القلب السليم .. يقلل أخطار سرطان البروستاتا

في كل وقت تتخذ فيه قرارات بشأن تحسين النظام الغذائي أو ممارسة التمارين الرياضية، فإنك تقوم أيضا بتعزيز صحة غدة البروستاتا لديك.. وتفترض الأبحاث الحديثة أن عملية التحكم في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب، تقلل أيضا من أخطار الإصابة بسرطان البروستاتا.
دراسات حديثة 
أكدت دراسة حديثة نشرت في مجلة «علوم الأوبئة السرطانية: العلامات الحيوية والوقاية» Cancer Epidemiology، Biomarkers & Prevention، أن أمراض الشرايين التاجية ربما تمثل عامل خطر كبيرا للإصابة بسرطان البروستاتا، كما وجدت أن التحكم في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يؤدي أيضا إلى تقليل خطر حدوث المشكلات في البروستاتا.
وأشارت دراستان حديثتان إلى وجود صلة بين عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأخطار إصابة البروستاتا بالسرطان.
ويقول الدكتور مارك غارنيك، الباحث في علوم السرطان بجامعة هارفارد إن «كل هذه الأبحاث تدعم حقيقة بسيطة واحدة لا يمكن إنكارها، وهي: (أن يكون قلبك سليما فإن هذا يعني أن تكون البروستاتا لديك سليمة)، وعلى سبيل المثال، فإن تناول كميات غير مناسبة من اللحوم، كما هو معروف، يزيد من أخطار أمراض كل من القلب وسرطان البروستاتا».
التمارين الرياضية والبروستاتا 
من الواضح جدا أن ممارسة التمارين الرياضية صحية للقلب والبروستاتا. وقد أصبح من الواضح حاليا أن التمارين المنتظمة تعزز القلب. ولكن، هل من المحتمل أنها تحمي البروستاتا أيضا؟ يعتقد الدكتور غارنيك أن الإجابة هي: نعم.
ويقول غارنيك: «أعتقد أن من الممكن جدا، رغم أن ذلك لم يثبت حتى الآن، أن تؤدي التمارين الرياضية المنتظمة إلى تنشيط جينات تقوم بدورها إما بتثبيط عملية تكون الأورام السرطانية أو تقوم بالحد من شراسة السرطان، وفقا لنتائج الدراسة الأخيرة».
ويضيف: «هناك فوائد مثبتة وقوية تتحقق للبروستاتا نتيجة الحفاظ على وزن صحي للجسم، فالتمارين الرياضية تساعدك أيضا على الحفاظ على وزن صحي.
وهناك دلائل كثيرة على أن الرجال المصابين بسرطان البروستاتا، ومهما كانت مرحلة إصاباتهم بالسرطان، وأنواع علاجهم، يصبحون في وضع صحي أسوأ عندما يكونون بدينين».
تنشيط الجينات 
وتدعم نتائج الأبحاث الحديثة هذا الرأي. ففي بحث عرض بداية هذا العام أمام مؤتمر الجمعية الأميركية لطب السرطان، توصل الباحثون إلى أن التمارين الرياضية الشديدة تنشط الجينات المرتبطة بتثبيط أو إخماد عملية تكون الأورام.
وعلى المنوال نفسه، وأكدت دراسة منفصلة أخرى عرضت أمام الجمعية الأميركية لأبحاث السرطان، الربيع الماضي، أنه كلما كان المصاب بسرطان البروستاتا أكثر بدانة، ازداد رجحان مواجهته لاحتمال عودة السرطان إليه مرة أخرى.
ويلاحظ الدكتور غارنيك أن المضاعفات الجراحية تزداد أيضا لدى الرجال البدينين من الذين خضعوا لجراحة سرطان البروستاتا. ويقترح وضع هدف معقول، بأن تتم ممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل، ولكنه يشير إلى أن العمر ومستوى اللياقة البدنية، ووجود مشكلات صحية، ستؤثر على خطة تنفيذ تلك التمارين.
ويعتقد الدكتور غارنيك أن «البداية الجيدة للأشخاص الخاملين، هي المشي 30 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع».