سعوديات في ثلاثة أحداث أثرن غضب السعوديين: إسرائيلية .. مسيحية .. ورياضية

سعودية تمنح الجنسية الإسرائيلية، وفتاة سعودية تعلن اعتناقها المسيحية، ربما في هذين الحدثين سيكون الهجوم أكثر من الدفاع، لكن حتى مشاركة السعوديات في لندن 2012 كان هجوماً وتجريدًا من الوطنية ووصف بالعهر.
حين البدء في الكتابة عن كل موضوع وكل مشهد على انفراد، يستجد حدث يضاف لما قبله، وتفرق بينهما الفواصل، وحدث آخر، يجدد تتابع هذه الفواصل حتى نصل إلى نتيجة أنها المرأة السعودية، وإن اختلف الكثيرون حول كل مشهد.
المرأة السعودية التي لم تعد حتى هي تعرف نفسها، نظرًا لاحتدام الصراع حولها من أولاد آدم، وكأنها بلا لسان أو فكر أو حتى قلب، يكثر مهاجموها كما يكثر المدافعون عنها، ويكثر الخائفون منها، وعليها.
نستعرض هنا، ثلاثة أحداث استشاط منها كثير من السعوديين والسعوديات غضبًا، مع تفاوت في ردات الفعل لكل حدث، أولها حصول سيدة سعودية على الجنسية الإسرائيلية، وثانيها قصة اعتناق فتاة سعودية للمسيحية، وآخرها الحضور التاريخي للمرأة السعودية في أولمبياد لندن 2012.
في المشهد الأول: سعودية تحصل على الجنسية الإسرائيلية
سيدة سعودية تحصل على الجنسية الإسرائيلية، وهي زوجة لفلسطيني يعيش في ديار الطيرة التي تقع في منطقة ما يسمى بعرب 48، وهي بحسب الجغرافيا مدينة إسرائيلية، وتم منحها الجنسية الإسرائيلية لكن بدرجة أقل كمواطنة من الدرجة الثانية.
آلاء خلف السيدة الإسرائيلية الجديدة، والسعودية التي تفتخر بذلك قالت عبر أحاديث صحفية إنها تشتاق إلى جدة، حيث ترعرعت، وأنها حصلت على الجنسية الإسرائيلية شكل حديثها وتصريحها مفاجأة للعديد من أبناء وبنات بلدها في الهايدبارك السعودي "تويتر" مما حدا بكثير منهم إلى "تبرئة" الجنسية السعودية منها، وأنها ليست سوى "أكذوبة يهودية".
تقول آلاء خلف أن الترابط الأسري في إسرائيل موجود أكثر منه في السعودية حيث عاشت وترعرعت، وتقول إنها كانت في خشية السفر والإقامة داخل حدود جغرافية إسرائيل نظرًا لما كانت تسمع به من مواجهات مسلحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معتبرة أن ذلك ليس سوى وهم اختفى حين معايشتها للإسرائيليين.
وإن كان حديث آلاء خلف التي ضحت بحبها لترتبط بزوجها وهو زميل الدراسة سابقًا في الأردن، واضعة كل الأقاويل وعائلاتها في المرتبة الأدنى، إلا أنها أشعلت الرأي العام السعودي الذي لم يجعله ينسى هذه الجنسية المثيرة للسعودية أو الإسرائيلية آلاء سوى قضية المشهد الثاني.
في المشهد الثاني: فتاة سعودية تعتنق النصرانية
هو مشهد وخبر يعد مع سابقه الأكثر تطرفاً في مجتمع سعودي متدين حد المحافظة، بل وتطبيق القوانين والأنظمة الإسلامية
فمن المتوقع أن تنظر محكمة مدينة الخُبر (شرق السعودية) في شهر آب/ أغسطس القادم في قضية "تنصير" فتاة سعودية تبلغ من العمر (28 عامًا) على أيدي اثنين أحدهما سعودي والآخر لبناني، مهدا لها الخروج من السعودية بعد اعتناقها المسيحية إلى البحرين ومن ثم المغادرة إلى لبنان حيث تعيش حاليًا، وتعيش داخل كنيسة وتدرس فيها.
مقيما الدعوى على السعودي واللبناني هما والد ووالدة الفتاة السعودية، حيث زاملت في إحدى الشركات في مدينة الخبر السعودي واللبناني وهما وفق دعوى والديها من أقنعا ابنتهما بالتخلي عن ديانتها المسلمة واعتناق المسيحية.
وحمل هذا الخبر وظهور الفتاة عبر اليوتيوب في حوار ردات الفعل التي رأت أن الفتاة يستوجب الحكم عليها بـ"الردة" وقتلها لاعتناقها المسيحية، ووفقًا لحديث مريم التي تسمي نفسها بذلك:"أنها تعيش في السعودية منذ 17 عامًا، وأنها انتقلت من الإسلام إلى المسيحية بعد حلم رأته في منامها، إذ رأت نفسها تصعد إلى السماء، وأن الرب أبلغها في منامها أن المسيح ابنها".
وتطرقت الفتاة في حديثها، بعد أن ساقت تصرفات ومساوئ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أو ما يسمى بالشرطة الدينية، أنها بدأت في التغيير وأحبت هذه الديانة بعد أن وجدت أن المسيحية هو "دين السلام"، فيما لم تخفِ مريم في حديثها تعبها من الصيام والصلاة.
المشهد الثالث: الرياضيات السعوديات يشعلن لندن 2012
وإن كانت لحظة دخول الرياضيات السعوديات في استعراض الوفود المشاركة في عرس لندن 2012 توصف بالفخر في الأعراف الوطنية، إلا أنهن كن الأكثر هجومًا من بني وطنهن، ولو اختلف الجميع.
القصة الأجمل في ذلك، هي لحظة التاريخ التي سطرتها سارة ووجدان، وهما تسيران بروح الفخر، والابتسامة العالية التي تضاهي شعلة أولمبياد لندن بدوله الـ(204) المشاركة.
لكن قدر السعوديات إن أبدعن أو وصلن لمحافل الداخل والخارج وكسرن قيود الماضي، هو الهجوم والرمي بأقسى التهم والتجريد من صفات المواطنة، بل يصل ذلك حد التخوين، والاتهام حتى في الأخلاق.
فهناك من حاول كسر رياح التقدم التي أعطاها بعض من متابعي الشبكات الاجتماعية، بوصفهن بـ"عاهرات الأولمبياد" وهو ما وجد تفاعلاً كبيراً في السير على منوال هذا الوصف والوسم.
الأيام القادمة تنتظر مشاركة السعوديتين سارة ووجدان، في مسابقات الجري والجودو على التوالي والتخصص، فهل ستكون للتاريخ وقفة أخرى معهما في ظل حرب مجتمعية حول مشاركتهما؟