باحثون بريطانيون ويضعون أول خريطة لعمليات التحور الجيني لمرض السرطان

دراسة بريطانية تدقق في 30 نوعا منه وتحدد خريطة بالتحورات الجينية المسببة لظهور السرطان
دراسة بريطانية تدقق في 30 نوعا منه وتحدد خريطة بالتحورات الجينية المسببة لظهور السرطان

في بحث رائد يبشر بتطوير علاجات أفضل لأمراض السرطان وخطط وقائية لمنع انتشار أنواع كثيرة منه، نجح باحثون في بريطانيا في وضع أول خريطة شاملة لعمليات التحور الجيني التي تؤدي إلى نمو الأورام. وتظهر الخريطة 20 نوعا من أنساق التحويرات التي تتم على الجينات، وهي التحويرات التي تؤدي إلى الإصابة بـ 30 نوعا من السرطان.
وقام باحثون في معهد سانغر نشروا دراستهم في مجلة «نتشر» العلمية أول من أمس، بتحليل أكثر من سبعة آلاف شفرة وراثية (جينوم) لأنواع شائعة من السرطان، ووصفوا 21 «بصمة» من البصمات المتخلفة عن عمليات التحور التي تجري في الحمض النووي «دي إن إيه». وتشمل أنواع السرطان المدروسة سرطانات المخ والرئة والبنكرياس والثدي.
وقارن العلماء عينات من خلايا أورام سرطانية استخلصت من المصابين مع الخلايا السليمة لدى نفس المرضى للتوصل إلى فهم أفضل للتحورات الجينية في الخلايا السرطانية.
وتحدث جميع أنواع السرطان نتيجة التحور في الحمض النووي في خلايا الجسم ربما بسبب المواد الكيميائية أو الإشعاع. وبينما يعرف العلماء بشكل أو بآخر أسباب حدوث نصف هذه التحورات الجينية التي تؤدي إلى ظهور السرطان فإن النصف الآخر منها لا يزال مجهولا، إذ ربما تقود إليه عوامل مثل التلوث الكيميائي في الوسط المحيط أو التحولات التي تجري عند تقدم العمر والشيخوخة.
ورحب العلماء بالبحث الجديد ونقلت وكالة «رويترز» عن سيرينا نيك - زينال من معهد «ولكام ترست سانغر» الذي أشرف على البحث أن «هذه خطوة مهمة على طريق اكتشاف العمليات التي تقود إلى تشكل الورم السرطاني.. فمن خلال تحليل مفصل يمكننا البدء في استخدام كميات ضخمة من المعلومات المدفونة في داخل الحمض النووي للسرطانات لمصلحتنا، بهدف فهم كيفية وأسباب ظهور الأورام السرطانية».
وتأكد العلماء من بعض الحقائق، منها أن المواد الكيميائية في دخان التبغ تسبب هذا التحور في خلايا الرئة مما يؤدي إلى سرطان الرئة وأن الأشعة فوق البنفسجية تحدث تحورا في خلايا الجلد مما يؤدي إلى سرطان الجلد. لكنهم لا يعرفون العمليات البيولوجية التي تسبب التحور وراء أغلب أنواع السرطان الشائعة.

وقال مايك ستراتون مدير معهد سانغر وكبير الباحثين في الدراسة:

«بدأنا نعرف الكثير عن عواقب هذا التحور. لكن فهمنا لا يزال محدودا لما يسبب هذا التحور في الأساس». وأضاف: «في نهاية الأمر فإن الأشياء المسببة لهذا التحور هي مسببات السرطان».