ولادة الأمير جورج .. تساعد على تعزيز الاقتصاد البريطاني بواقع 2.3 مليار جنيه إسترليني

في دراسة رسمية صادرة عن الحكومة البريطانية تبين أن الاقتصاد البريطاني تحسن بواقع 9.9 مليار جنيه إسترليني بفضل دورة الألعاب الأولمبية 2012، وجاءت الدراسة قبل أيام قليلة من احتفال البلاد بالذكرى الأولى للألعاب الأولمبية التي تصادف اليوم.
وبحسب وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن الذي زار أول من أمس عدة مصانع في بريطانيا، فإن الاقتصاد البريطاني يتعافى وفي طريقه للخروج من أزمة الركود التي لا تزال تلقي بظلالها على العالم.
وقد يكون السبب وراء تفاؤل أوزبورن الأرقام القياسية التي حققتها بريطانيا بعد استضافتها دورة الألعاب الأولمبية على الرغم من كل الانتقادات التي طالت البلاد، خاصة أن المرحلة الاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد العام الماضي كانت في ذروة سوئها.
ولكن اليوم، هناك أكثر من سبب لاحتفال بريطانيا بالأخبار السارة، فالولادة الملكية تمت قبل أسبوع من الاحتفال بالذكرى الأولى للألعاب الأولمبية، وهذا يعني أن البلاد كانت تبحث عن مورد اقتصادي جديد، وليس هناك أفضل من ولادة أمير جديد، هو اليوم في الترتيب الثالث لتولي عرش بريطانيا وسيكون في يوم من الأيام الملك جورج السابع لبريطانيا.
فهناك دراسات أخرى مفادها أن الولادة الملكية ستساعد على تعزيز الاقتصاد البريطاني بواقع 2.3 مليار جنيه إسترليني في أول مرحلة من حياة الأمير جورج ابن الأمير ويليام وزوجته كيت مدلتون. أكثر المستفيدين، مصانع البضاعة الراقية إذ من المتوقع أن تصل أرباحها إلى 500 مليون جنيه بحلول عام 2018.
وفي عام 2012 كانت تقدر قيمة السوق البريطانية بـ1.958 مليار جنيه ولكن من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 2.33 مليار جنيه في غضون عام 2018، وهذا يعود إلى عملية تسويقية محبوكة من قبل المصانع والمحلات التجارية التي ستكون المستفيد الأول خلال السنوات الأولى من حياة الأمير.
وما إن أعلن الأمير ويليام خطوبته على الحسناء كيت، أطلقت الصحافة البريطانية تعبيرا جديدا هو: كيت إيفيكت أو «تأثير كيت»، فبمجرد ظهورها بفستان أو حقيبة يد أو حذاء، ترى الناس يتهافتون على شراء نفس أغراضها، فهي ذكية وتلعب على أوتار حساسة كثيرة، تختار ملابس متوفرة في محلات «الهاي ستريت» بأسعار مقبولة وبمتناول الجميع، ولكنها تختار بين الحين والآخر ملابس غالية الثمن من تصميم ألمع الأسماء البريطانية في عالم الأزياء، ليستفيد الجميع بمن فيهم عائلتها التي تملك شركة «بارتي بيسز» المختصة ببيع مستلزمات الحفلات، وهناك انتقادات كثيرة في الأوساط البريطانية بأن عائلة كيت تستفيد من تقربها من العائلة المالكة لبيع بضاعتها التي تحمل طابعا ملكيا في غالبيتها، وبعد وضع كيت مباشرة كتب على موقع الشركة الإلكتروني «إنه صبي»، وتم تصميم الكثير من القطع التي كتب عليها عبارة «أمير».
وتم تقليد فستان كيت الأزرق المنقط بالأبيض الذي ظهرت به مع طفلها لأول مرة في غضون ساعات معدودة، ونفد من المواقع الإلكترونية والمحلات بعد تقليده وبيعه بسعر 45 جنيها، وفستان كيت من تصميم مصممتها المفضلة جيني باكمان التي قامت بتصميمه كقطعة فريدة للدوقة.
كما نفدت المحلات من كرسي «بريتاكس» الذي شوهد به الأمير وهو يترك المستشفى لأول مرة.
وفي برنامج تلفزيوني خاص، تحت عنوان «بايبي باونس» عرضته قناة «آي تي في» أمس، تم شرح نظرية جني الأرباح بسبب تأثير كيت والولادة الملكية، وفي مقابلة مع صاحب محل صغير لبيع الأقمشة الاسكوتلندية «التارتان» شرح كيف ساعدت كيت في إنقاذ محله من الإفلاس عندما اختارت كيت أن تظهر بوشاح من محله في إحدى زياراتها الرسمية، وهناك إقبال شديد من الأميركيين على التبضع في بريطانيا في محلات كيت المفضلة مثل «ريس» و«إل كاي بينيت».
هناك شريحة كبرى من البريطانيين الجمهوريين الذين لا يؤيدون استمرارية الملكية في بريطانيا، ولكن على الرغم من ذلك لا يمكنهم التنكر لفضل العائلة المالكة كـ«ماركة» في ضخها المال للاقتصاد في البلاد.
