التبول المتكرر أثناء الليل .. قد يشير إلى مشكلة أخرى

واحد من كل خمسة رجال أميركيين يعاني منه
واحد من كل خمسة رجال أميركيين يعاني منه

وصلت دراسة جديدة إلى أن واحدا من بين كل خمسة رجال أميركيين يستيقظ مرتين على الأقل ليلا من أجل إفراغ مثانته، وهو ما يشير بالنسبة للبعض منهم إلى مشكلة طبية كامنة أو ربما يؤدي إلى تراجع الحالة الصحية لديهم.


وربما يكون التبول ليلا إشارة إلى حالة مرضية، تتنوع من عدوى المسالك البولية وصولا إلى مرضى البول السكري وفشل القلب المزمن. وبالنسبة للرجال، ربما يكون السبب في ذلك تضخم ناشئ في البروستاتا.

وبالنسبة إلى البعض الآخر، فإن هذه الحالة تؤدي إلى اضطراب مستمر في النوم الأمر الذي يقود إلى الاكتئاب.

وعلى الجانب الآخر، فإن الاستيقاظ أثناء الليل من أجل التبول ربما يكون أمرا عاديا، فإذا تناولت الكثير من السوائل قبل وقت النوم، على سبيل المثال، لا تفاجأ إذا ما أيقظتك مثانتك في الليل.

دراسة أميركية
وربما يكون التبول ليلا شائعا مع تقدم السن. ويرتبط ذلك بالمعدل الأعلى من التغيرات الصحية التي يمر بها البالغون الكبار. ولكن ربما تكون أيضا نتيجة تراجع في قدرة المثانة مع تقدم العمر، بحسب ما أوضحته الدكتورة ألاين مارك لاند، رئيسة فريق الباحثين في الدراسة الجديدة التي تظهر في «جورنال أو أورولوجي» المختصة بالمسالك البولية.

وتعطي نتائج فريقها البحثي - التي تعتمد على دراسة صحية حكومية لعينة من البالغين الأميركيين تمثل مختلف أنحاء الولايات المتحدة - صورة أوضح لمدى شيوع التبول أثناء الليل بين الرجال.

ووجد الباحثون أن من بين 5300 رجل أميركي يبلغون من العمر 20 عاما فأكثر، قال 21 في المائة إنه خلال الشهر الماضي استيقظوا على الأقل مرتين ليلا للتبول.

وقد كان التبول أثناء الليل أكثر شيوعا بين الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية (بنسبة 30 في المائة) بالمقارنة مع الإثنيات والأعراق الأخرى (20 في المائة).

ومن غير المفاجئ، أن ذلك يزداد مع تقدم العمر، حيث تبلغ النسبة 8 في المائة بين الرجال في المرحلة العمرية ما بين 20 - 34 عاما، بالمقارنة مع 56 في المائة بين الرجال الذين يبلغون من العمر 75 عاما فأكثر.

وتقول ماركلاند، من مركز برمنغهام الطبي وجامعة ألاباما في برمنغهام، إن المعدلات الأعلى بين الأميركيين من أصول أفريقية من النتائج المثيرة التي خلصت إليها الدراسة.

وتقول ماركلاند: «يجب أن تكشف دراسات مستقبلية أسباب المعدلات الأعلى من التبول ليلا بين الرجال الأميركيين من أصول أفريقية»، كما نقلت عنها نشرة الأنباء الصحية الإنجليزية لوكالة «رويترز».

ومن العوامل الأخرى المرتبطة بزيادة مخاطر التبول أثناء الليل، تضخم البروستاتا، ووجود أفراد في العائلة نفسها يعانون من سرطان البروستاتا وزيادة ضغط الدم والاكتئاب.

السبب والنتيجة
من غير الواضح بصورة كاملة ما إذا كانت جميع هذه المشكلات هي سبب، أم نتيجة، للتبول أثناء الليل. فعند الاكتئاب، على سبيل المثال، تقول ماركلاند إن النوم غير الجيد بسبب التبول أثناء الليل ربما يسهم في أعراض الاكتئاب.

وعلى الجانب الآخر، فإن الرجال الذين يعانون من الاكتئاب ربما تكون لديهم مشكلات مرتبطة بالنوم وربما يكونون أكثر عرضة للاستيقاظ ليلا من أجل الذهاب إلى الحمام، وفي هذه الحالة، ليس من الضروري أن يكون الدافع للذهاب للحمام هو امتلاء المثانة.

وربما يكون التبول أثناء الليل أيضا عرضا لبعض الأدوية، مثل الأدوية المدرة للبول التي تستخدم من أجل علاج ارتفاع ضغط الدم. ولم تحتو هذه الدراسة على معلومات عن استخدام الرجال للأدوية.

وترى ماركلاند أن النقطة الأساسية بالنسبة للرجال هي أنه عندما يعانون من تكرار الاستيقاظ ليلا من أجل التبول فإن عليهم أن يذهبوا لاستشارة الطبيب في ذلك.

وتقول: «أعتقد أن الشخص الذي يستيقظ ليلا مرة أو مرتين من أجل التبول يجب عليه السعي لعلاج ذلك». فإذا كانت المشكلة ترجع لسبب طبي كامن، مثل مرض السكري، فمن المهم علاج هذه المشكلة.

وتقول ماركلاند إنه في حالات أخرى ربما يمكن تحقيق المراد من خلال تغيير بعض أنماط الحياة. وأشارت إلى أن «تجنب الكافيين وتناول كمية كبيرة من السوائل ليلا ربما يساعد على تحقيق ذلك»، كما هي الحال عند تغيير سلوكيات حياتية أخرى، مثل عادات النوم.

تناول السوائل
واكتشف دراسة حديثة شملت 56 بالغا يعانون من التبول الكثير أثناء الليل أن تغيير السلوكيات الحياتية، ومن بينها ضبط تناول السوائل وممارسة بعض التمارين الرياضية اليومية والحرص على التدفئة أثناء النوم، ساعد أكثر من نصف المرضى على تقليل عدد المرات التي يذهبون فيها إلى الحمام ليلا للتبول.

كما توجد بعض الأدوية المتاحة لمن يحتاجون كثيرا إلى التبول ليلا، ومن بينها مركب هرموني يجعل الجسم لا يفرز بولا أثناء الليل، ودواء يمنع قدرة عضلات المثانة على الانقباض، وأدوية مضادة للاكتئاب تجعل من الصعب التبول من خلال زيادة الشد عند عنق المثانة.

وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن لدى العديد من زملاء ماركلاند في الدراسة المذكورة، علاقات مالية مع شركات تسوق هذه الأدوية ومن بينها «أستلاس للأدوية» و«فايزر»، ولذا يجب التدقيق في نتائج دراستهم بشكل محايد.