجهاض أعلى أيضا، فالحمل بعد 35 عاما يجب أن تتم متابعته عن كثب لأنه من خلال الرصد المنتظم لن تتعرض الأم لأية مشاكل كبيرة أثناء فترة الحمل.

اللجوء للولادة القيصرية 
أمهات الـ 35 عاما اكثر تعرضا للعمليات القيصرية أكثر من المعتاد، بسبب وجود حمل في مؤخرة المهبل، كما أن النزيف يكون أكثر شيوعا لديهم، ومن ناحية أخري، لأن العديد منهن يلجأن إلى تحفيز التبويض والحمل المتعدد (الذي يتطلب  ولادة قيصرية في أكثرالأحيان) هو أيضا أكثر شيوعا.

انخفاض الخصوبة ومزيد من التعقيدات
المشكلة الرئيسية للأزواج الذين يرغبون في إنجاب الأطفال في سن متأخر، هو انخفاض في معدل الخصوبة من سن 35سنة، لذا يوصي الأطباء المرأة التي تجاوزت ذلك السن، أن تجري استشارة بعد ستة أشهر من المحاولات مع الزوج.

وهناك عدة خيارات متاحة لهم
أولا، يمكن للطبيب أن يقترح علاجا للهرمونات الذي من شأنه تحسن التبويض، مما يعني أن العديد من البويضات سيتم إنتاجها خلال دورة واحدة، ومن جهة اخري هذا الأمر يؤدي إلى تنشيط المبيض مما يسبب تعدد حالات الحمل.

التلقيح الاصطناعي، والذي ينطوي على إدخال الحيوانات المنوية للرجل مباشرة في رحم المرأة، قد يكون حلا.

والتخصيب في المختبر، حيث يقوم بتلقيح البويضة خارج جسد المراة، البويضة مع الحيوان المنوي المحدد سابقا، ثم يوضع الجنين الناتج في الرحم.

وينصح الأطباء النساء اللاتي يردن إتاحة كل فرصهن للانجاب بالإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن الملوثات والمشروبات الكحولية والراحة.

تحذير من بعض الأمراض
حمل السيدة فى عمر متقدم، يؤثر على صحة الجنين، فكلما زاد عمر البويضة تقل كفاءة تلقيحها بشكل سليم، ويكون الأنقسام التكاثرى للكروموسومات غير متوازن، الأمر الذى ينتج عنه إصابة الجنين بتشوهات خلقية، مثل متلازمة داون، وتزداد النسبة بزيادة العمر، ففى حين تكون نسبة الحدوث لدى الأمهات فى عمر 25 هى 1/ 1376، ترتفع فى سن الـ 35 إلى 1/ 424، لتصل النسبة إلى 1 لكل 31 حالة عند سن 45، وإلى جانب المضاعفات السابقة، يكون للولادة المبكرة تأثيرها المباشر على سلامة المولود، وذلك لعدم النمو الكامل لأجهزة الجسم الحيوية، مثل الرئة والأوعية الدموية، ويكون عرضة بشكل أكبر للإصابة بالالتهاب البكتيرى، وبالتالى احتياجه لعناية فائقة لفترة قد تصل إلى عدة أسابيع فى بعض الحالات.

أما إذا كانت الأم تعانى من مرض مزمن، مثل السكرى وضغط الدم، فإن لهذين المرضين تأثيرهما على الأم والجنين أثناء فترة الحمل والولادة، ومتابعة مستوى نسبة السكر لمستويات طبيعية، والتحكم فى ضغط الدم بالعلاج المناسب، ضرورى للحفاظ على سلامة نمو الجنين داخل الرحم، ويجنب الأم التعرض لمضاعفاتهما.

نصائح ضرورية عند اتخاذ قرار الحمل المتأخر
- على الأم المتابعة المنتظمة لدى الطبيب، ويفضل دائماً الانتظام لدى طبيب واحد يتابعها من بداية الحمل، حتى تمام الولادة.

- عليها إجراء الفحوصات اللازمة التى ينصح بها الطبيب منذ بداية الحمل، للتأكد من سلامتها وسلامة الجنين.

- التشخيص المبكر لأى تشوهات خلقية لدى الجنين، وذلك يتم عن طريق إجراء بعض فحوصات الدم للأم، خلال الأشهر الأولى.

- فحص بجهاز الموجات فوق الصوتية للجنين فى عمر 9-11 أسبوعاً، لقياس ما يسمى بـ nuchal translucency حيثُ يعنى بملاحظة قد تدل على كون الجنين مصاباً بمتلازمة داون.

- فى الشهر الرابع تجرى تحاليل تسمى بالثلاثى، وهو يقيس نسبة هرمونات معينة لدى الأم، تكون نتائجها ترجيحية، أى أنها بمفردها لا تكون مؤكدة، ولهذا يُجرى فحص آخر إلى جانبها، ويكون بأخذ بذل من السائل الأمينوسى عن طريق سحبه بإبرة خاصة، تمرر من البطن إلى داخل الرحم تحت المراقبة بجهاز الموجات فوق الصوتية، وهو إجراء يتم بالعيادات الخارجية، لا تحتاج الأم إلى التنويم بمستشفى، ويتم باستخدام بنج موضعى فقط، وهذا السائل به خلايا يتم فحص تكوينها الكروموسومى، وتدل على التكوين الكروموسومى للجنين.

- هذا الإجراء التداخلى إذا تم بواسطة المتخصصين ذوى الخبرة، فإن احتمال حدوث الإجهاض بسببه، لا يزيد على 1%.

- تحديد الوقت والمكان المناسبين للولادة من قبل الطبيبة، على أن تكون الولادة بمستشفى معدة للتعامل مع التشوّه المتوقع.

المشاكل الصحية أثناء الحمل
منها (ارتفاع ضغط الدم والسكري اثناء الحمل...)وهي أكثر شيوعا مع التقدم في السن ويكون الشعور بالتعب أكثر، وكذلك مخاطر حدوث الولادة المبكرة والإجهاض أعلى أيضا حين تقترب المرأة من سن الأربعين وتنخرط في الحمل سواء في طفلها الأول أو من أجل توسيع نطاق الأسرة، غالبا ما تشعر بالذنب حيال ردود الفعل وآراء المحيطين بها، وبالرغم من ذلك، فالحمل في سن متأخر أصبح أكثر عددا، وحين تتم متابعته بشكل صحيح  فإنه يسير على نحو جيد.

وتكون الأم فى حال حملها فى عمر متقدم، أكثر عرضة للإجهاض، بنسبة تتراوح ما بين 50 و 60%، مقارنة بنسبة 25% لدى الأمهات فى عمر ما دون الـ 30 عاماً، كما تزيد احتمالات الولادة المبكرة، بالإضافة إلى احتمال حدوث نزيف اثناء الحمل، بسبب انفصال مبكر للمشيمة، أو لوضعها غير الطبيعى، بحيث تكون المشيمة منخفضة عن الرحم، وأثناء الولادة، تزداد احتمالات الولادة بعملية قيصرية، للأسباب السابق ذكرها، أو لعوامل صحية خاصة بالأم.

وفي النهاية فإن الحمل بالنسبة للفئة العمرية المتقدمة، ينقسم إلى شقين أساسيين، أولهما يعنى بصحة الأم وتأثير الحمل عليها، والآخر يعنى بصحة الجنين وتأثير عمر الأم المتقدم على سلامته، ومتابعة كلاهما بدقة أمر شدسد الأهمية.