ما هي مهارات إدارة الصراعات المنزلية؟

حتى في العائلات الأكثر اتحادا تندلع الصراعات في بعض الأحيان، لأن العيش تحت سقف واحد يؤدي حتما إلى توترات ونزاعات، فكيف يمكن إدارة هذه المواجهات بنجاح بين الزوجين والأطفال، وبين الصغار والكبار؟
غالبا ما تحدث صراعات والنزاعات والخلافات الأخرى من حقيقة أن قيمنا ومصالحنا ليست هي نفسها، فنحن جمعيا مختلفون!
وسواء كانت هذه الصراعات كامنة أو يتم التعبير عنها، يجب أن تدار بشكل صحيح إذا أردنا تجنب تدهور العلاقات في المنزل.

ما الذي يجب فعله لنزع فتيل الأزمة، ما هو الموقف المناسب للرد بشكل إيجابي في حالة صراع؟

إدارة الصراع مع أطفالك:

طريق تربية الأطفال ليس مفروشا بالورود، فكثيرا ما تكون الصراعات في كل مكان بطبيعة الحال، وبعضا منها لا تعدو أن تكون مناوشات صغيرة حيث يتم من خلالها اختبار حدودك، لكن في بعض الأحيان تحدث مشاجرة حقيقية، مما يشكل تحديا لسلطتكما، لذا إليك بعض النصائح لمساعدتك على فهم وإدارة هذه اللحظات المتأزمة:

الطفل يتكون من خلال النزاع:

في الواقع أنه في خضم الصراع الدائر بينكما، يبحث الطفل عن المعالم ليتمكن من أن يبني نفسه، والطفل يحتاج إلى معرفة الحدود التي يضعها والديه بشكل واضح، إذا فالصراعات لا مفر منها وهي لازمة لتنميته.


وعلى الرغم من أنه في بعض الأحيان من الأسهل أن نقدم له  تنازلا (مسلك أقل تعبا على أي حال)، فمن الأفضل الحفاظ على المحرمات القوية التي طرحت في البداية.

اجعل المواقف الجيدة إيجابية:

من الأفضل أن تؤكد علي المواقف الإيجابية المناسبة لطفلك، على سبيل المثال مقابلة ترتيب غرفته بالترحيب، بدلا من التركيز على السلوكيات السلبية التي تستهجنها، وسوف يري طفلك أنك تعيره انتباهك أيضا عندما يفعل شيئا جيدا، فإذا لم تكن تصدر سوي الملاحظات السلبية، فإنك تخاطر بأن يفعل أشياء غبية لغرض وحيد وهو جذب انتباهك.

افهم ما يعنيه:

الطفل لا يدخل أبدا في صراع مع والديه بغية المتعة الخالصة، فمن الضروري التعرف على دوافعه ومشاعره، حاول فهم ما يحاول أن يقول لكما من خلال سلوكه.

اشرح المحرمات:
عند حظر شيئ علي طفلك، يجب أن تفسر له لماذا دائما، فقد يستوعب أيضا هذه المحظورات "بذكاء".

"في سن المراهقة" حذار من الإفراط في الأبوية:

مع المراهقين تجنب نبرة أبوية لأن هذا يضعهم في موقف غير مناسب، فإذا كان يجب فرض قواعد الحياة على الأطفال الصغار فالمراهقون علي العكس من ذلك، يجب أن يشاركوا في اتخاذ القرارات، ففي الواقع هذا يشجع الاستقلالية لديهم ويزيد من إحساسهم بالمسئولية.

إدارة الصراع مع شريك حياتك:

ابتعد عن السخرية:

إذا كان الصراع ينشأ كثيرا في حياتك الزوجية، فينبغي تجنب التهكم والازدراء على الإطلاق، ففي الواقع إن مثل هذا السلوك يحط من قدر شريك حياتك، ويضاعف من المشكلة، فمن الأفضل إيجاد حل للصراع يكون مرضيا للطرفين على حد سواء، أي تبحث عن حل يشعر كليكما بأنه فائز، لأن شعور أحد الطرفين بالهزيمة يبدو عادة سيئا أكثر مما ينفع.

لا تكون كثير النقد:

النقد يدفع الآخر للتبرير أو صد أي هجوم، إنك تضع الآخر في موقف دفاعي لن يسمح له بالاستماع لحججك الموضوعية، فهذه الانتقادات لا تدفع لإيجاد حل مرض لكل منكما.

ضع نفسك في مكان الآخر:

استمع إلى ما يقوله لك شريك حياتك وضع نفسك في مكانه وتبني وجهات نظره، فمن المهم أن نفهم ما يراه وما يشعر به. 

أعد صياغة ما قاله لك بطريقتك الخاص لإظهار إن كنت فهمت ما قاله لك، فإذا لم تكن هذه مستوعبا يمكنه توضيح أفكاره.
 

تقبل الاختلافات في الرأي:

شريكك لا يرى الأشياء بنفس طريقتك، وقد يكون هذا هو السبب بالضبط الذي اخترته من أجله، فلتتقبل الاختلاف إذا لم تتمكن من تغييره، وقد يكون الوقت قد حان للوقوف على الأسباب التي تتحابان من أجلها.

تصرف بسرعة:

على عكس القول المأثور القديم، الوقت يعالج الأمور دائما على نحو جيد، فإذا كنت تشعر أن هناك نزاع ينشأ فمن الضروري الاستجابة في أسرع وقت ممكن من أجل عدم السماح بتفاقم المشكلة وتضخمها.

اختار الوقت المناسب:

السياق الذي تجري فيه مناقشة أمر ما ضروري لاتخاذ قرار يجب أن يكون مناسبا، فلا ينبغي طرح القضايا في أي وقت، ولكن اختر الوقت عندما يكون كلاكما مسترخيا ومتاحا.

ابتعد عن التهويل:

في كل مناسبة الجأ إلى النكتة لنزع فتيل الموقف فهي ستساعد في تقليل اضطراب الوضع واتخاذ المسافة ونزع فتيل الأزمة، ولكن حذار فالنكتة لا تعني أن تسخرا من بعضكما البعض، لأن العلاج بهذه الصورة سوف يكون أسوأ من المرض.

الحل المثالي للصراع هو أن تأخذ بعين الاعتبار نقاط الاتفاق الخاصة والمنافع المتبادلة التي تستخلصونها، وإذا كنت تجد نفسك حقا في طريق مسدود وأنه من المستحيل الاتصال، فقد يكون من المفيد استشارة اختصاصي، ويمكن للعلاج الأسري أو علاج الأزواج أن يساعدك على بناء ديناميكيات أسرية أكثر إيجابية.