حبة الأسبرين الوقائية لدرء النوبة القلبية .. أضرارها أكثر من منافعها

مفيدة للمصابين بأمراض القلب لكنها ضارة للأشخاص الأصحاء ويجب عدم تناول الأسبرين من قبل الرجال دون سن 45 سنة والنساء دون عمر 55 سنة، ممن لم يصابوا في السابق بنوبة الجلطة القلبية أو نوبة السكتة الدماغية،
مفيدة للمصابين بأمراض القلب لكنها ضارة للأشخاص الأصحاء ويجب عدم تناول الأسبرين من قبل الرجال دون سن 45 سنة والنساء دون عمر 55 سنة، ممن لم يصابوا في السابق بنوبة الجلطة القلبية أو نوبة السكتة الدماغية،

في حدث سيؤدي إلى إعادة النظر بالإرشادات التي وضعها أطباء القلب، أكد باحثون بريطانيون أن أخطار تناول الأشخاص الأصحاء لحبة يومية الأسبرين من الجرعات الصغيرة المخصص لمرضى القلب، أكثر من فوائده للجسم.
 
ويشير الاختصاصيون في أمراض القلب عادة على المصابين بأمراضه تناول «الأسبرين الصغير» (75 مليغراما) - بخلاف الأسبرين الكبير الذي يتم يتناوله العلاج الأوجاع عادة أو خفض الحرارة - لدرء حدوث النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، أو تكرار حدوثها. 
 
وقال باحثون في مستشفى سانت جورج بجامعة لندن الذين درسوا حالات 100 ألف شخص من الأصحاء إنهم وجدوا أن تناول حبة الأسبرين الصغير يؤدي إلى خطر حدوث نزف داخلي يفوق كثيرا ما تقدمه الحبة من فوائد صحية. 
 
إلا أن الباحثين استدركوا القول بأن على الأشخاص الذين تعرضوا فعلا إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، أي الذين يزداد لديهم خطر حدوث خثرات دموية تغلق الشرايين المغذية للقلب أو الدماغ، الاستمرار في تناول حبة الأسبرين الصغيرة الموصوفة لهم طبيا. 
 
وطالب الباحثون بوجوب إعادة صياغة الإرشادات الطبية الخاصة بحبة الأسبرين الصغير - التي وصفت بأنها «الحبة السحرية» لملايين الناس - والتي رأى الأطباء أن يتناولها جميع الأشخاص الذي تزيد أعمارهم على 45 سنة لتقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية بل وحتى لتقليل احتمالات الإصابة بالسرطان. 
 
ودرس العلماء حالات الأشخاص المائة ألف الأصحاء الذين تناولوا الأسبرين ووجدوا أنه قلل خطر النوبات القلبية بنسبة 10 في المائة.. مقابل زيادته لخطر النزف الداخلي بمقدار الثلث! وتفترض نتائج الدراسة التي نشرت في الإصدار الإلكتروني لمجلة «أرشيفات الطب الباطني»، أنه مقابل درء حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية واحدة لكل 120 شخصا تناولوا الأسبرين على مدى ست سنوات، حصلت حالة نزف داخلي ملموس لدى واحد من كل 73 شخصا خلال نفس الفترة. ولذا فقد حذروا من مغبة تناول الأصحاء لها كإجراء وقائي. 
 
كما وجد الباحثون أن خطر الوفاة بسبب السرطان لا يتأثر بتناول حبة الأسبرين من الجرعات الصغيرة رغم تواتر نتائج لأبحاث علمية تفيد بأن الأسبرين يحتمل أن يلعب دورا في درء ربع حالات سرطانات الأمعاء. 
 
وقال الدكتور كاوزيك راي الذي أشرف على الدراسة إنه «لا يمكن أبدا الخلاف حول فوائد الأسبرين في مجال درء حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل للأشخاص الذين عانوا من نوبات قلبية أو سكتة دماغية.. إننا نحث الأشخاص الذين تعرضوا لتلك الحالات الاستمرار في تناول كل أدويتهم الموصوفة طبيا». 
 
