تطبيق على «فيسبوك» يكشف اسم الشخص الذي يحبك

ابتكار شركة «فوو» اللبنانية بات موجودا على التليفونات الذكية
ابتكار شركة «فوو» اللبنانية بات موجودا على التليفونات الذكية

تطبيق إلكتروني جديد، يعمل من خلال «فيس بوك»، ابتكرته شركة «فوو» اللبنانية، الهدف منه الجمع بين العشاق وكسر حاجز الخجل والتردد بين الجنسين.
 
إنه التطبيق الأول من نوعه، باللغتين العربية والإنجليزية، أطلق رسميا منذ أيام ويحمل اسم «بست» (Psst)، وبات موجودا على أجهزة «آيفون» و«أندرويد» و«آيباد»، وبمقدور كل شخص تنزيله بالمجان، لمعرفة من هو الشخص الذي يبادله مشاعر الإعجاب ويود توطيد العلاقة معه. علما بأن اسم «بست» مستوحى من الصوت الذي يصدره أحدنا لينادي آخر لا يعرف له اسما.
 
«هذا التطبيق له صفة سرّية» يقول لنا غدي ريّس، أحد المؤسسين لشركة «فوو»، ويضيف شارحا: «بمجرد تنزيله على أجهزتنا، تظهر أسماء كل أصدقائنا على (فيس بوك)، على هذا التطبيق.
 
وإذا أردنا استخدامه للكشف عمن يكن لنا الإعجاب نضع (لايك) عند اسم الشخص الذي نعتقد أنه يبادلنا الحب أو عدة (لايكات) على أسماء الأشخاص الذين نتصور أنهم معجبون محتملون بنا.
 
أحد لن يعرف أن التطبيق بحوزتنا أو أننا استخدمناه، ومن هم الأشخاص الذين نراهن على مشاعرهم نحونا. وتبقى هذه الخطوة سرية لا يعلم بها إلا صاحبها، حتى يعلن الشخص الآخر عن إعجابه.
 
وكما هي حال تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل (واتس أب) أو غيره، فإن أشخاصا آخرين من المفترض أنهم يستخدمون التطبيق أيضا، ولا بد أنهم وضعوا (لايكاتهم) على أسماء الأشخاص الذين يريدون معرفة مشاعرهم». 
 
ويتابع غدي ريس شرحه «لو وضعت (لايك) على اسم فتاة أعرفها مثلا، ثم وضعت هي بعد مدة (لايك) على اسمي، في هذه اللحظة فقط سيعرف كل منا وفي وقت متزامن أننا نتبادل الإعجاب».
 
يضيف ريّس: «بمقدر الشخصين، بعد أن تنكشف هويتيهما متابعة التواصل على التطبيق نفسه، وبمنتهى السرية التي تحفظ الخصوصية، إما من خلال خدمة (الشات) المتوفرة، أو من خلال الرسائل المتبادلة على حائط التطبيق».
 
ومن مميزات هذا التطبيق أنه مزود ببريد يمكن لأي شخص استخدامه وبعث رسالة إلى الشخص الذي يريد لفت انتباهه، ويبقى المرسل مجهولا حتى يقرر هو نفسه الكشف عن اسمه. هذا يعني أن مضايقات كثيرة قد تصل إلى أشخاص بأسماء مجهولة، لكن مصممي التطبيق احتاطوا لهذا الأمر وجعلوا إمكانية عمل «بلوك» للأشخاص غير المرغوب فيهم ممكنة في أي لحظة.
 
وكما تطبيقات التواصل الأخرى بمقدور أي منا دعوة أشخاص آخرين للحصول عليه، ومن لطائفه أنه - وفي حال رغب المشترك - يعطي ألقابا للمشتركين فيه تبعا لعدد المعجبين الذين سجلوا لايكات على أسمائهم، بحيث يمكن لفنان له عدد كبير من المعجبين أن يحصل على لقب «ستار» أو «سوبر ستار»، وشخص آخر يصل إلى لقب «جذاب» أو «محبوب»، مما يعطي للمشتركين رغبة في زيادة عدد معجبيهم، والإعلان عن ألقابهم على «فيس بوك».
 
