«سلام وورلد» .. موقع تواصل إسلامي على غرار «فيس بوك»

خبراء من 12 دولة بـ16 لغة في فضاء إسلامي خالٍ من الحرام ,وفي الصورة أحمد عظيموف رئيس «سلام وورلد»
خبراء من 12 دولة بـ16 لغة في فضاء إسلامي خالٍ من الحرام ,وفي الصورة أحمد عظيموف رئيس «سلام وورلد»

 تحت شعار «افتح نفسك للعالم» دشنت إسطنبول التركية، على هامش المنتدى الإعلامي العربي - التركي، مشروع التواصل العالمي «سلام وورلد» الساعي لانفتاح الإسلام على العالم، مراعيا احترام الرأي الآخر، وفق استراتيجية تواصلية «من دون حرام» سواء أخلاقيا أو اقتصاديا.. وذلك بثماني لغات، هي: العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والتركية والكازاخستانية والأوردية والفارسية.
 
وقال المدير التنفيذي للمشروع، أحمد عظيموف، الذي التقته «الشرق الأوسط» في إسطنبول: إن موقع التواصل الاجتماعي «سلام وورلد» يمنح القدرة على التعريف بالإسلام وفضائله من خلال أحدث التقنيات التكنولوجية. وأحمد عظيموف يتحدث العربية بطلاقة، بعد أن درس آدابها في جامعة سانت بطرسبورغ لمدة أربع سنوات.
 
وأضاف عظيموف: يأتي مشروع شبكة «سلام وورلد»، الذي ينتظره نحو 350 مليون مسلم - المتفاعلون مع شبكة الإنترنت - كإطلالة إسلامية على فضاء الإنترنت الواسع، حاملا رسالة المسلمين إلى عالم الشبكات الاجتماعية. وأوضح: من المنتظر تدشين بثه التجريبي مطلع عام 2012 على أن يبدأ تواصله الفاعل مع الجماهير في أبريل (نيسان) 2012.

ويقول عظيموف: على الرغم من أن البعض يقارن مشروعنا مع «فيس بوك» فنحن لا ننوي إقامة مجرد شبكة تواصل اجتماعي. وفي الوقت ذاته إننا عازمون على إقامة منصة تواصل اجتماعي، وكذلك نريد أن تكون هذه شبكة إسلامية دولية بالمعنى الواسع. وننوي دعم الناس المشاطرين للقيم الإسلامية وخلق التواصل بين ممثلي مختلف الثقافات. 


إن هذه مبادرة غير رسمية وغير حكومية. وسيكون تأثيره عميقا. وسنعرض خدمات أكثر من «فيس بوك». في بادئ الأمر نعتزم إزالة مشكلة التواصل. على سبيل المثال، يريد أي شخص في تركيا كتابة رسالة إلى صديقه في إندونيسيا، لكن أيا منهما لا يعرف الإنجليزية. وسيترجم موقعنا الإلكتروني الرسالة المكتوبة بالتركية إلى الإندونيسية فورا وسينقلها إلى العنوان المذكور، أو سيتمكن زائر مسلم من معرفة مكان مطعم حلال أو مسجد في المدن الأوروبية بواسطة موقعنا الإلكتروني.

ويقول عظيموف: «سيعمل موقعنا الإلكتروني بـ6 لغات، من جملتها: التركية والعربية والروسية والإنجليزية في المرحلة الأولى. ونخطط لرفع عدد اللغات إلى 9 فيما بعد. ونأمل في أن خدماتنا ستمكننا من التمثل كمنصة دولية. وعن التمويل يقول: تم جذب 15 بلدا إلى مبادرتنا. وأريد أن أعترف أننا تلقينا عدة عروض كبيرة ووعدت بتخصيص أموال ضخمة، لكننا رفضناها خوفا من شبهة التبعية، ولقد تم توزيع أسهمنا على مختلف المجموعات والأفراد.

وحول موقع الإدارة المركزية للمشروع، قال عظيموف: «اخترنا إسطنبول مركزا له. وذلك لعدة أسباب؛ حيث إننا نعتقد أن إسطنبول من المدن الإسلامية الرائدة من حيث تنمية تكنولوجيا المعلومات. وتقع المدينة بين قارتين، إضافة إلى ذلك، لقد ألغت تركيا نظام التأشيرات مع الكثير من البلدان. ذلك كله سهل اختيار إسطنبول كمركز رئيسي».

