العارضات الأجنبيات أصبحن ينافسن الهنديات في عقر دارهن

وفقا لإحصائيات صادرة عن صناعة الأزياء في الأشهر الستة الأخيرة كان هناك احتياج لعدد من 300 إلى 450 عارضة أجنبية في نيودلهي ومومباي
وفقا لإحصائيات صادرة عن صناعة الأزياء في الأشهر الستة الأخيرة كان هناك احتياج لعدد من 300 إلى 450 عارضة أجنبية في نيودلهي ومومباي

شهد الإعداد لاختبارات عارضات الأزياء لأسابيع الموضة الهندية المقبلة تسجيل مشاركات كبيرة لعارضات أجنبيات.


وتم تقييم المشاركات على أساس إتقان استخدام لغة الجسد، وتعبيراتهن، وبالطبع، طريقة السير، ومن بين السبع عارضات اللاتي تم اختيارهن، كان هناك أربع أجنبيات. واعترف القضاة بأنهم ليسوا متحيزين لصالح النساء الأجنبيات، ولكن يرجع اختيارهن إلى مستويات اللياقة العامة.

وتقول مديرة العروض أنو أهوجا: «عندما اخترناهن لم نكن حتى ندرك ما إذا كن هنديات أو أجنبيات، كنا نختار أفضل جسم وشخصية وأسلوب، وليس لمعايير الاختيار علاقة بخروج تلك النتيجة».

ومع رغبة العلامات التجارية الهندية في صعود سلم الجودة «الطموح» وجذب المستهلكين حول العالم، يزداد الطلب على العارضات الأجنبيات.

ووفقا لإحصائيات صادرة عن صناعة الأزياء، في الأشهر الستة الأخيرة كان هناك احتياج لعدد من 300 إلى 450 عارضة أجنبية في نيودلهي ومومباي من شركات هندية تتراوح مجالاتها ما بين الملابس والمراكز التجارية وخطوط الطيران، ومن المنتظر أن يزداد حجم ذلك الطلب.

وفي الفترة الحالية، تظهر وجوه سيدات ورجال بيض البشرة، غالبا ما يكونوا من أوروبا، على لوحات الإعلانات وواجهات المراكز التجارية الزجاجية وعلى أغلفة مجلات الأزياء في الهند، وفي معرض دولي للسيارات أقيم العام الحالي في نيودلهي، كانت معظم العارضات بيض البشرة.

وقال بعض المحللين في الصناعة إن وجود عارضات قوقازيات في الإعلانات الهندية ازداد في الأعوام الخمسة الأخيرة، ويعكس ذلك الاتجاه التفضيل الثقافي العميق للبشرة الفاتحة في الهند التي يسودها ذوات البشرة الداكنة.

وتقول إناكشي تشاكرابورتي، التي ترأس وكالة إسكيمو إنديا لعارضات الأزياء التي تحضر عارضات من أوروبا الشرقية إلى الهند: «يسعى الهنود إلى البشرة البيضاء الجميلة النقية، إن ذلك متأصل في عقليتنا.

ويتصلون بي معلنون عن أسماء تجارية دولية وهندية أيضا ويقولون: «نحن نبحث عن عارضة بيضاء شعرها داكن»، ويسأل البعض: «هل لديك فتيات بيض البشرة يبدين هنديات؟» فهم يريدون فتيات بيضاوات يناسبن الأذواق الهندية».

ولكن لماذا الاستعانة بعارضات أجنبيات؟

ولماذا يستمر الطلب على الوجوه الأجنبية؟

يقول إيه بالاجي من شركة «ما فوي مانجمنت كونسالتنتس»، لاستشارات الموارد البشرية والتوظيف: «إن الاستعانة بوجوه أجنبية ليس بالجديد، ولكن ازدادت أهميته في الأعوام الأربعة أو الخمسة الأخيرة مع دخول النشاط إلى العالمية، وظهور الحاجة إلى رسم صورة عالمية تجمع ما بين الدول.

وتدفع منتجات مثل إكسسوارات الأزياء والسيارات الفاخرة على الاستعانة بعارضات أجنبيات لإضفاء صبغة عالمية على القصة».

