المرأة والجريمة .. لماذا يكون الزوج دائماً أول القتلى؟

ضرب .. تعذيب .. حرق .. سم .. سكين .. سلاح ناري .. وأخيراً إذابة بالمواد الكيميائية!! هذه هي أوجه وأشكال الجرائم التي ترتكبها المرأة بشكل عام، ولكن قبل الدخول في تفاصيل أدق وأشمل حول الأسباب والدوافع، كان لابد من معرفة أي الجرائم التي تتجه لها المرأة كثيراً دون غيرها.


مجلة "الجمال" أجرت استطلاع على عينة لا بأس بها من الأشخاص لمعرفة الفئة التي تكثر وقوع جرائم المرأة معهم، وكانت النتيجة كما هو موضح بالشكل:

من الواضح أن الرسم يعبر عن نفسه دون الحاجة إلى تحليل أو تفصيل، حيث أفاد 68% من الأشخاص أن معظم جرائم المرأة تكون مع الزوج!

وبعد معرفة تلك النسبة كان دورنا أن نسعى في البحث عن الأدلة التي تؤكد صحة ذلك الرأي، وبالفعل عثرنا على ثمة جرائم قامت بها العديد من النساء سواء مصريات، عربيات، أو غيرهن.

ومن بين تلك الجرائم: - ذكرت صحيفة "بي" أن القضاة في محكمة كاليفورنيا أدانوا "لاريسا سوشستر"  "47 عاماً" بعد استقصاءات طويلة دامت لسنوات، بجريمة قتل وإذابة جثة زوجها "تيموثي سوشستر" بحمض الأسيد طمعاً بأمواله وذلك بعد ازدياد الخلافات بينهما ووصولهما إلي الطلاق.

واستعانت لاريسا وهي متخصصة في الكيمياء الحيوية، بأحد مساعديها السابقين في المختبر وهو "جيمس فاجوني" وامرأة أخري من أجل قتل الزوج والتخلص من جثته.

وقال الإدعاء أن لاريسا وفاجوني دخلا إلي غرفة تيموثي في العاشر من يوليو عام 2003 وأفقداه الوعي قبل أن يضعا جثته في حوض يحتوي علي حوالي 55 جالونا من مادة "الهيدروكلوريك أسيد"، وخلص الادعاء إلي أن الهدف من وراء عملية القتل كان طمع الزوجة بالمال خصوصاً بعد تفاقم الخلافات بين الزوجين ووصولهما إلي الطلاق .

وخلال التحقيق معه، نفي فاجوني تهمة المشاركة في الجريمة، لكنه اعترف بأن لاريسا دفعت له مبلغ ألفي دولار من أجل سرقة زوجها ووجهت إلي لاريسا تهمة القتل من الدرجة الاولي.

فتش عن الخلافات العائلية:

- وفي حالة أخري، استقبل مستشفى السويس العام في الثامن والعشرين من يونيو لهذا العام "حسين.م" (40 سنة) مقيم بحى فيصل، فى حالة حرجة ولقى مصرعه فور وصوله حجرة الاستقبال.

وتبين من الكشف عليه أنه توفى متأثرا بجرح طعنى نافذ بالفخذ الأيسر، حيث تم إبلاغ قسم شرطة فيصل بالواقعة، وعلى الفور انتقل سيد الجوهرى رئيس مباحث القسم ومعاونه النقيب عبد الرحمن موسى والملازم أول نادر أيمن معاون المباحث إلى مسرح الجريمة فى منزل القتيل.

وأظهرت المعاينة وجود حقائب سفر قامت الزوجة بإعدادها، وبسؤالها عن الحقائب اعترفت "نعيمة.ع" بطعن زوجها بسبب خلافات عائلية وارتكابها الجريمة بعد الإرشاد عن السكين المستخدم، تم إبلاغ مدير أمن السويس اللواء محمد عبد المنعم هاشم بالواقعة وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.

بمساعدة العشيق .. الزوجة تقتل الزوج بسبب الإنجاب:

وفي حالة ثالثة، تمكنت الأجهزة الأمنية من كشف لغز العثور على جثة عامل زراعى، وسط أرضه الزراعية بقرية فرعون بمركز أبو المطامير في مصر.

تبين أن وراء جريمة القتل كلا من: صابرين م.م.ك  (19 سنة)، ربة منزل زوجة المجنى عليه، ومحمد أ.م (20 سنة) عامل زراعي، وذلك بأن قامت الزوجة بتحريض الثانى والذى تربطها به علاقة عاطفية على التخلص من زوجها لوجود خلافات بينهما بسبب عدم الإنجاب.

وبعد تقنيين الإجراءات تم ضبطهما، وبمواجهة المتهم الثانى اعترف بارتكابه الواقعة عن طريق خنق المجنى عليه بقطعة من البلاستيك والاستيلاء منه على تليفونه المحمول.

بعد فترة ليست بالقصيرة من الصمت والتفكير في وقائع تلك الحوادث، كان لابد من التنقيب عن الأسباب الكامنة وراء الاسباب التي تدفع المرأة إلى قتل زوجها.