من جهته، قال المدير الإقليمي للمشروع بالقاهرة د. علاء إبراهيم عيد، الذي التقيناه في إسطنبول عقب تقديمه للمشروع أمام العشرات من الإعلاميين العرب والأتراك: إن فكرة «سلام وورلد» نشأت في ضوء تزايد الاهتمام العالمي بالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، الذي جعل العالم قرية صغيرة، خاصة في دوائر الشباب، ومن ثم جاءت فكرة المشروع لتعزيز موقع الشباب المسلم في هذا المجتمع وتوسيع آفاقهم ووضعهم في الطريق الصحيح، من خلال توحيد المجتمع الإسلامي الحديث، وإنشاء قناة اتصال عالمية لتعزيز التلاؤم والترابط الاجتماعي دون الخروج عن المبادئ والتقاليد الإسلامية، وتحقيق الذات وتقديم الدعم الروحي والتنظيمي لمسلمي العالم أجمع. 

وتسعى الشبكة الجديدة لصقل الأفكار الإبداعية بمنهج جديد يتوافق مع طموحات المسلمين، وكذا مساعدة المسلمين في جميع أنحاء العالم في بلورة أفكارهم وتحقيقها على أرض الواقع، وإيجاد حلقة متكاملة لربط الأفراد بالقطاعات الأخرى (الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات المختلفة) وتسهيل التواصل بينها من خلال الإعلانات والمشاركات المتعددة.

وتوفر الشبكة خدمة إيصال إعلانات الشركات والمؤسسات إلى أكبر شريحة من الجمهور عبر الشبكة في ضوء «سياسات الحلال» في الإعلانات وحظر المعاملات الربوية، من خلال توسيع الحضور والمشاركين عبر الشبكة ليصل إلى 30 - 50 مليون مستخدم خلال الـ3 سنوات المقبلة.

وتبرز أهمية «سلام وورلد» في الأوساط الإسلامية؛ حيث يبلغ تعداد المسلمين في العالم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم، 54% منهم لا تتجاوز أعمارهم 25 عاما، بينما يبلغ عدد المسلمين الذين يستخدمون الإنترنت ما بين 250 و300 مليون شخص، كما أنه من المتوقع أن يبلغ جمهور الإنترنت من المسلمين 700 مليون مستخدم، خلال الـ10 سنوات المقبلة.

ويعتمد تطوير الشبكة على خبراء وتقنيين متخصصين من عدد من الدول، منها: أذربيجان، وألمانيا، والإمارات، وبريطانيا، وباكستان، والهند، وكازاخستان، ومصر، وماليزيا، ونيجيريا، وروسيا، وتركيا.. وتوفر الشبكة التواصل العالمي من خلال نحو 8 لغات في المرحلة الأولى من المشروع، هي: الإنجليزية، العربية، التركية، الروسية، الفرنسية، الفارسية.

وفي المرحلة الثانية من المشروع سيتم اعتماد عدد من اللغات الأخرى للتواصل عبر «سلام وورلد»، هي: الأوردية، الماليزية، الإندونيسية، الكردية، الصينية، البنغالية، لغة البوشتو، الأذربيجانية، الأوزبكية، الكازاخستانية.. وذلك لمواجهة الحاجات المتزايدة للأقليات الإسلامية في العالم.

وحول المشروع المرتقب وتأثيراته المستقبلية في الخريطة الثقافية للمسلمين وانعكاسات التواصل الاجتماعي عبر «سلام وورلد» على صورة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم، يقول د. علاء إبراهيم عيد، المدير الإقليمي للشبكة بمصر: «سلام وورلد» هو مشروع جديد وواعد؛ فهو عبارة عن شبكة عالمية للتواصل الاجتماعي موجهة لجميع المسلمين بمختلف عروقهم وطوائفهم وبلغات متعددة. وقد نشأت فكرة «سلام وورلد» لتواكب التطور المتسارع للتكنولوجيا، خاصة في مجال الإنترنت، التي تتخذ من فئة الشباب كمستهلك رئيسي لها، مضيفا: «وبما أن هذه الفئة من المجتمع تعد هي الأغلبية الكبرى في العالم الإسلامي فنحن نسعى، من خلال المشروع، إلى تعزيز موقعهم، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح».

