النيابة العامة استدعت ثلاث فتيات لسماع أقوالهن بعد اتهام هالة سرحان بفبركة حلقة "بنات الليل"

استدعى مكتب النائب العام المصري رئيس تحرير برنامج في قناة فضائية وثلاث فتيات اتهمن برنامج "هالة شو" الذي تقدمه الإعلامية الشهيرة د. هالة سرحان بالتغرير بهن لفبركة الحلقة التي تم بثها من قناة "روتانا" عن بنات الليل.
وفيما استبعد قاض سابق في قضايا الآداب استعانة هالة ببنات ليل مزيفات معتقدا أن البنات الثلاث ربما وجدن من يدفع لهن مبالغ مالية للتراجع عن اعترافاتهن واتهام المذيعة بالخداع، رفض رئيس تحرير برنامج "هالة شو" الحديث في الموضوع مكتفيا بالقول إن قناة روتانا ود.هالة سيقمن باتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذا التشهير من قناة فضائية وصحيفة يومية مستقلة، وإن بيانا سيصدر في وقت لاحق للرد على ذلك.
وكان برنامج "٩٠ دقيقة" فجر مفاجأة على قناة المحور السبت 10 – 2 -2007، عن قيام قناة "روتانا سينما" بتأجير فتيات لأداء أدوار بنات الليل في سلسلة الحلقات التي بدأت عرضها في الأسبوع الماضي وتستكملها الاثنين 12 -2 -2007 لمناقشة قضية فتيات الليل في مصر، واستضافت فيها الصحفية مشيرة موسي والمحامي عاصم قنديل والمخرج مجدي أحمد علي، والفنانة دلال عبدالعزيز وصفاء جلال.


تحقيق في مكتب النائب العام
وقال بشير حسن رئيس تحرير البرنامج لـ"العربية.نت" إن مكتب النائب العام استدعاه مع البنات الثلاث اللاتي سيجري معهن التحقيق بشأن أقوالهن في البرنامج، وذلك عقب بلاغين من المحامي نبيه الوحش، ومصطفى عبدالعزيز رئيس حزب المحافظين.
واتهما في بلاغيهما هالة سرحان بالتغرير بالفتيات وإقناعهن بتقمص شخصيات فتيات ليل مقابل مبالغ مالية ووعدتهن بأن وجوهن لن تظهر، لكن ما ظهر منها كان كافيا للتعرف عليهن.
ونفى الصحافي أحمد الخطيب أحد معدي برنامج "90 دقيقة" بأن تكون الفتيات تعرضن لضغوط من أي جهة لكي يذهبن إلى قناة المحور ويكذبن الاعترافات التي نسبت لبنات الليل في برنامج "هالة شو".
وقال إن هؤلاء من اللاتي يتم الاستعانة بهن ضمن جمهور البرنامج للقيام بمهمة التصفيق، لكن د. هالة – حسب أقوالهن – طلبت منهن انقاذهن من ورطتها وتقمص دور بنات الليل مقابل مبالغ مالية.
وأشار إلى أن "فريق البرنامج توفرت له معلومات عن قيام د. هالة سرحان بفبركة هذه الحلقة، حيث اتصلت الفتيات ببعض الصحفيين ومنهم الكاتب سيد علي في الأهرام الذي نشر مقالا حول الموضوع، فوصلنا اليهن وسجلن معهن في جريدة "الأهرام" وفي بيت واحدة منهن".
وأضاف أن "شقيق إحداهن ويدعى سامح عزيز اتصل بنا في برنامج "90 دقيقة" وقال إنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام "الأحد" ضد هالة سرحان يتهمها بالتغرير بشقيقته، وسيظهر في حلقة الليلة "الأحد" من البرنامج مع أقوال لجيرانهن وبعض أقاربهن. وضمن هؤلاء الفتيات، صعيدية هاربة حاليا من أهلها "بعد أن هددوها بالقتل".

