الدكتور أحمد أبو السعود وأسرار جديدة عن جراحات التجميل

قدماء المصريين هم أول من عرفوا جراحات التجميل فى العالم وفى التاريخ كله وظهر ذلك أول ما ظهر فى مدينة ممفيس المصرية القديمة سنة 2500 ق.م
قدماء المصريين هم أول من عرفوا جراحات التجميل فى العالم وفى التاريخ كله وظهر ذلك أول ما ظهر فى مدينة ممفيس المصرية القديمة سنة 2500 ق.م

حاوره: مجيب رشدي
"التخدير" برئ من رقبة سعاد نصر!! .. وهذا رأيي في نجمات الماضي والحاضر..
لم ينسَ د. أحمد أبو السعود أستاذ جراحة التجميل أن يذكر بكل العرفان من سبقوه أو من قامت على أكتافهم هذه الجراحات فى مصر.. وخلال مشواره معطب التجميل عبر سنوات طويلة قضى معظمها فى بلده وتخللها سفر واستقرار لبعض الوقت فى باريس استطاع أن يترك لمسته الجمالية والإنسانية على وجوه العشرات من نجومنا ونجماتنا، وهو هنا يحكى عن ذلك بكل حب رغم أن دوره فى مجال الطب اتسع ليشمل مجالات اجتماعية وثقافية ورياضية، مما يؤكد أنه طبيب بدرجة إنسان.
في البداية .. يقول د. أحمد أبو السعود: قدماء المصريين هم أول من عرفوا جراحات التجميل فى العالم وفى التاريخ كله، وظهر ذلك أول ما ظهر فى مدينة ممفيس المصرية القديمة سنة 2500 ق.م وعمليات تقشير الجلد تمت وقتها بواسطة بودرة الألبستر مع زيت حيوانى ويفرك بها الوجه..
كل هذه المعلومات عرفتها عندما زرت مدينة ممفيس الأمريكية ووقف عمدة المدينة يتحدث بكل فخر عن المدينة المصرية القديمة وسعادته بأن مدينته تحمل نفس الاسم.. واستكمالاً للحديث عن عمليات التجميل كان المصريون القدماء يستخدمون مشارط معينة مصنوعة من الفخار المقوى الذى يساعد على فتح الجلد بعيداً عن أى ملوثات بيئية، وكانوا يستخدمون المخدر الموضعى والعمومي باستخدام حامض الخل وبعض المواد الأخرى التى تعطى ارتخاءً للعضلات، وكانوا يضعونها بطريقة موضعية أو عن طريق الحقن برمحٍ صغير جداً، وكان ذلك يعطى تخديراً عمومياً بعد نصف ساعة (وذلك مدون بمجلة التخدير العالمية منذ 10 أو 15 عاماً)..
واستمر التجميل عندهم بهذه الصورة (المرأة عندما تصل لسن 45 أو أكثر تختفي عند الغجر أو كنهة آمون فى العهود القديمة، وكانوا يقدمون لها هذه العمليات التجميلية من تقشير وحرق للوجه يساعد على اختفاء التجاعيد وتعيد للوجه نضارته).
بعيداً عن الجراحة:
هل استفاد العرب من هذه التجربة لقدماء المصريين؟
- بلا شك.. وتتبعوا كل هذه المدارس ودرسوها ولكنهم طوروا أنفسهم بسبل أخرى بعيداً عن الجراحات التجميلية واكتفوا باستخدام الأعشاب الطبيعية.
وماذا عن جراحات التجميل فى مصر حديثاً؟
- أول الجراحين الذين عرفناهم فى مصر كان جراحاً يهودياً يعرف باسم "ليفى لينز" وكانت عيادته فى ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة فوق جروبى، وكان متخصصاً فى عمل تجميل للأنف وشد جزء من الوجه بالإضافة لعمليات الأنف والأذن والحنجرة وذلك فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، أما بعد الحرب العالمية الثانية فهناك اثنان من المصريين الذين سافروا وحصلوا على زمالة الجراحين من انجلترا وهما د. حسن حجازىود. ميشيل فهمى، وبعد عودتهما إلى القاهرة التحقا بوزارة الصحة.. أحدهما فى مستشفى المنيرة، والآخر فى مستشفى أحمد ماهر.. وعلى أكتافهما قامت جراحة التجميل فى مصر.