ويؤكد عيد أن أهم مميزات هذا المشروع أنه سيكون خاليا من الحرام، وسوف يعطي المسلمين في جميع أنحاء العالم فرصة لمعرفة المزيد حول بعضهم البعض من خلال التواصل المستمر، وتمكينهم من إقامة الأعمال التجارية والعلاقات الشخصية والتواصل الأخوي، كما أنه سيكون متصلا وجامعا لأهم المواقع الإسلامية والثقافية المفيدة التي توفر الخدمات الأساسية المختلفة التي يحتاجها المسلمون في كل وقت وفي كل مكان.

ولعل أهم ما يميز «سلام وورلد» مراعاته للتنوع المحلي وانتشار المسلمين عبر دول العالم، ومن ثم جاء فريق العمل الذي يقوم على تطوير وإطلاق «سلام وورلد» من عدة بلدان من بينها: ماليزيا، الإمارات العربية المتحدة، باكستان، كازاخستان، مصر، أذربيجان، تركيا، روسيا، ألمانيا، بريطانيا، وإسبانيا.. يعمل هذا الفريق تحت إشراف مجلس تنفيذي أعلى متكون من عدة شخصيات عالمية معروفة في العالم الإسلامي من عدة دول مختلفة. كما سيشارك في شبكة «سلام وورلد» مشايخ وعلماء وشخصيات عامة وساسة، ومشاهير في مجالات الثقافة والعلوم وصناعة السينما وكبار رجال الأعمال.

وحول الأهداف الأساسية من مشروع الشبكة العالمية للتواصل «سلام وورلد»، أوضح د. عيد أن توحيد المجتمع الإسلامي المعاصر، وإنشاء قناة اتصال عالمية لتعزيز التلاؤم والترابط الاجتماعي دون الخروج عن المبادئ والتقاليد الإسلامية أبرز أهداف المشروع، بجانب إيجاد حلقة متكاملة لربط الأفراد بالقطاعات الأخرى (الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات المختلفة) وتسهيل التواصل بينها من خلال الإعلانات والمشاركات المتعددة، ومساعدة المسلمين في جميع أنحاء العالم في بلورة أفكارهم الإبداعية وتوفير الفرصة لهم لتحقيقها على أرض الواقع، وتوفير فرصة استخدام العلاقات القبلية والعائلية، وإيصال إعلانات الشركات أو المؤسسات إلى أكبر شريحة من الجمهور عبر الشبكة.

يأتي على سلم أولويات «سلام وورلد» تشجيع العالم على الانفتاح أكثر على الإسلام والمسلمين، وفتح مجالات أمام المسلمين أنفسهم للانفتاح على بعضهم البعض والتواصل المستمر بينهم أينما كانوا، وكذا إثراء التراث الثقافي في العالم من خلال التواصل بين الشعوب المسلمة كإطار أول بينهم وبين العالم ثانيا والتعريف بما حققته الحضارة الإسلامية من إنجازات.

ولعل أبرز ما يلفت النظر ويبشر بإنجازات منتظرة على صعيد الخريطة الثقافية للمسلمين، ما سيحققه «سلام وورلد» من خلق فضاء مفتوح في شبكة الإنترنت يسمح للمستخدمين المسلمين بتحقيق مبدأ «أينما كنت فأنت في بيئة إسلامية»، إضافة إلى توفير فرص للإبداع والابتكار.

وحول رسالة «سلام وورلد» يقول عظيموف: يعتبر «سلام وورلد» أول موقع للتواصل الاجتماعي يقدمه المسلمون للعالم، يقدمه المسلمون في روسيا بتمويل المسلمين في تركيا بتقنيات المسلمين في الهند ويعاونهم فيه مسلمون من نحو 15 دولة، والهدف منه إنتاج جديد ينقل فكرة المنهج الوسطي للإسلام للعالم أجمع، ويحق للمسلم وغير المسلم الدخول والتواصل من خلاله، وسيتم استبدال بعض المصطلحات الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي وأسلمتها كتحويل لفظ صديق إلى لفظ «أمة»، وهكذا، كما يقدم بعض الخدمات المتميزة التي تعلي من قيمة الدين الإسلامي كالصلاة والأحاديث النبوية والقرآن والإذاعات الإسلامية والقنوات التلفزيونية الإسلامية. 