وقد تمت صياغة الأمر في مذكرة تفاهم مع وكالة تنسيق للعارضات مقرها المملكة المتحدة، اسمها موديلز أوت أوف تاون، لتوفير خدمات توظيف للعارضات وزيادة عمق ما تقدمه في مجال الإعلام والترفيه.

ويقول روهيت شاولا، مصور الأزياء ومخرج الإعلانات الذي عمل مع عارضات بيض البشرة: «يدخل الكثير من الأسماء التجارية العالمية إلى الهند، ويستخدمون عارضات بيضاوات البشرة للتأكيد على أنها أسماء تجارية أجنبية.

وفي إطار المنافسة، تريد الشركات الهندية أيضا أن تستعين بوجوه بيضاء، وأصبحت الفكرة هي أنه بوضع وجه أبيض على منتجك سيكون طريقك أسرع للمبيعات».

وبدأت العلامة التجارية الشهيرة للأحذية والملابس وودلاند في الاستعانة بعارضات بيض البشرة في إعلاناتها المطبوعة في الهند منذ عامين، وذكر مسؤول في الشركة أن إستراتيجية التسويق والثقافة كانت وراء القرار.

وقال لوكيش ميشرا، مدير عام التسويق في وودلاند العالمية: «افتتحنا محلين في دبي في العام الماضي، ونتطلع الآن إلى افتتاح محلات أخرى في هونغ كونغ وكوالالمبور، ونريد أن نرى الآن أننا أصبحنا اسما تجاريا عالميا، كما أننا نلعب أيضا على العقلية الهندية النموذجية التي تعتقد أنه إذا كان أشخاص بيض يستخدمون منتجاتنا، فلا بد وأنها جيدة».

ويقول دارشان مهتا، المدير التنفيذي لشركة «أرفيند براندز»، التي تستعين بعارضات أجنبيات لمنتجاتها أرو ولي ورانغلر: «تملك منتجاتنا قيمة طموحة معينة، وعلى سبيل المثال، أرو، فهو اسم تجاري عالمي، عندما تفكر فيه لن ترى أنه اسم تجاري هندي، وستتوقع أن ترى وجها عالميا، وإذا رأيت وجها هنديا سيكون الأمر مثيرا للنفور».

ويتفق معه بيشواناث جانجولي، مدير التسويق للأسماء التجارية في فإن هاوزين، ويقول إن اسم الشركة التجاري موجود في 72 دولة وهو عالمي بمعنى الكلمة، ولذلك اختيار عارضات أجنبيات طبيعي، ويقول جانجولي: «لم نجد مطلقا أي عارضة هندية تناسب المظهر الدولي». وربما تضيف العارضات الأجنبيات لمسة من السحر والتميز إلى جاذبية الاسم التجاري.

ما الذي يجعل العارضات الأجنبيات ناجحات؟
وفقا لمتخصص آخر في مجال الإعلانات، تتناسب الملابس الغربية جيدا على العارضات الأجنبيات حيث يمتلكن بنية جسمانية صحيحة ويبدين جيدات في الملابس الغربية.

ويقول معلنون إن العارضات الأجنبيات يجذبنهم لأنهم أقل امتناعا من نظيراتهن الهنديات فيما يتعلق بالكشف عن أجسادهن والظهور بالملابس الداخلية.

ومن بين العارضات الأجنبيات وافدات من إسرائيل وروسيا وجنوب أفريقيا في برامج تبادل الطلاب في الهند، يدركن أن العمل في الإعلانات طريقة سهلة للحصول على المال ويبدأن في الاتصال بوكالات العارضات. ويحصلن على بعض الأعمال الإعلانية وسريعا ما يحققن دخلا منها، كما يقول شريرام إير، المدير الإبداعي في شركة «لوي» في مومباي، الذي كان مسؤولا عن إعلانات تستعين بعارضات أجنبيات من أجل مزيل رائحة العرق أكس.

