وفاة مخرجة الأفلام الرومانسية نورا إيفرون عن 71 عاما

عندما يذكر اسم المخرجة الأميركية نورا إيفرون لا بد أن يتذكر المرء أفلاما مثل «عندما التقى هاري بسالي» لميغ رايان وبيلي كريستال، أو «ساهر في سياتل» لتوم هانكس وميغ رايان، وعددا كبيرا من الأفلام الرومانسية الخفيفة التي جذبت الجماهير واتخذت مكانا بارزا في تاريخ السينما الأميركية.


المخرجة التي عانت مرض سرطان الدم (اللوكيميا) مؤخرا توفيت بمستشفى في نيويورك عن 71 عاما.

وكانت إيفرون، التي تعد أحدث أبرز الكاتبات والمخرجات في مجال يهيمن عليه الرجال، مدونة شهيرة وكاتبة صحافية وروائية أيضا.

ومن بين أشهر أفلامها أيضا «سيلك وود» و«جولي وجوليا» و«يو غيت ميل» (لديك بريد).

وارتبط عدد من نجوم هوليوود بأفلام إيفرون، مثل ميغ رايان التي قامت بتمثيل فيلمين لإيفرون، هما «ساهر في سياتل» و«لديك بريد»، وتوم هانكس الذي شارك رايان بطولة الفيلمين وكون معها أحد أنجح ثنائيات هوليوود.

وقد توالت ردود الفعل من نجوم هوليوود بعد نبأ وفاة إيفرون، حيث قالت الممثلة ميريل ستريب التي قامت ببطولة أكثر من فيلم لإيفرون كان آخرها «جولي وجوليا» لصحيفة «نيويورك تايمز»: «نورا كانت تهتم بأدق التفاصيل وتقدح ذهنها وتمعن التفكير وتقول كيف أستطيع أن أجعل الأمر أكثر مرحا؟». ووصفت المغنية والممثلة بيتي ميدلير نورا «بأنها روح رائعة»، في حين قال المخرج رون هاورد إنها كانت «رائعة وكريمة ومرحة».

وقال الممثل بيلي كريستال الذي قام ببطولة فيلم «عندما التقى هاري بسالي»: «إنني حزين للغاية لوفاة نورا». وأضاف: «كانت كاتبة رائعة ومرحة، وتجسيدي لشخصية هاري أمام الممثلة ميغ رايان التي لعبت دور سالي سوف يكون له دائما مكانة خاصة في قلبي، فقد كنت محظوظا للغاية لتمثيل فيلم من تأليفها».

وحسب تقرير لمراسلة «نيويورك تايمز»، تشارلز ماكغراث، فإن إيفرون في كلمة ألقتها في عام 1996 في «كلية وليسلي» التي تخرجت فيها، قالت إنها لم تتوقع لنفسها القيام بأي عمل ناجح على الإطلاق، ولكنها ماتت بعد أن قامت بالكثير من الأعمال، التي كانت جميعها ناجحة على الرغم من تزامن كثير منها مع بعضه.

كانت إيفرون صحافية ومدونة وكاتبة مقالات ومؤلفة روايات ومسرحيات وتم ترشيحها للحصول على جائزة الأوسكار لأفضل كاتب سيناريو ومخرج، وهو أمر نادر في صناعة السينما التي يسيطر فيها الرجال على مهنة الإخراج.

ولدت نورا إيفرون في 19 مايو (أيار) من عام 1941 في أبر ويست سايد في مانهاتن، وكانت الأخت الكبرى لأربع شقيقات، أصبحن جميعا كتاب. لم يكن هذا الأمر مستغربا، حيث إن الكتابة كانت مهنة العائلة، حيث كان والدها هنري، ووالدتها فيبي، يعملان في كتابة سيناريوهات الأفلام في هوليوود. ومن بين الأفلام الكثيرة التي ألفها والداها، «كاروسيل» و«لا شيء أروع من عالم الاستعراض» و«كابتن نيومان إم دي».

وحسب ما ذكرت الـ«نيويورك تايمز» فقد دخلت إيفرون عالم السينما عن طريق المصادفة عقب زواجها من بيرنشتاين في عام 1976، حيث لم يكن بيرنشتاين وبوب وودوارد، شريكة في الكشف عن فضيحة «ووترغيت»، راضيين عن السيناريو الذي كتبه ويليام غولدمان للفيلم الذي يعتمد على كتابهما «كل رجال الرئيس»، لذا قام بيرنشتاين وإيفرون بإعادة كتابة الفيلم. أكدت إيفرون في وقت لاحق أنه على الرغم من أن النسخة التي قاما بتأليفها لم تستخدم، فإنها كانت تجربة مفيدة للغاية بالنسبة لهما، حيث إنها جعلتها محط الأنظار في هوليوود.

حولت إيفرون تجربة الانفصال المؤلم عن زوجها الثاني بيرنشتاين إلى رواية «حرقة الفؤاد» التي حققت أعلى المبيعات، والتي حولتها فيما بعد إلى فيلم ناجح من بطولة جاك نيكلسون في دور الزوج الذي يقوم بمغازلة النساء، وميريل ستريب في دور الزوجة سريعة البديهة، التي تمثل إيفرون نفسها.

وفي أواخر عام 1960، تحولت إيفرون إلى الكتابة في المجلات، وبخاصة «إسكوير» و«نيويورك»، وسرعان ما حفرت اسمها في هذا المجال عن طريق كتابة المقالات الشخصية الصريحة والساخرة.

وحسب تقرير الـ«نيويورك تايمز» فقد ترشح إيفرون للحصول على جائزة الأوسكار ثلاث مرات عن كتابة السيناريو في أفلام «سيلكوود» و«الساهر في سياتل» و«عندما يلتقي هاري بسالي»، وإن كانت لم تفز ولا مرة، بينما ترشحت ميريل ستريب التي أصبحت صديقتها عن دورها في فيلم «جولي وجوليا»، الذي قامت فيه بدور الطاهية الشهيرة جوليا تشايلد، لجائزة أفضل ممثلة، ولم تحصل عليها في ذلك العام أيضا.

وقامت إيفرون بكتابة وإخراج عددا من الأفلام الشهيرة، من بينها «أرقام تجلب الحظ» عام 2000، و«الساحرة» عام 2005، وكان آخر فيلم لها هو فيلم «جولي وجوليا» عام 2009.

وطوال مسيرتها في مجال صناعة الأفلام، لم تتوقف إيفرون عن الكتابة في عدد من المجالات الأخرى، حيث أصدرت كتابين يضمان مجموعة متنوعة من المقالات، يحمل الأول اسم «أشعر بالأسى من رقبتي: وتأملات أخرى في كوني امرأة» عام 2006، و«لا أتذكر شيئا» عام 2010، وكانا من أكثر الكتب مبيعا. وبالاشتراك مع شقيقتها ديليا، كتبت إيفرون مسرحية بعنوان: «الحب والخسارة وما أرتدي» تدور أحداثها عن السيدات وملابسهن. وكتبت بمفردها مسرحية «أصدقاء وهميون» التي تم إنتاجها عام 2002، والتي تدور أحداثها حول الخلاف الأدبي والشخصي بين ليليان هيلمان وماري مكارثي.