من جهتها أكدت ناطقة باسم جمعية القلب البريطانية على ضرورة «استمرار المصابين بمشكلات في أمراض القلب تم تشخيصها، في تناول الأسبرين الذي يخفض من احتمالات حدوث نوبة قلبية أو دماغية، لأن فوائده أكبر من أضراره المتعلقة باحتمالات تسببه في حدوث نزف داخلي». 
 
وناشدت جمعية الصيدلة البريطانية الأشخاص الذين يقتنون الأسبرين من دون وصفة طبية مناقشة حالاتهم مع الصيادلة للتدقيق في ما إذا كان الدواء يناسبهم. 
 
وأضاف راي أن «فوائد الأسبرين للأشخاص الذين لم يتعرضوا لمثل تلك المشكلات الطبية في القلب والشرايين.. أقل بكثير مما كان يعتقد حتى الآن. وفي الواقع فإن تناول الأسبرين قد يؤدي إلى احتمالات حدوث ضرر كبير ونزف خطير».
 
ولذلك فإن علينا إعادة صياغة الإرشادات الطبية التي وضعتها «قوة مهمات الخدمات الوقائية الأميركية» مثلا و«إرشادات الجمعيات البريطانية المشتركة» حول تناول هذا الدواء، والتوجه لوضع إرشادات منتقاة لكل مشكلة طبية. 
 
وقال الباحثون إنهم رصدوا حدوث 10 آلاف نزف داخلي مقارنة بحدوث انخفاض في حدوث حالة نوبات قلبية غير قاتلة، بمقدار 1500 حالة. ولذلك فإن المحصلة تشير إلى ضرر واضح لحبة الأسبرين بين الأصحاء. 
 
وكان خبراء الطب قد أشاروا دوما إلى ضرورة تناول الأسبرين في معالجة الأشخاص الذين ثبت لديهم طبيا، مرض في شرايين القلب، إما بعد إصابة الشخص في السابق بنوبة قلبية أو لوجود آلام الذبحة الصدرية. ويشمل ذلك الأشخاص الذين وجد لديهم مرض في شرايين القلب عبر نتائج قسطرة شرايين القلب أو اختبار جهد القلب. وهنا يعتبر تناول الأسبرين من وسائل «الوقاية المتقدمة»، لمنع حصول مضاعفات أمراض شرايين القلب أو لمنع تكرار المعاناة منها. 
 
ويمنع الأسبرين عند تناوله يوميا على سبيل «الوقاية المتقدمة» أو يقلل من احتمالات ترسب الصفائح الدموية بعضها على بعض داخل الشرايين المصابة بترسبات وتضيقات الكولسترول في جدرانها. 
 
ويعلم الأطباء جيدا أن الأسبرين لا يخلو من آثار جانبية قد تهدد سلامة حياة الإنسان أو تؤدي إلى مضاعفات صحية قد تضر بالذين يتناولونه. ومن أهم الآثار الجانبية للأسبرين هو حصول نزيف المعدة أو النزيف الدماغي وظلت الإرشادات الطبية تنص على أنه يجب على الرجال ما بين عمر 45 و79 سنة، تناول الأسبرين يوميا حينما تكون فرص الاستفادة لديهم في منع حصول تداعيات أمراض شرايين القلب أو الدماغ، تفوق ضرر حصول نزيف المعدة أو الدماغ. وللنساء ما بين عمر 55 و79 سنة فإن عليهن تناول الأسبرين يوميا حينما تكون احتمالات حصول جلطة دماغية لديهن تفوق احتمالات حصول نزيف المعدة. 
 
وأكدت على ضرورة عدم تناول الأسبرين من قبل الرجال دون سن 45 سنة، والنساء دون عمر 55 سنة، ممن لم يصابوا في السابق بنوبة الجلطة القلبية أو نوبة السكتة الدماغية، بشكل يومي على سبيل «الوقاية الأولية». 
 
وأشارت الإرشادات إلى أن تناول الجرعات القليلة من الأسبرين، أي إما 75 أو 81 مليغراما، هو مساو، وربما أفضل، من تناول الجرعات العالية للأسبرين، أي 100 مليغرام أو أكثر، عند محاولة وقاية الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.