ويواصل أبو السعود:
- جاء بعد ذلك في وزارة الصحة د.على أبو الوفا، ثم جاء دور الجامعات المصرية حيث تم افتتاح قسم لجراحة التجميل فى كلية طب عين شمس برئاسة د.نادر سويلم، ثم جامعة الإسكندرية برئاسة د.فريد مصطفى، وجاءت مشاركة القصر العينى متأخرة بعض الشئ ولكنها تمت بافتتاح قسم برئاسة د.جمال البحيرى.. بعد ذلك أقامت وزراة الصحة مستشفى للتجميل وعلاج الحروق برئاسة د.حسن حجازى، وكنت وكيلاً لهذه المستشفى ثم شرفت برئاسة قسم جراحة التجميل بوزارة الصحة والتى أصبح لها أقسام لجراحات التجميل بكل المستشفيات التابعة لها، وكان لى الشرف أن أرسل 45 طبيباً فى منح للخارج فى فترة رئاسة المرحوم الوزير "محمود محفوظ" وزير الصحة الأسبق ود.حلمى الحديدى.
- يقولون إن شرب الماء بكثرة مفيد جداً للبشرة.. فما صحة ذلك؟
- هذا الكلام صحيح 100% .. فجسم الإنسان يعتمد على الماء الذى هو سر الحياة.. وشرب الماء بكثرة يجعل هناك سيولة فى الدم وبالتالى يشد البشرة، وقلة المياه تصيب الجسم بالجفاف فيؤدى ذلك إلى التجاعيد والترهلات.
- خطأ طبى:
تحدثتم عن أهمية موضوع التخدير فى عمليات التجميل.. إلا أن بعض الفنانات دفعن حياتهن ثمناً لذلك مثل "سعاد نصر"؟
-  الخطأ فيما حدث لسعاد نصر خطأ طبي وليس تخديراً أو جراحة.. فقبل بداية العملية الجراحية سقطت الأنبوبة التى تدخل الأكسجين إلى الجسم ورغم السرعة فى تلافى هذا الخطأ.. إلا أن الوقت كان متأخراً وكانت النتيجة سيئة.
- ولذلك أحرص فى كل العمليات التى أجريها أن يكون أطباء التخدير على أعلى مستوى لتلافى أى أخطاء صغيرة قد تحدث وربما ينتج عنها مصائب كبيرة، كما فى قصة "سعاد نصر" وكما يقولون "معظم النار يأتى من مستصغر الشرر".
ما هو الجديد فى جراحات التجميل الآن وما الذى تغير فيها؟
- الجديد هو ما يعرف باسم المواد الممتلئة مثل هايلورونيك أسيد.. وهو مادة عندما يحقن بها الوجه أو مناطق فى الجسم تقوم بعلاج التجاعيد والترهلات،وكثيرون يفضلون هذه الحقن الآن بدلا من إجراء الجراحات.
أما بالنسبة للتغيرات التى طرأت على جراحات التجميل.. فالفكرة تظل واحدة لم تتغير منذ بدء الخليقة، ولكن الذى تغير هو التكنولوجيا، الآلات، الأجهزة والإضاءة التى أصبحت تنير الوجه كله بحيث تصل إلى أدق الخلايا الموجودة وتعالجها، واستخدام الميكروسكوب الجراحي في الأماكن المحظور الجراحة فيها أصبحت ممكنة ومساحة العمل والإصلاح أصبحت كبيرة وهذا أعطانا فكرة أننا نستطيع فعل الأحسن، وأصبح هناك زراعة أنسجة وأطراف وزراعة وجه.
- الجلد والعيون:
من الخلفية التاريخية والتطور العلمى لجراحات التجميل إلى نجوم السينما.. لماذا فى رأيك هم الأكثر لجوءاً إلى عمليات التجميل؟
تعرضهم الدائم للأضواء إضافة إلى عوامل السن الطبيعية، فالإضاءة المستمرة لساعات طويلة تأخذ من حيوية الجلد والعيون، ونحن نحاول عمل شئ جيد يعطى لنا نتيجة أفضل مما قمنا به.