منذ بداية الشهر الحالي، والشمس تبسط أشعتها المعروفة بخجلها في بريطانيا، وهذا ما ساعد في تحسين وضع الاقتصاد في البلاد، فهناك دراسات تفيد بأن المناخ الجيد يساعد على بث الشعور بالسعادة «ذا فيل غود مود»، وبالتالي تحث المرء على الإنفاق أكثر وزيارة أماكن سياحية للتمتع بالطقس الجيد، فهذا الصيف كان مؤشرا للانفراج الاقتصادي في بريطانيا رافقه انتظار المولود الملكي، والتحضير له من خلال تصميم المنتجات التي تحمل اسمه وملابس تحمل عبارة «أمير».
وعلى سبيل المثال، ما إن ظهرت كيت وويليام في الصورة الأولى لهما مع الأمير الجديد على درج جناح ليندو في مستشفى سانت ماري، حتى تغيرت حياة صاحب مؤسسة صغيرة في نوتينغهام تصنع أغطية للأطفال كانت قد قدمت للأمير ويليام وزوجته الغطاء (وسعره 45 جنيها) الذي ظهر الأمير جورج ملفوفا به في الصورة، وتلقت المؤسسة سيلا من الاتصالات وطلبيات غير مسبوقة في تاريخ المؤسسة، وقال جيليان تايلور مدير المؤسسة إنه فخور جدا وممتن للأمير ويليام وزوجته لاستخدامهما الغطاء، فمؤسسة «جي إتش هيرت»، أرسلت الغطاء كهدية لأن تصميم الغطاء كان مطابقا لتصميم الغطاء الذي لف به الأمير وليام عند ولادته ولم يكن أحد يعلم إن كان الوالدان الجديدان سيقومان باستخدامه.
واليوم تقدم سوبر ماركت «أسدا» خصم 20 في المائة على ملابس الأطفال، وكتبت في حملتها الإعلانية «هدية من جورج إلى جورج» بالإشارة إلى مصمم الملابس في أسدا «جورج».
ويقول أخصائيون في الأنتيكا والقطع الأثرية، إن ولادة الأمير الجديد هي أفضل وقت للاستثمار على المدى البعيد من خلال اختيار قطع خاصة بولادة الأمير، سترتفع أسعارها مع الوقت، ولكنهم شددوا على القطع التي تصممها مصانع كبرى للبورسلين في بريطانيا، شرط الحفاظ عليها وعدم استعمالها على مر السنين وأعطوا مثالا لأفضل القطع: علب البسكويت الحديدية وقطع البورسلين التي تحمل اسم الأمير. 
وأمس، شهدت بريطانيا واحدا من أكثر أيام السنة زحمة في مرافق السفر، مقارنة بنفس اليوم من العام الماضي، كما أظهرت الأرقام الأخيرة الناتجة عن استقصاء الركاب الدولي الذي أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية، زيادة بنسبة 4 في المائة في شهر مايو (أيار) وزيادة بنسبة 5 في المائة في الإنفاق إضافة إلى الزيادة بنسبة 2 في المائة التي شهدتها الأشهر الخمسة الأولى، ترافقها زيادة بمعدل عشري صاعق بنسبة 10 في المائة في العائدات النقدية.
تعني النتائج الإيجابية أن الـ6.88 مليار جنيه إسترليني التي حققتها البلاد كعائدات في الأشهر الخمسة الأول هي رقم قياسي تاريخي. سجل شهر مايو أيضا رقما قياسيا من حيث عدد الزيارات، إذ بلغ 3.08 مليون سائح يستمتعون ببريطانيا، ما يكسر أفضل رقم قياسي كان قد سُجل في عام 2008. أنفق هؤلاء السياح 1.67 مليار جنيه إسترليني.
كما شهدت أفضل بداية عام منذ سنة 2008 تسجيل رقم قياسي من حيث عدد الزوار في فترات الأعياد، إذ بلغ عدد السياح الذين يمضون عطلتهم في مايو 1.35 مليون سائح، ما يعد زيادة بنسبة 7 في المائة مقارنة بعام 2012. يستمر قطاع سفر الأعمال الذي تتزايد أهميته، في النمو بزيادة نسبتها 4 في المائة، وهذه إشارات تدل على إعادة الثقة بجدارة إلى قطاع يجذب الزوّار كثيري الإنفاق في فترات إقامة قصيرة.
كما تشير أرقام استقصاء الركّاب الدولي إلى مستويات قياسيّة من حيث عدد الزيارات من أسواق «باقي أنحاء العالم» (من خارج أوروبا/ أميركا الشمالية) بزيادة عدد الزيارات بنسبة 10 في المائة في مايو وحده، و9 في المائة في عام 2013 حتى الآن.
ومن أوروبا، شهد مايو نموا طفيفا في عدد الزيارات من أسواق دول الاتحاد الأوروبي الـ15 ذات أعداد الزوار الضخمة، وقفزة ملحوظة بنسبة +2 في المائة في عدد الزيارات من الدول الـ12 التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وهي ذات أسواق أصغر نسبيا.
وعلى الرغم من استمرار زيادة معدلات إنفاق الزوار من أميركا الشمالية، انخفض عدد الزيارات من هذه المنطقة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2013، فهو أدنى بنسبة 3 في المائة من عام 2012.
كما تفترض توقعات هيئة السياحة البريطانية لعام 2013 كاملا أن حجم الزيارات الداخلية سيزيد بنسبة 3 في المائة وسيزيد الإنفاق بنسبة 5.4 في المائة. وتظهر البيانات المتوفرة حتى الآن زيادة بنسبة 2 في المائة في حجم الزيارات و10 في المائة في معدلات الإنفاق ما بين يناير ومايو 2013.