العمل المسائي للمرأة .. بين القبول والرفض

يرفض الغالبية العظمي من الرجال العمل المسائي للمرأة ورجوعها في وقت متأخر من الليل إلي البيت، خاصة لدي الأسر المتحفظة التي لا تقبل مطلقا بعمل المرأة المسائي ورجوعها في وقت متأخر ليلا، الأمر الذي يحدث العديد من المشاكل والتصدعات في هذه الأسر والذي يعرضهم "للقيل والقال" كما يظنون وهذا ما يحدث بالفعل، حيث يندهش الكثيرون من عمل المرأة ووصولها في وقت متأخر من الليل خاصة لدي الأسر المتحفظة؛ حيث ينظرون إليهم نظرة متحفظة ولا يتقبلون منهم القيام بأفعال قد يعتبرونها غريبة عليهم، لذا نجد هذه الأسر ترفض العمل المسائي للمرأة رفضا قاطعا.
ظهور العوائق:
علي جانب آخر عرفت المرأة في مجالات مهنية محدودة جدا، كالتعليم، والطب، والتجارة، لكن تطور الحياة والحاجة الماسة لدور المرأة لأنها نصف المجتمع، أوجد أمامها فرصا أخرى تزداد يوما بعد يوم، ولأن المجتمع العربي مجتمع مفعم بالتقاليد والأعراف لا يقبل نقاشا في الثوابت، لذا سرعان ما تبدأ في الظهور بعض العوائق لتعكر هذه الأحلام خاصة اذا كانت طبيعة عملها تفرض عليها دواما مسائيا ليشكل ذلك حاجزاً في تحقيق حلم الوظيفة الذي طال انتظاره.
وعادة ما يكون الدافع للعمل الحاجة المادية، فسيئات العمل كثيرة كطول الدوام والعمل الصعب وقلة أوقات الراحة وأحياناً وجود المضايقات وعادة ما يكون الوضع المادي السيئ والحاجة الماسّة للمال سبب عمل وخروج المرأة من المنزل ورجوعها في وقت متأخر.‏
حاجة ماسة للمرأة:
وهناك العديد من المهن رفيعة المستوى تتطلب من النساء العمل حتى الساعات المتأخرة من الليل، حيث إن  طبيعة العمل تتطلب هذا التواجد الليلي وهذا الأمر لا يقلق بال بعض النساء غير المتزوجات، أما بالنسبة للمتزوجات فهذا العمل الليلي قد يخلق لهن مشاكل جسيمة لارتباطهن بأسرة وزوج وهؤلاء بحاجة ماسة لتواجد ربة المنزل قربهم خلال الليل للاستعداد لليوم التالي؛ فتربية الأبناء وإعدادهم للمدرسة لا يمكن أن يتم دون إشراف الأم.‏
نظرة غير توافقية:
علي جانب آخر أصبح تفهم الرجال لعمل المرأة وخروجها من البيت قائماً على نظرة غير توافقية من جانب بعض الرجال؛ فالمرأة التي تعمل ليلا وهي غير محتاجة للعمل هي شخصية متمردة وباستطاعتها العمل حتى في أوقات متأخرة وينظرون لها نظرة الرجل تماماً.‏
نظرتان مختلفتان:
يرى بعض الرجال أن العمل ليلا مقصور علي الرجال دون النساء؛ فالكثير من جهات العمل الحكومية تراعي ظروف المرأة، لكن يري البعض الآخر أن واقع الأسرة العربية أصبح مبشراً الآن كونهم أفراداً مثقفين ومتفهمين لعمل المرأة وطبيعة بعض الوظائف التي تتطلب التواجد الفعلي بالليل كالمطار والمستشفيات وبعض الشركات الخاصة.‏
دراسة فرنسية:
ومن جهة أخري أظهرت دراسة فرنسية أن عمل النساء ليلا يزيد من خطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 30 %، نظراً لتأثيره على الدورة البيولوجية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشار فيها إلى الآثار المضرة للعمل الليلي، فالوكالة المعنية بالسرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمركز الدولي للأبحاث عن السرطان قد صنفاه في العام 2010 بين "العوامل التي يحتمل أن تكون مسرطنة" باعتباره نشاطاً يؤثر على النظام اليومي والليلي، وهذا النظام الذي يتحكم بفترات اليقظة والنوم ينظم عدة وظائف بيولوجية، يطرأ عليه تغيير عند الأشخاص الذين يعملون ليلا أو بدوامات غير اعتيادية.
وقد أظهرت دراسة أجريت في أوساط الممرضات "ازدياد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند أولئك اللواتي يعملن ليلاً"، حسب قول باسكال جينيل مدير الأبحاث في مركز الأبحاث الخاصة بعلم الأمراض وصحة السكان التابع للمعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية في فرنسا.
وأوضح هذا الباحث "أن ميزة هذه الدراسة تكمن في أنها محصورة بالنساء وتتطرق بصورة مفصلة نسبياً إلى أنواع النشاطات الليلية". وأوضح "باسكال جينيل" المشرف على هذه الدراسة المنشورة في مجلة "انترناشونل جورنال أوف كانسر"  لوكالة "فرانس برس" أن ازدياد خطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي يعملن ليلا بنسبة 30% يعتبر ازدياداً طفيفاً لكن ملحوظ من الناحية الإحصائية.