صفاء جلال : أنا ضد كل أشكال الإغراء .. والحجاب فرض وواجب

فنانة مصرية تخرجت في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية بدأت مشورها الفني منذ دخولها الكلية حيث اكتشفها مخرج الإعلانات جورج دوز ورشحها للقيام بتمثيل دور في مسرحية من إخراج المخرج جلال الشرقاوي الذي منحها أسمه ليصبح اسمها الفني صفاء جلال، وكانت من هنا البداية لمشوار مثمر بالأدوار المتميزة حيث عملت مع عدد كبير من عملاقة التمثيل في مصر منهم كمال الشناوي، فؤاد المهندس، معالي زايد، وتنوعت أدورها بين الصعدية والبنت الشابة والحبيبة وأضافت المزيد على أدورها من دراما إلى كوميديا.

أسباب مشاركتك في مسلسل "أخت تريز"؟ 

المسلسل يوجه دعوة للوسطية والتسامح فهو يتناول بعمق قضية التطرف الديني ومحاولات البعض لتشويه صورة الدين الإسلامي والمسيحي، من خلال فتاتين توأم انفصلت كل منهما عن الأخرى فتربت إحداهما في بيت مسلم والأخرى في بيت مسيحي، كما أنني قدمت شخصية جديدة من خلال دور فتاة تزوجت في سن صغيرة ثم تنجب ولداً يكبر وينتمي إلى جماعات متطرفة، ومن هنا تبدأ شخصيتي في التحوّل فبعد أن كنت شخصية ودودة ولطيفة في بداية الحلقات أتحول إلى شخصية أكثر صرامة مع انتماء الابن لجماعات متطرفة.


وهل هذا العمل بالفعل كان يغازل التيارات الإسلامية في مصر بعد الثورة؟

العكس هو الصحيح، فأحداث العمل تحكي أن التطرف أصبح سمة في المجتمع المصري، سواء من الإسلاميين أو المسيحيين، والمسلسل لا يناقش قضية فتنة طائفية ولكنه يناقش العصبية الدينية وكره كل طرف للآخر، من خلال عرض بعض النماذج المتطرفة من الجانبين وكيف يرى كل طرف أنه مظلوم في هذا المجتمع ومحاولاته أخذ حقه بطرق نسميها متطرفة، كما يناقش مخاوف المجتمع المصري من سيطرة التطرف الديني عليه، وأيضاً المسلسل يعرض النماذج المعتدلة من الجانبين والبعيدة عن التعصب.

وماذا عن عملك الدرامي الآخر والشخصية التي تقدمينها به؟

في مسلسل "الهلالي سلامة"، أجسد شخصية فتاة صعيدية، تسعى إلى الزواج من الهلالي الذي يجسده نضال الشافعي، ويشاركنا تمثيل العمل منة فضالي، وسعيد طرابيك ومدحت تيخا والعمل من إخراج أحمد صالح.

وسط هذا النشاط الدرامي لاتزال حالة الخصومة قائمة بينكِ وبين السينما، لماذا؟

ليست هناك خصومة متعمدة بيني وبين السينما؛ بل إن كل الأدوار التي تعرض عليّ تكون أدواراً غير جيدة لذلك أرفضها، ولكن عندما أجد نصاً سينمائياً جيداً سوف أتمسّك به.

وهل هذا الذي جعلكِ تصفين علاقتكِ بصناع السينما بالعلاقة الفاشلة؟

نعم، ولكن الفشل من طرفي أنا وليس من طرفهم؛ بمعنى أنني غير اجتماعية ولا توجد لديّ أي علاقات بصناع السينما وهذا تحديداً الفشل الذي أشعر به.

دائماً تختارين الأعمال الدرامية التي تترك بصمة عند الجمهور مثل مشاركتك أخيراً في مسلسلي "لحظات حرجة" و"الريان" و"الأخت تريز".. فما معايير انتقائك للأعمال؟

أحرص في المقام الأول أن يكون العمل كله جيداً وورق العمل مكتوباً بطريقة جيدة وسليمة، ثم معرفة المخرج الذي من المفترض أنه يبرز أي عمل ويظهره، والأهم هو دوري، فإذا وجدته مؤثراً ومهماً في سياق الأحداث فأنا أقبله حتى ولو كان دوراً صغيراً، أما إذا كان وجوده مثل عدمه فبالطبع لا أقبله حتى وإن كان كبيراً، وأحاول بالفعل أن أختار الأدوار التي تترك بصمة عند الجمهور.