بيان من هالة وقناة روتانا
وقال محمد هاني رئيس تحرير برنامج "هالة شو" لـ"العربية.نت": ليس عندي تعليق على هذا التشهير الذي حصل في قناة "المحور" أو في جريدة "المصري اليوم" ولكن ما أعلمه أن قناة روتانا وبرنامج "هالة شو" وهالة سرحان شخصيا سيقومون بالرد على ما أثير من تشهير بالطريقة التي يرونها مناسبة كقناة وكبرنامج وكإعلامية بالنسبة للدكتورة هالة سرحان. هذا حقهم وأعتقد أنهم سيتخذون إجراءات بشأنه بالطريقة التي يرون أنها مناسبة. وأوضح أن بيانا سيصدر في وقت لاحق اليوم "الأحد" للرد على ذلك.
وفي اتصال مع المستشار مرسي الشيخ حول ما يمكن أن يترتب على هذه القضية المثارة قال لـ"العربية.نت": القانون يحتم على هؤلاء البنات اثبات كلامهن بأنهن تقمصن شخصيات فتيات الليل على غير الحقيقة، وأن الواقعة برمتها ليست صحيحة ووقع عليهن ضرر بسبب ذلك.
وأضاف الشيخ -وكان قاضي آداب سابقا- أنه رأى الحلقة المعنية من برنامج "هالة شو" حيث كان هناك ما يخفي وجوههن واعترفن بأنهن بنات ليل ومعهن تراخيص من الآداب، وكانت هالة سرحان تعرب عن استغرابها ودهشتها من اعترافاتهن، فهو كلام لم يسمع عنه أحد ولم أسمع عنه أنا كقاض سابق في قضايا الآداب.
وكرر أنه المطلوب من البنات اثبات أن هذه الوقائع مفبركة ومقصود منها تضليل الرأي العام واثارة معلومات كاذبة عن أشياء غير صحيحة.. إذا حدث ذلك ستكون هناك شبهة جريمة وليست جريمة كاملة.

شهادتهن ينقصها الإثبات
وعبر المستشار الشيخ عن اعتقاده بأن بنات الليل اللاتي جاءت بهن هالة لسن مزيفات، كما أنهن أخفين وجوهن ومن ثم لا يعرف أحد من هو المتحدث. وقال: لا يكفي اعترافاتهن بالفبركة، لابد من دليل أو إثبات يؤكد ذلك الكلام، فقد قبلن تقمص شخصيات بنات الليل وأداء ما اعتبرنه لاحقا فبركة ومن ثم لا تؤمن لهن شهادة، ويجب أن يقدمن الدليل.
ويفترض أن تتم محاسبتهن لأنهن وافقن على أداء هذا الدور وتضليل الرأي العام وحث المجتمع على الفساد والانحلال وأنه شئ عادي في بيوتات مصرية، بينما لم تظهر هالة سرحان بأنها هي التي تضلل، على العكس كانت تستغرب وتستنكر وتستهجن سلوكياتهن.
ويؤكد المستشار مرسي الشيخ: لن يترتب على كلامهن أي عقوبات قانونية ضد هالة سرحان، وعموما ما جاء في حلقة بنات الليل ليست ظاهرة بوجه عام في مصر ولم نسمع عنها من قبل.
وعن الدافع اذن لتأكيدهن وقوع الفبركة، يرى المستشار مرسي الشيخ أنه يسهل دفع بنات الليل للتراجع عن أقوال سابقة قلنها والادعاء بأنه جري تغريرهن، وهذا أمر ليس من الصعوبة.
وقالت جريدة "المصري اليوم" الأحد 11 – 2 - 2007 إن حلقة هالة سرحان «هالة شو» استعرضت حالات لثلاث فتيات هن «حبيبة ومنة وغادة» بزعم أنهن مارسن الدعارة، وروت كل منهن تجربتها، والتي كانت في الواقع حكاية خيالية وهمية لقنها فريق البرنامج لكل فتاة.
القصة كما روتها «أماني» خريجة السياحة والفنادق والتي ظهرت باسم «حبيبة» بدأت باتصال تليفوني تلقته أماني من صديقتيها مروة وولاء، طلبتا منها أن تشاركهما في حلقة مع هالة سرحان، ضمن مجموعات الموديل والمجاميع التي تحضر التصوير ويقتصر دورها علي التصفيق، وأكدا في اتصالهما أن شخصا يدعي «رضا» من طاقم البرنامج هو الذي اتصل بهما وطلب منهما إحضار فتاة ثالثة معهما.

قالت لنا إنها في ورطة
وبالفعل ذهبت أماني بصحبة صديقتيها إلي الاستوديو، وقابلتهن هالة سرحان، وقالت لهن حرفيا: حسب كلامهن "انتوا جيتوا علشان تصفقوا في الحلقة، لكن أنا واقعة في ورطة، ومطلوب مني عمل حلقة عن فتيات الليل، أرجوكم ساعدوني عايزاكم تنقذوني وتمثلوا إنكم بنات ليل، وما تخافوش أوعدكم وحياة ابني الوحيد محمد محدش حيعرف شخصيتكم، أنا حاعرض صوركم مشوشة وحاغير صوتكم وبدل ما الواحدة تاخد ٣٠ جنيها ثمن التصفيق، حتاخد ٢٠٠ جنيه".
وقالت أماني: حسيت أنها واقعة في ورطة، وأنها ضعيفة جدا، ودي كمان هالة سرحان، وبمجرد موافقتنا أخذنا «رضا وسكرتارية هالة» وقاموا بتحفيظنا أدوارنا، وكان دوري الذي تم تلقيني به هو أنني أعيش مع زوج والدتي الذي يعاملني بطريقة سيئة، فاضطررت إلي نزول الشارع واحترفت بيع جسدي، بمقابل مادي يصل أحيانا إلي ١٠ آلاف جنيه في الليلة الواحدة.
وتضيف أماني: أقنعتنا هالة بأن الموضوع كله ضحك في ضحك، وقامت بإحضار وجبات بيتزا علي نفقتها قبل التصوير، وبعد انتهاء التصوير جلست معنا في الاستراحة وقالت لنا: انتم زي بناتي وقامت بالتصوير معنا وأحضرت لنا عصائر ثم قالت: سأعطيكم مائتي جنيه إضافية لأنكم غلابة بس علي شرط تقفلوا تليفوناتكم، وعندما سألتها: هو صحيح انتي معندكيش أبناء غير محمد، ردت قائلة: كان نفسي في بنت حلوة زيك كده، ووعدتنا بأن الحلقات لن تعرض قبل شهرين ووعدتنا كذلك بالعمل معها في البرنامج وأنها ستوفر لنا شغل خارج مصر، وعندما رفضت وطلبت منها العمل داخل مصر ردت قائلة: هخليكي زي «سماح» التي تشرف علي الموديل.
وتواصل "المصري اليوم" نقلا عن "برنامج 90 دقيقة" بقناة المحور: بالفعل ذهبت ومعي مروة وولاء بعد تسجيل البرنامج، لمكتب هالة لتنفيذ وعدها بتوظيفنا معها، فقام الأمن بطردنا ومنعونا من مقابلتها، فاتصلت بالسكرتيرة أمل فردت علي قائلة: الدكتورة مش فاضية ولو اتصلتي تاني، الدكتورة حتعرض الصور الحقيقية وعلي فكرة القانون لا يحمي المغفلين. وتبكي أماني قائلة: خطيبي تركني بعد أن تعرف علي في البرنامج وأسرتي تحطمت والفضيحة تطاردنا ولا أدري كيف أحصل علي حقي منها؟.
لم تختلف القصة كثيرا مع مروة والتي ظهرت في دور «منة»، وإن كانت الحلقات قد تسببت في انفصالها عن زوجها والذي ينوي تطليقها وقال لها: انتي فضحتيني وبدل ما أقتلك حابعدك عن طريقي، وقالت مروة: دوري كما حفظوه لي أنني مطلقة أصطاد الزبون وأجعله لعبة في يدي، لدرجة أنني أضربه، ورغم أنني شاركت في حلقات هالة من قبل، إلا أن دوري لم يتجاوز التصفيق وكنت أحضر الحلقة أشوف نجوم وأصفق، وأخذ ٣٠ جنيها دون أن أتعري أو أرتكب أي خطيئة وزوجي يعلم هذا، لكنها ضللتنا وخدعتني وأصبحت أنا وزميلاتي في النهاية الضحية.
قصة ولاء هي الأكثر سخونة ومأساوية، إذ انفصل عنها خطيبها رغم عقد قرانهما، وتطاردها أسرتها الصعيدية للقصاص منها، بعد أن فضحتهم حسب تعبيرها، لدرجة أنها لم تغادر منزلها منذ عرض الحلقة، بينما دخلت والدتها في حالة انهيار شديد، وتقول ولاء: ظهرت خلال الحلقات باسم «غادة» وربطوا «شاش» علي يدي باعتبار أن الرجل الذي كان معي هو الذي ضربني، وبعد عرض الحلقة تركني خطيبي وتواجه أسرتي الفضيحة، خاصة أنهم في البلد عرفوا هذه المصيبة رغم أنهم لم يشاهدوا الحلقة.
ويقول والد أماني: ابنتي أول مرة تذهب لهذا البرنامج، لكنني أحمل هالة سرحان مسؤولية تبويظ الإعلام وتشويه صورة المذيعين، وأطالب كل مسؤول في الدولة بدءا من الرئيس مبارك بإنقاذ بنات مصر ومستقبلهن من التشويه علي يد هالة سرحان.
وقالت والدة ولاء: كان نفسي ان هالة تتقي ربنا في بنتي وتتذكر أنها أم، كما أطالب المسؤولين بمنع عرض بقية الحلقات.
وقال بشير حسن رئيس تحرير برنامج "90 دقيقة": استضفنا الكاتب الصحفي سيد علي، والصحفية حنان شومان للتعليق على الموضوع، واستقبلنا مكالمات هاتفية كثيرة، وحاولنا الاتصال بهالة سرحان للرد علي هذه الاتهامات، لكنها لم ترد على اتصالاتنا.