هل يهدد الذهب عرش الماس والأحجار الكريمة

حقق سعر الذهب منذ بداية العام الحالي قفزات كبيرة نتيجة الاقبال على الشراء حيث تجاوز سعر الأونصة (الاوقية) أكثر من 650 دولارا، ويعتبر السعر الحالي قياسيا خصوصا اذا عرفنا بان سعر الذهب كان لا يتجاوز 400 دولار للأونصة.


ويتاثر سعر الذهب عادة بزيادة الاقبال عليه وقت الازمات العالمية وفي ظل تراجع سعر الدولار، وهو الأمر الحاصل حاليا. كما ان مواسم الاعراس والمناسبات في المناطق العربية والآسيوية تنعش وتيرة الشراء،

ويتوقع ان يصل سعر الذهب الى 700 دولار للاونصة مع استمرار الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم عموما. أما في لغة الأناقة، فهذا يعني انه سينافس الماس ليس في جماله فحسب، بل في قيمته أيضا.

الأمر الذي لا شك فيه ان سعره عرف قفزات كبيرة في الآونة الأخيرة بسبب تراجع قيمة الدولار، إلا ان توجه سوق الموضة يغازل هذا المعدن منذ سنوات، وهو الأمر الرائع بالنسبة للمرأة العربية التي عرفت بحسها منذ الأزل أهمية الذهب كزينة في الأيام العادية والمناسبات الكبيرة، وكخزينة في اليوم الأسود (أي ان البنات سيجدن كنوزا في صناديق الأمهات)، هذا عدا انه يتناغم مع بشرتها ويعكس الضوء والبريق عليها.

وبعد أن كان الماس والأحجار الكريمة تجذب الطبقات الثرية والذهب الطبقات الشعبية من قبل، أصبح الذهب هو المعدن المفضل لكل الطبقات، والفضل لا يعود فقط إلى قيمته المتزايدة، بل أيضا إلى تصميماته الرائعة، التي أدخلت فيها تأثيرات عصرية وأخرى قديمة، مثل التأثيرات الهندية والبيزنطية والإغريقية والباروكية والعربية التراثية وهلم جرا.

وهكذا تحول ما كان يرتبط بالطبقات الشعبية، مثل الأساور المتعددة، التي كان عددها يرمز إلى الجاه والمركز، يرمز اليوم إلى الأناقة ومواكبة الموضة، إلى جانب العقود المصنوعة من جنيهات الذهب، أو الطويلة التي تتدلى على الصدر بأشكال متنوعة، التي اصبحت موضة ساخنة تستحق أن تسرقها البنات من خزانات الجدات أو الأمهات.

الملاحظ أيضا ان المصممين أصبحوا يتفننون في كل أنواعه، سواء كان في 18 قيراطا الذي يميل إلى اللون الاصفر أو قيراط 21 أو 24 الذي يميل إلى اللون البرونزي الغامق بعض الشيء، حتى يفسحوا المجال للمرأة ان تختار ما يناسب ذوقها، والأهم بشرتها. فبينما تناسب الدرجات المشعة والبراقة المائلة للأصفر المرأة السمراء، فإن الدرجات المطفية المائلة للونين البني أو البرونزي تناسب كل البشرات، بما فيها الشقراء. القاعدة الذهبية لهذا الموسم ان تمشي على مقولة "اللي من ذهب كثري منه" وتجاهلي من يقول لك إنه لا يحب ان يرى القيود في يديك.

بعبارة أخرى قطعة واحدة ناعمة لن تفي بالمطلوب، بل عليك برص الأساور على معصميك، والعقود على عنقك، حتى وإن كانت بأساليب وأحجام مختلفة، فأنت في ظل الموضة الحالية، مسلحة ضد اي أحد ينتقدك بأنك ضحية موضة أو تحاولين استعراض ثروتك، على شرط أن تكون أزياؤك بسيطة، سواء من حيث الألوان التي يجب أن لا تكون متضاربة بعدة نقوشات، أو من حيث التصميم الذي يفضل ان يكون بسيطا من دون تفاصيل كثيرة، مثل الكشاكش أو الياقات الفنية.