تراهن الشركة على الانتشار السريع، نظرا للحاجة الاجتماعية لهكذا خدمة، في ظل محاولة الشبان والشابات التهرب من المواجهة المباشرة للتصريح بالمشاعر العاطفية، وهو ما بات ظاهرة ملحوظة في المجتمعات العربية بشكل عام.
 
وفي معرض الترويج لـ «بست» تم نشر شريطي «يوتيوب» ظريفين يظهران صعوبة التواصل، عندما يحاول الأشخاص في الحياة اليومية التحدث إلى أشخاص لا يعرفونهم، وسهولة الأمر حين تصبح «بست» افتراضية وعبر الجوال.
 
وقد وضع هذا التطبيق مجموعة من الشبان، العاملين في شركة «فوو» لا يزيد متوسط أعمارهم على 24 سنة، وشارك في البحث عن الفكرة، متخصصون في مجالات عدة، بينهم محلل نفسي متخرج من هارفارد.
 
ويقول ريّس: «الجانب النفسي مهم للغاية، ونحن درسنا مختلف النواحي، ولن يتوقف التطبيق عند هذا الحد بل سيتم تطويره وتزويده بخدمات جديدة بسرعة قياسية. نحن بحاجة إلى الوقت والدعم، والفرص كبيرة جدا».
 
بدء العمل على ابتكار تطبيقات ذات انتشار عالمي، تتجاوب في الوقت ذاته، مع حاجات المجتمع العربي، بما له من خصوصية كما هو حال تطبيق «بست»، يطرح السؤال حول مدى الإمكانيات العربية فعليا على مجاراة السوق، ومدى كفاءة العرب التكنولوجية للانتقال من حيز المستهلكين إلى مستوى المنتجين للتقنيات.
 
وعلى هذا السؤال يجيب ريس بالقول: «إن السوق كانت مغلقة في وجهنا فعلا، وكانت الشركات العالمية تكتفي بما تنتجه، لكنهم اليوم فتحوا جميعهم أبوابهم للابتكارات التي يمكن أن تأتي من أي مكان في العالم، وهذا يشرع الفرص أمام المبتكرين العرب لينطلقوا في السوق، والإمكانيات في لبنان هائلة».
 
علما بأن السوق العالمية لتطبيقات التعارف للهواتف الجوّالة في نموّ متسارع. وفقا لشركة أبحاث السّوق IBISWorld، عام 2012 حيث عادت سوق تطبيقات التعارف والمواعدة للهواتف الجوّالة في الولايات المتّحدة بأرباح قدّرت بنحو 213 مليون دولار، وهي نسبة أعلى بـ 29 في المائة عمّا كانت عليه في العام السابق. وفي السنوات الخمس المقبلة، ويتوقّع أن تتضاعف أرباح هذه التطبيقات للهواتف الجوّالة بما يزيد على 415 مليون دولار تقريبا.
 
شركة «فوو» اللبنانية تعمل منذ سنة 2009 بعد أن أسسها كل من إيلي نصر وغدي ريس. حاولت في البدء إطلاق تطبيقات خاصة بها، لكن مجال الربح في هذا المجال كان لا يزال صعبا بسبب تعقيدات الدفع بواسطة الهواتف التي لم تكن ذكية بالقدر الكافي في ذلك الوقت.
 
من حينها أنتجت الشركة العديد من التطبيقات الناجحة لصالح «ام بي سي» وبرامج شهيرة مثل «أراب أيدول» وكذلك «بي بي سي» و«إل بي سي» و«الجامعة الأميركية» في بيروت، ولها تطبيق ناجح جدا لـ «مطار رفيق الحريري الدولي» و«تلفزيون الجديد» و«شركة نوكيا»، وغيرها من المؤسسات الصحافية والتجارية.
 
«بست» نقلة جديدة للشركة والمشتركين، الذين إذا ما وجدوا في هذا التطبيق ضالتهم، سواء كانوا عربا أم غير عرب، فإنه سيؤثر حتما على أسلوب التواصل بين الجنسين، ويجعل من البوح بالمشاعر مسألة لا تحتاج لأكثر من كبسة زر.
 
يمكن تنزيل التطبيق أيضا من الموقع الإلكتروني http://www.psstpsst.mobi/psst/