وهل المعيار المادي يهمكِ؟

للأسف أنا من الشخصيات التي لا تجيد التحدث في الماديات، ولا أهتم بهذا الجانب.

بعد دوركِ في مسلسل "امرأة من زمن الحب" اختفيتِ من الساحة الفنية تماماً لدرجة أن الجمهور اعتقد أنكِ اعتزلتِ الفن.. ما أسباب ذلك؟

الحمد لله أولاً أني إذا غبت عن الجمهور فهو ينتبه لهذا الغياب ويتساءل أين أنا، ولكني لم أعتزل في هذه الفترة بل ابتعدت نتيجة لأن كل الأدوار التي كانت تأتي إليّ وقتها كانت أدواراً لراقصة، الأمر الذي أرفضه تماماً، وهذا الدور أنا لا أستطيع قبوله أبداً.

لا أقبل أي دور به إغراء حتى ولو كان الدور مهماً

هل معنى هذا أنكِ ضد أدوار الإغراء عموماً أم أنكِ تقبلينها إذا كانت في سياق الدراما؟

أنا ضد كل أشكال الإغراء، ولا أقبل أي دور به إغراء حتى ولو كان الدور مهماً ويتطلب هذا؛ احتراماً لمجتمعي الشرقي الذي أعيش فيه واحتراماً لبناتي وزوجي.

الحجاب لا يعني الاعتزال ولا يتنافى مع التمثيل 

ماحقيقة تصريحكِ بارتداء الحجاب بالتزامن مع سيطرة التيارات الإسلامية على الساحة؟

بالفعل أنا صرحت بذلك ليس بسبب سيطرة الإسلاميين على الساحة، ولكن لأني مقتنعة بهذا الأمر وأنه فرض وواجب، ومع ذلك فأنا لم أتخذ هذا القرار بعد.

وهل ارتداؤكِ الحجاب يعني الاعتزال أم أنكِ ستستمرين في الفن؟

بالطبع الحجاب لا يعني الاعتزال، فالحجاب لا يتنافى مع التمثيل وإذا وجدت بعد ارتدائي للحجاب دوراً يناسبني كمحجبة فسأقبله، كما أن هناك عدداً كبيراً من النجمات ارتدين الحجاب ويمثلن في نفس الوقت.

من المستحيل أن أسمح لابنتيّ باختراق مجال التمثيل

وهل تشجعين ابنتك علي دخول الفن؟

من المستحيل أن أسمح لابنتيّ باختراق مجال التمثيل، فأنا أشفق عليهما كثيراً من أعباء هذا المجال، فمن حقهما أن تختارا المجال الذي ستحبانه ولكن بشرط أن يكون بعيداً عن الفن.

هل تغيرت كممثلة عن مرحلة البدايات؟

بكل تأكيد أصبحت أكثر خبرة ونضجاً لأن ظروف الحياة والزواج والأمومة وتجارب العمل مع نجوم ومخرجين من كل صنف ولون، كل هذا زاد من ثقتي بنفسي وقدراتي وأثر في اختياراتي وقناعاتي، فأصبحت أعي أن ما اختاره لابد أن يليق بكوني أماً وزوجة وأعيش في مجتمع له خصوصياته وتقاليده.

وأين أنت من السينما؟ 

ابتعدت عنها لفترة طويلة بسبب الأوضاع الجديدة على المناخ السينمائي، لكني شاركت مؤخرا في بطولة فيلم "الخروج من القاهرة" مع محمد رمضان وميريهان شقيقة روبي وأحمد بدير وسوسن بدر، ومن إخراج هشام عيسوي، وهو فيلم مختلف عن السائد وتحمست له لأنه فيلم صادم يقدم صورة واقعية عن الحياة في القاهرة المعاصرة بكل تناقضاتها من خلال قصة حب بين شاب وفتاة تعاكسهما الظروف ويضطران لفعل أشياء غير طبيعية لإنقاذ قصة حبهما، بالإضافة إلي مشاركتي في فيلم30 فبراير لسامح حسين.

وما رأيك في انتشار المسلسلات التركية؟

على الرغم من أن النجم يعد عامل جذب جمهور المشاهدين إلا أنها أكدت أن هذا العامل لا يكفي لضمان نجاح الدراما في ظل السعي لمنافسة الدراما التركية والسورية، مشيرة إلي أن النص الجيد سيجذب إليه جمهور المشاهدين وسيفرض نفسه بقوة.