وتحصل عارضات الأزياء بيض البشرة، اللاتي يزرن الهند بتأشيرات عمل لمدة ثلاثة أشهر، على مبالغ من 500 دولار إلى 1,500 دولار للإعلان الواحد.

وتظهر بانتظام على أغلفة مجلات الأزياء العالمية في الهند، مثل كوزموبوليتان وإل وماري كلير وفوج، عارضات بيض البشرة. وتطلق محررة الأزياء في الطبعة الهندية من «فوج باندانا تيواري» على هذا الاتجاه «غلوكال» حيث تجمع ما بين العالمية والمحلية في وصفها للمستهلك الهندي المدني الحديث.

وتقول: «عندما ترتدي عارضة بيضاء ملابس هندية، يعد ذلك تبادلا ثقافيا. ويظهر ثقة الهند الاقتصادية. وبالطبع، تغذي الشعور العام بأن اللون الأبيض والجمال يجتمعان معا. وبالنسبة لسائق العربة الهندية التقليدية الذي يجني دولارين يوميا، تعد رؤية امرأة ذات بشرة فاتحة حلما».

وفي الوقت ذاته الذي تتحول فيه السينما الهندية إلى العالمية، تتوفر فرص كبيرة للممثلات والممثلين ذوي البشرة البيضاء للعمل في بوليوود حاليا.

ويقول مدير شركة تمثيل في مومباي: «منذ عشرة أعوام، لم تكن هناك أي فتيات من البيض يعملن في بوليوود.

وفي الوقت الحالي، هن موجودات في كل مكان، ويأتين من بريطانيا وهن ممثلات جيدات يعجب بهن الجمهور الهندي، وعلى النقيض من الممثلات والعارضات الهنديات، لا يخشين من الكشف عن أجسادهن.

وبالنسبة لهن ذلك أمر جيد، وقد أصبحن جزءا من صورة الصناعة وسحرها، وهنا يواجهن منافسة أقل بكثير من لندن، كما أنهن يجنين أموالا جيدة»، ويقدر عدد الممثلين والراقصين البريطانيين الذين انتقلوا إلى مومباي في الأعوام الثلاثة الأخيرة بنحو 1000 شخص، ويستعين عدد من مصممي الرقصات الهنود بفتيات بيض كراقصات في الخلفية.

ويمكن أن تجني الممثلات ذوات البشرة البيضاء 1000 جنيه إسترليني يوميا، ويقلن إن الفرص متوفرة بكثرة مقارنة بالصراع في اختبارات اختيار العارضات والانتظار في لندن.

وتستقر فيفانا (24 عاما) من نوتنغهام في مومباي منذ خمسة أعوام، وتشتهر حاليا في أوساط بوليوود، وقد دخلت إلى بوليوود من خلال دور ثانوي حصلت عليه في فيلم من إنتاج بوليوود في إندونيسيا على سبيل التسلية.

وبعد ذلك قدمت إعلانات لشركات «بوندز ونوكيا وسامسونغ»، ثم حصلت على أول دور مناسب لها في فيلم من إنتاج بوليوود منذ ثلاثة أعوام، وتعمل أيضا في عروض أزياء وتحصل فيها على 2000 جنيه إسترليني في الليلة.

وتقول: «يمكنك أن تعيش حياة رائعة في الهند، وتوجد مشكلات أيضا، ولكنها تستحق العناء، وتزداد حياتي المهنية قوة، وقد أصبحت مشهورة تقريبا».

وتعمل مارينا، من الولايات المتحدة، في التمثيل والرقص والإعلانات وعروض الأزياء في مومباي، وتقول إن نطاق العمل المتاح هو الذي يجعل المدينة جذابة، وتضيف: «منذ وصولي إلى هنا، لاحظت زيادة كبيرة في أعداد الفتيات ذوات البشرة البيضاء اللاتي يأتين للعمل.

وأعرف أشخاصا يأتون إلى هنا قد يكونون قصار القامة أو لا يبدون جيدين للعمل هناك، ولكنهم يحصلون على قدر هائل من الأعمال هنا، وطالما كان المرء أبيض البشرة، لن يعجز عن العمل في الهند».