من المعروف أن المرأة هي ذلك الكائن الرقيق والحساس، تكره العنف بفطرتها وتنبذ شتى أنواع القسوة والشدة، إذاً فلماذا تجرؤ على الجريمة ومع من يفترض أن يكون أقرب الأشخاص إليها (زوجها) وهي مخلوق لا يطيق حتى تحمل منظر الدماء؟

سؤال محير وعلامات استفهام كثيرة تطفو علي السطح يجيب عنها المتخصصين:

من الناحية النفسية: قال الدكتور "عبد المنعم عاشور" أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس أن الدوافع التي تلجأ المرأة معها للجريمة وبالأخص قتل زوجها قد تكون دوافع مرضية؛ كإصابتها بالاكتئاب أو الانفصام والصرع وغيرها من الأمراض العقلية على سبيل المثال.

أما الدوافع الاجتماعية فيمكن أن تكون نتيجة عدم وجود توافق بينهما أو سلام داخلي، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى الشجار المستمر أو الاعتداء بالضرب.

وأضاف الدكتور عبد المنعم أن المرأة قد تبادر هي بالاعتداء في بعض الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى يكون الاعتداء متبادلا من كلا الطرفين إلا أنه قد يوصل المرأة إلى حد القتل.

ومن ناحية أخرى تشمل الدوافع بعض المسائل التعاملية؛ كالشعور بالغيرة إثر ارتباط الزوج بأخرى ومن ثم التفكير في قتله من باب الحب أو الغيرة.

وقد يلعب الحب دوراً آخر ولكن في تلك الحالة يكون إثر ارتباط الزوجة بشخص آخر يصبح عشيقاً لها، ولجوئها إليه من أجل قتل زوجها والتخلص منه.

وثمة أسباب أخرى تتضمن طمع الزوجة في المال والورث، وقد يكون لدى الزوج بوليصة تأمين عالية القيمة، فترغب هي في قتله من أجل استرداد التأمين.

وعند سؤاله اذا كانت الثقافة والتعليم تلعب دوراً في عدم لجوء الفرد للجريمة أو الانحراف بمعناه الأشمل، نفي الدكتور عبد المنعم ارتباط الثقافة بالجريمة مؤكدا أن معظم الجرائم تأتي من قبل المثقفين وعِلية القوم.

أعطي الدكتور عبد المنعم مثالا لذلك بحادثة المذيع إيهاب صلاح الذي قتل زوجته، بعد أن تعديا على بعضهما البعض بالضرب المبرح.

واستطرد الدكتور حديثه قائلا: "قد يكون للفقر والتشرد أو اللا إجتماعية - عدم إنتماء المرأة لمجتمع ما-  سبب في لجوءها إلى قتل الزوج، ولكن تعمل بعض الأشياء على حمايتها أن تقع فريسة للإجرام وذلك كالتدين والثقافة التي تكون ضد العنف، حيث إنه ليست كل الثقافات تعمل على نبذ العنف والتطرف.

من الناحية القانونية: للاستشارة القانونية الخاصة بمسألة قتل المرأة لزوجها، أكدت المحامية "راندا أحمد فؤاد" أن معظم الأسباب الكامنة وراء قتل المرأة لزوجها تكون عاطفية من الدرجة الأولى، والعاطفة إما من خلال ارتباط المرأة برجل آخر واتفاقها معه على قتل زوجها أو أن الزوج قد يكون بخيلاً من الناحية العاطفية.

فالعاطفة والمشاعر هي كل ما يتحكم بالمرأة، وقد يكون هناك ثمة أسباب أخرى كالمسائل الأخلاقية أو الغيرة، ولكن الغالبية العظمى نتيجة قلة الحميمية بين الزوجين أو عدم استخدام الزوج لكلمات الحب والغزل مثلا.

أيضا يلعب الجهل دورا كبيرا في السيطرة على عقلية المرأة، وظنها أنه بمجرد قتل زوجها ستتخلص منه للأبد وتشعر بعدها بالراحة.

والحكم في تلك الحالة يكون غالباً بالإعدام، إلا في حالة الإساءة لها جسدياً أو الدفاع عن النفس فيخفف الحكم بعض الشيء على أن يكون هناك تكافؤ في الدفاع.

والتكأفؤ يعني المساواة في درجة الوسيلة المستخدمة في الاعتداء، بمعنى آلا يستخدم هو قطعة من الخشب وهي آلة من الحديد مثلا أو سكين!

إن بعض القضاة لديهم مبدأ أن من قتل يقتل، في حين يري البعض الآخر أن الدفاع عن النفس يكون حكمه 7 سنوات والإيذاء البدني أو النفسي 10 سنوات.

وفي حالة ما إذا كانت جريمة شرف أرادت هي الدفاع عن ابنتها نتيجة تعدي زوجها على الفتاة مثلا، فيحكم القاضي بالبراءة أو حكم مع إيقاف التنفيذ.

وأضافت الأستاذة راندا أن من أشهر الجرائم التي مرت في التاريخ القضائي هي استخدام إحدى السيدات لمادة (البطاس) من أجل إخفاء زوجها، في حين أن أسهل الوسائل التي تستخدمها المرأة الآن هي وضع صبغة الشعر في الأكل!

وفي النهاية ذكرت أن معظم النساء اللاتي لجأن إلى الجريمة يشعرن بالندم بعد النطق بالحكم، إلا في حالة الدفاع عن الشرف والعاطفة فتقول المرأة "جنازته ولا جوازته"!

بعد معرفة آراء الخبراء سواء من الناحية النفسية والاجتماعية أو القانونية فهل المرأة جانية أم مجني عليها؟ هل الزوج هو من دفعها إلى ارتكاب جريمتها تلك؟ أم نشأتها الإجتماعية هي ما قادتها إلى ذلك؟