فـ«سلام وورلد» في النهاية يهدف إلى التواصل الاجتماعي بضوابط الإسلام فيخلق بيئة من الأمان الإلكتروني للأسرة المسلمة والأسرة غير المسلمة. وموقع «سلام وورلد» يموله مجموعة من رجال الإعلام المسلمين، سيكون مقره إسطنبول، وله فروع في كثير من المدن حول العالم، بينها القاهرة ولندن وموسكو ودبي ونيويورك.

بينما يذهب د. علاء عيد، في حديثه عن جوهر رسالة الشبكة العالمية، بقوله: «لا يخفى علينا أن العالم الإسلامي الحديث يتألف من الكثير من المجتمعات المختلفة من حيث العادات والتقاليد والثقافات المختلفة، حتى من حيث الجانب الديني فإنهم يتبعون مناهج ومدارس إسلامية مختلفة، وفي بعض الأحيان يكون كل مجتمع متمسكا بمنهجه، كما أن آلية الشبكات الاجتماعية العلمانية ليست مناسبة لاحتضان كل هذه المجتمعات الإسلامية، كما أن هذه الجماهير المختلفة المكونة لهذه المجتمعات في حاجة إلى وسائل مختلفة للمعلومات وبطرق مختلفة لإيصال رسالة مقبلة من مصدر واحد؛ لذلك فإن شبكة التواصل الاجتماعي (سلام وورلد) ستكون وسيلة للتقارب بين هذه المجتمعات ووسيلة للحوار الحضاري الراقي بين هذه المجتمعات الإسلامية المختلفة من دون الخروج عن آداب الحوار أو الإساءة واحترام عادات وتقاليد المجتمعات المختلفة».

ومن ثم يرى القائمون على الشبكة الجديدة التي تنافس «فيس بوك» و«تويتر» أن رسالتهم الأساسية أن يصبح «سلام وورلد» مساحة مفتوحة لمحو الحدود الاجتماعية والمجتمعية والحواجز التي تعوق حرية الاتصال بين المسلمين من مختلف البلدان والمجتمعات المحلية، فضلا عن التدفق الحر للمعلومات، وأن يتمكن الموقع من تعزيز التفاهم المتبادل والتسامح داخل المجتمع، وأن تكون الشبكة وسيلة ربط بين مختلف المجتمعات والعرقيات والمجموعات الإقليمية التابعة للأمة المسلمة.

ويضيف عيد: نسعى أن نكون الجسر الذي يربط بين الأمة وبقية العالم، بين الإسلام والمجتمعات الأخرى، وأن يتغلب المسلمون على عائق اللغة ويتمكنوا من التواصل بينهم باختيار أكثر من 16 لغة من لغات العالم الإسلامي انتشارا.

وضمن أهداف المشروع التي أعلنها المؤتمر الافتتاحي في إسطنبول:-
- إنشاء قناة اتصال عالمية لتعزيز التلاؤم والترابط الاجتماعي دون الخروج عن المبادئ والتقاليد الإسلامية.

- إيجاد حلقة متكاملة لربط الأفراد بالقطاعات الأخرى (الشركات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات المختلفة) وتسهيل التواصل بينها من خلال الإعلانات والمشاركات المتعددة.

- مساعدة المسلمين في جميع أنحاء العالم في بلورة أفكارهم الإبداعية وتوفير الفرصة لهم لتحقيقها على أرض الواقع.

- توفير فرصة استخدام العلاقات القبلية والعائلية.

- إيصال إعلانات الشركات أو المؤسسات إلى أكبر شريحة من الجمهور.

- تشجيع العالم على الانفتاح أكثر على الإسلام والمسلمين، وفتح مجالات أمام المسلمين أنفسهم للانفتاح على بعضهم البعض والتواصل المستمر بينهم أينما كانوا.

- إثراء التراث الثقافي في العالم من خلال التواصل بين الشعوب المسلمة كإطار أول بينهم وبين العالم ثانيا والتعريف بما حققته الحضارة الإسلامية من إنجازات.

- خلق فضاء مفتوح في شبكة الإنترنت يسمح للمستخدمين المسلمين بتحقيق مبدأ «أينما كنت فأنت في بيئة إسلامية».

- توفير فرص للإبداع والابتكار.