 
وماذا عن تكرار بعض النجوم والنجمات لعمليات التجميل؟
- المسألة فى النهاية أن تكون جراحات التجميلجراحات إنسانية مثل أى شئ، فليس بالإمكان أن أجعل رجلاً أو أمرأة فى الستين يبدو وكأنه شاباً أو شابة فى الثلاثين.. كل ما نفعله هو إزالة الظل الذى يكون تحت العيون وفى منطقة الرقبة لتبدو الصورة أفضل.
من هم أشهر نجوم ونجمات السينما الذين أجريت لهم جراحات تجميلية؟
- كثيرون مثل "تحية كاريوكا" و "سامية جمال" وكنت صديقاً لزوجها "فايز حلاوة"،وهناك أيضاً "عقيلة راتب" وكانت أول عملية شد وجه عام 1968 (وهى سيدة عظيمة ومثقفة وهى ابنة خالة ميمى وزوزو شكيب)، أيضاً هناك "فايدة كامل" و "شهرزاد"، ومن النجوم هناك "محمود مرسي" و "رشدى أباظة".
ما هى رؤيتك لجمال النجمات الآتية أسماؤهم؟
- سعاد حسنى:
مقاييس جمالها تعتمد على عدة عناصر منها.. الشباب والحيوية التى أعطت لوجهها بريقاً وتألقاً، ولذلك عندما زاد وزنها وتقدمت في العمر فقد الوجه هذا البريق.
- فاتن حمامة:
سيدة راقية فى كل شئ .. مقاييس جمالها معقولة وتدل على جمال راقٍ.
- ميرفت أمين ونجوى إبراهيم:
هما مثال للجمال الحقيقي.. جمال أوروبى ممزوج بجمال شرقى.
- ماجدة:
جمال مصرى متحضر.. تجد ذلك فى عيونها الأشبه بملكات الفراعنة، ووجهها وبروفيلها المسحوب جعل لها جمالاً مصرياً خاصاً.
- نجلاء فتحى:
هى أشبه ببرنسيسة من دول الشمال.. كنت صديقاً لوالدها النبيل "حسين فتحى" (وكان له صلة بالملك فاروق) ووالدتها سيدة فاضلة، وزوجها "حمدي قنديل" صديق العمر.
- ليلى علوى:
لها كاريزما خاصة وجهها جميل جداً، مشكلتها كانت فى السمنة ولكنها سيطرت عليها.
- يسرا:
هى رمز لجمال الخواجات.. سيدة مثقفة وجميلة شكلاً وموضوعاً
ومن من نجمات الجيل الحالى يجذبك جمالهن؟
- "غادة عادل" و"هند صبري" و "منى زكى" فلهن جمال مصرى مطعم، ثم "نيللى كريم" وأرى فيها "دوريس داى" مصر.
ومن النجوم؟
- زمان"يوسف بك وهبى" و "شكرى سرحان" و "عماد حمدى" ثم "حسين ومصطفى فهمى" وحالياً "تامر هجرس" و "خالد أبو النجا" و "باسم سمرة".
من هم تلاميذك؟
- نخبة من الشباب أعتز بهم مثل: "أشرف زكرى".."ممدوح صلاح".. "أحمد الدنف".. "ثريا ترزاكى" و "مصطفى عبد الرحمن".. وابني "حسن".
دعم فرنسى:
وهل ابن الوز عوام؟
طبعاً.. فقد رفض الوظيفة في المؤسسة التي أرأسها وسافر إلى فرنسا للدراسة، ولأنه فرانكفونى الثقافة والمزاج فقد أحبه الفرنسيون وساعدوه وأعطوه الكثير.
وما هى نصيحتك لهؤلاء الشباب من الأطباء؟
- "لا تتسامح فى حقوق مرضاك.. وبلدك" المقولة التي نادى بها الزعيم مصطفى كامل منذ عقود ولا زلت مؤمناً بها حتى الآن.